القهوة أظهرت فائدة في مجال لم يكن متوقعاً لها. ويشتهر عنها أنها تساعد عملية الهضم، وتنبّه الوظائف الفكرية في الدماغ، وترفع نشاط الجسم، وتحسّن المزاج عموماً، إضافة الى طعمتها ورائحتها المشهورتين. وفي منحى مغاير، يشار الى القهوة سلبياً في التسبب في اضطراب النوم، وزيادة التوتر العصبي، ورفع ضغط الدم، والتأثير سلبياً على عمل الانسولين ومستوى السكر والقائمة طويلة!

لكن، ماذا عن الكلى؟ وفق فريق بحثي قاده البروفسور ميغيل بيغوت فييرا، من جامعة لشبونة في البرتغال، تفيد القهوة في تنشيط عمل الكلى أيضاً، طبعاً مع الحفاظ على الاعتدال في تناولها.

 

وجاءت تلك الخلاصة نتيجة بحث شائك، بمعنى أنه لم يفحص أشخاصاً سليمين، بل رصد مرضى مصابين بأمراض مزمنة في الكلى لمدة 9 سنوات. وشملت العينة ما يزيد على 4800 مريض مصابين بأمراض مزمنة في الكلى، جرت متابعتهم بين عامي 1999 و2010.

 

وحرص فريق البحث على استبعاد تأثيرات عوامل اخرى كالعمر والجنس والتدخين والأصل الإثني. وتبيّن أن المرضى الذين تكون القهوة جزءاً من نظام حياتهم اليومي، كانت نسبة الوفيات لديهم أقل بقرابة 25% عن بقية من شملهم البحث. والطريف أن البحث أورد أن من ينتظمون على تناول القهوة يومياً كانوا من الذكور، بيض البشرة، ومتقدمين في التعليم ولديهم مستوى دخل أكثر ارتفاعاً من بقية أفراد تلك العيّنة.

تحسين وظائف الكلى

وفي تصريح تداولته وسائل الاعلام المختصة بالصحة، أعرب فييرا عن قناعته بأن زيادة معقولة في تناول القهوة و/أو المشروبات المحتوية على كافيين، يمثّل وسيلة رخيصة وفعّالة لتحسين وظائف الكلى.

وعلّق البروفسور الأميركي روبرت كورجي، وهو اختصاصي في الغدد الصماء من جامعة "باي شور" في نيويورك، على البحث، وهو لم يكن مشاركاً فيه. وأعرب عن اعتقاده أن التأثير الإيجابي للقهوة على الكلى ربما يرجع إلى أنها ترفع مستوى مادة غازيّة في الجسم، هي "أوكسيد النتريك" التي تفيد في تنشيط عمل الأوعية الدموية.