قدمت روسيا جردة حساب لما وصفته بإنجازاتها على الساحة السورية، وذلك بمناسبة مرور 3 سنوات على تدخلها العسكري المباشر هناك.

وأعلن رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور بونداريف، أن حوالي 100 ألف "إرهابي" قتلوا في سوريا، خلال 3 سنوات منذ انطلاق العمليات العسكرية الروسية هناك.

وهذا العدد يشكل ربع القتلى السوريين بجميع فئاتهم منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 وحتى مطلع عام 2018، وفق تقارير دولية.

ونقل المكتب الإعلامي لبونداريف قوله، الأحد، بمناسبة مرور 3 سنوات على بداية العمليات العسكرية الروسية في سوريا: "أريد أن أشير إلى الدقة العالية لسلاح الجو، كل الضربات التي نفذتها القوات الفضائية الجوية الروسية، أصابت منشآت الإرهابيين. خلال 3 سنوات يقدر عدد منشآت الإرهابيين التي تم تدميرها بعشرات الآلاف، وعدد القتلى في صفوف الإرهابيين بحوالي 100 ألف، بينهم 85 ألف قضت عليهم القوات الفضائية الجوية (الروسية)".

وأوضح بونداريف أن الضربات الجوية التي وجها سلاح الجو الروسي دمرت دفاعات المسلحين، الذين كانوا يعتمدون على النقاط الصخرية والجبلية، مشيرا إلى أنه نتيجة لذلك تمكن الجيش السوري من التقدم في كل الاتجاهات.

وأضاف: "بفضل عمل القوات الجوية الفضائية الروسية، تم وقف هجمات الإرهابيين، وانقلب الوضع وبات الجيش السوري قادرا على شن هجمات".


عدد ضحايا النزاع في سوريا

في المقابل قال تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش، إن عدد القتلى جراء الصراع في سوريا بلغ أكثر من 400 ألف شخص منذ عام 2011 وحتى مطلع عام 2018، وفقا لـ"البنك الدولي"، إضافة إلى 5 ملايين طالب لجوء، وأكثر من 6 ملايين نازح، وفقا لوكالات أُممية.

من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 39 ألف شخص لقوا حتفهم خلال عام 2017 في سوريا، وأشار المرصد إلى أن عدد ضحايا الصراع الدائر في سوريا بلغ حتى مطلع عام 2018 أكثر من 494 ألف شخص.

رواية أخرى

على صعيد آخر، اتٌّهمت القوات الروسية ومن أكثر من جهة دولية بأن تدخلها العسكري وهجماتها الجوية تركزت على المناطق التي كانت تحت سيطرة فصائل الجيش السوري الحر، خصوصا في العامين الأولين من انطلاق عملياتها هناك، وأنها تجاهلت عن عمد قصف مناطق سيطرة تنظيم الدولة.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها حول حصيلة التدخل الروسي في سوريا خلال أول عامين، إن الغارات الروسية أدت لمقتل 5233 مدنيا، بينهم 1417 طفلا، و886 سيدة.

وقالت الشبكة إن القوات الروسية نفذَّت منذ تدخلها مئات الهجمات غير المبررة، التي أوقعت خسائر بشرية ومادية فادحة، تركَّزت في معظمها على مناطق تخضع لسيطرة فصائل في المعارضة المسلحة بنسبة تقارب 85%.


وأضافت أنَّ 'العدد الأقل من الهجمات كان من نصيب المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بنسبة تقارب 15%.

الشبكة وثقت في تقريرها حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الروسية في عامين، حيث إنها إضافة إلى سقوط القتلى ارتكبت 251 مجزرة، وسجل ما لا يقل عن 707 حوادث اعتداء على مراكز حيوية مدنية، منها 109 على مساجد، و143 على مراكز تربوية، و119 على منشآت طبية.

وأضافت أن القوات الروسية استخدمت الذخائر العنقودية ما لا يقل عن 212 مرة، معظمها في محافظة إدلب، في حين أنها استخدمت الذخائر الحارقة ما لا يقل عن 105 مرات، معظمها في محافظة حلب.

وقدَّم التقرير إحصائية عن قيام القوات الروسية بقتل 47 شخصا من الكوادر الطبية، بينهم 8 سيدات، إضافة إلى 24 شخصا من كوادر الدفاع المدني، و16 من الكوادر الإعلامية.

وذكر التقرير أيضا أنَّ الهجمات الروسية تسببت في تعرُّض ما لا يقل عن 2.3 مليون شخص للنزوح هربا من عمليات القصف والتدمير.

الروس: أنقذنا الأسد

وعلى صعيد "إنجازات" الروس في سوريا، قال تقرير نشره موقع "روسيا اليوم" الروسي، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لبدء العملية العسكرية الروسية في سوريا، إن تلك العملية غيرت ميزان القوى وسير تطورات الأزمة السورية ميدانيا وسياسيا.

وذهب التقرير إلى أن دخول القوات الروسية الحرب الدائرة في سوريا كان لـ"مكافحة الإرهاب، والحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها، والمساهمة في إيجاد تسوية سياسية لأزمة سوريا التي طالت تداعياتها المدمرة القريب والبعيد".

ويكشف التقرير أن جيش الأسد وحلفاءه (حزب الله والمليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس)، كانوا يسيطرون فقط على 8% فقط من الأراضي السورية قبيل التدخل الروسي المباشر في النزاع.

ويرجع التقرير الفضل إلى القوات الروسية بتمكن الأسد وحلفائه من استعادة السيطرة على 98% من أراضي سوريا.

ويقول التقرير إن الدعم الروسي ساعد "في دحر التنظيمات الإرهابية وتطهير معظم أراضي سوريا من وجودها، باستثناء محافظة إدلب، التي يبقى مصيرها رهن تنفيذ الاتفاق الذي عقده الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في 17 أيلول/ سبتمبر الماضي".

ويضيف التقرير أن الجيش الروسي بذل جهودا كبيرة لإعادة بناء قدرات جيش النظام السوري الذي استنزفته سنوات القتال، وتم بمشاركة مباشرة من المستشارين العسكريين الروس تشكل اللواء الخامس، الذي يعدّ الوحدة الأقدر على القتال في صفوف الجيش السوري. وفق التقرير الروسي.