عبّر النائب في تكتل "لبنان القوي" ​أسعد درغام​ عن تفاؤله بأن ملف تشكيل الحكومة سيشهد بعض الحلحلة ويتحرك ايجابيا في وقت قريب، لافتا الى أن رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ "سيبادر في الايام المقبلة عبر دوره الدستوري الى تدوير الزوايا وتقديم صيغة حكومية لرئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​، لأن الحريري هو المعني الاول بالتشكيل ولا يجب ان يكون صندوق بريد لبعض الاطراف".

واعتبر درغام في حديث لـ"النشرة" أن العقد التي تؤخر التشكيل "خارجية ولكن الأدوات لبنانية محلية"، وقال: "بات واضحا إرتباط البعض بأجندات خارجية هدفها الضغط على لبنان وإضعاف العهد الذي أكد رئيس الجمهورية ميشال عون مرارا أن عهده ينطلق مع تشكيل الحكومة".

وردا على سؤال، شدد درغام على أن "مهمة التشكيل وتقديم الصيغ الحكومية هي من مسؤولية رئيس الحكومة المكلف"، داعيا اياه لـ"الاعتماد على آلة حاسبة لبنانية وعدم الاستماع للخارج". وقال: "هنا لا بد أن نشير الى أن الدستور قد حدد في المادتين 53 و64 كل ما يتصل بتسمية رئيس الحكومة وتأليف الحكومة، فإن عدم تحديد مهلة زمنيّة لتأليف الحكومة يعني عملياً وجوب التشكيل فور التكليف وبأسرع وقت ممكن". واضاف: "علينا أن نتمكن من الذهاب في هذه الحكومة بالنفس الوطني ذاته، ونتمكن من عدم ربط أنفسنا بأي عملية في الخارج. وعلى الحريري وضع النقاط على الحروف وتسمية المعرقلين بأسمائهم كما قال خلال إجتماع ​كتلة المستقبل​ النيابية".

وأكد درغام أن الرئيس عون لن يقف متكوف الأيدي أمام محاولة عرقلة عهده، "وهو من سيحدد الخيارات ويمتلك الكثير منها لحماية مصالح اللبنانيين، وباعتباره مؤتمن على الدستور خصوصا أن العرقلة خارجية بأدوات داخلية".

ورأى درغام أن طرح موضوع العلاقة مع سوريا، هدفه عرقلة تشكيل الحكومة، معتبرا أنه "حين يكون هناك سفراء بين البلدين، يعني ان العلاقات جيّدة والتبادل الدبلوماسي موجود، علما أنه لا يمكن قطع العلاقات مع سوريا لسببين، الأول، موضوع النازحين السوريين في لبنان، والذين يعدون قنابل موقوتة. والثاني لكون سوريا تشكل المنفذ الاساسي للصادرات اللبنانية، وإفتتاح المعابر مع الدول العربية أمر بغاية الأهمية، خاصة وان كافة المزارعين والتجار في لبنان يعوّلون على هذا الأمر فهناك امور تفرض ذاتها على الارض". وأضاف: "كما أن للبنان الدور الفاعل في اعادة اعمار سوريا، وهناك كلام من تحت الطاولة ومن فوقها مع ​السعودية​ حول هذا الملف، وهنا ضرورة أن يبحث لبنان عن مصالحه دون التمسك بشعارات لا تقدم ولا تؤخر، وعلينا أن نتعلم ألا نصل دائما متأخرين".

وشدد درغام على أن ملف إعادة النازحين يشكل أولوية بالنسبة للتكتل، مؤكدا ان وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال ​جبران باسيل​ يتابع الموضوع مع الجهات الدولية لتأمين العودة اللائقة بأسرع وقت ممكن. "ولا يمكن أن نسمح بتجميد هذا الملف وعلى العكس فإنّ ما تحقق دوليا في هذا الاطار مهم للغاية. البلد لم يعد يحتمل المزيد من الأعباء. كما أن (مدير عام ​الأمن العام​) اللواء عباس إبراهيم يقوم أيضا بخطوات مهمة جدا في هذا الاطار".

وردا على سؤال عما اذا كان التكتل يؤيد التشريع في ظل حكومة تصريف الأعمال، قال درغام: "بالتأكيد إن مفتاح معالجة القضايا السياسية والاقتصادية والحياتية والاجتماعية هو وجود الحكومة، التي يجب أن يتم تشكيلها في أسرع وقت ممكن. ولكن بحال إستمرار المراوحة فمن الضروري إجتماع ​مجلس النواب​ مع وجود الكثير من العمل داخل اللجان ولا يمكن شلّ جميع ​المؤسسات الدستورية​ في البلد". وأضاف: "أنا أوافق رئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​ في قوله: "إذا تأخر تأليف الحكومة، فسيكون هناك تشريع في المجلس". لذلك المجلس ذاهب إلى التشريع، وبري سيدعو إلى جلسة تشريعية بعدما تنتهي اللجان من درس مشاريع عدة، خصوصاً تلك المتعلقة بالوضع المالي".