ابتعد جورج صليبي هذا الأسبوع قليلاً عن السياسة, وناقش موضوعاً من وحي المناسبة, الحوار الإسلامي المسيحي ووضع المسيحيين في الشرق, مستضيفاً كلّّا من بطريرك السريان الكاتوليك الأنطاكي البطريرك اليوناني مار أغناطيوس, وأمين عام لجنة الحوار الإسلامي المسيحي الدكتور محمد السمّاك, وراعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاتوليك المطران عصام درويش, والعلّامة السيد علي فضل الله.
حيث رأى البطريرك مار أغناطيوس أن المنطقة تشهد الكثير من من الصراعات والنزاعات, وهناك قوى داخلية وخارجية تقوم بصب الزيت على النار, حيث أن هناك من ينشر العنف بحجة الديمقراطية, والأبرياء هم من يدفع الثمن, ووضع المسيحيين وضع مأساوي جداً, مؤكداً بأنه لا يسمع في الخطابات الإسلامية إلا الخطابات التي تهدم وتكفّر المسيحيين, موجّهاً نداءً للجميع للحد من التطرّف والأصولية ضد المسيحيين لحماية الأقليّات المسيحية.
بينما أكّد الدكتور محمد السمّاك على وجوب أن يكون رجل الدين وسيلةً للحل وليس طرفاً سياسياً, لأنه لا دولة دينية في الإسلام, والمسلم يعاني من التطرّف كما يعاني منه المسيحيّ, والحل يكون في الدولة المدنيّة التي يتساوى فيها الجميع, وفي الحدّ من التطرّف وثقافة التكفير وإلغاء الآخر, حيث أن هناك من يحاول سرقة الربيع العربي والتغيّرات التي تحصل لصالح التطرف, مشيراً إلى أن هناك عهداً جديداً من الحوار انطلق من قيام الأزهر بتوجيه تهنئة ومباركة للبابا الجديد.
ودعا المطران عصام درويش إلى إعلاء الصراخ المعتدل ضد التطرّف, الذي تغذّيه بعض الأطراف التي تستعمل الدين غطاءً وممرّاً لها, واصفاً الربيع العربي بأنه خريفٌ قاتل للحياة, وعاصفة هوجاء تهبّ في العالم العربي, مشيراً إلى أن هناك سُبل أفضل للتغيير, والذي يصنع الحرب لا يمكن أن يصنع السِلم, مناشداً الدول الكبرى أن تفرض الحوار بين الأطراف المتصارعة, حيث أن القلق اليوم ليس فقط على المسيحيين في المنطقة, بل القلق هو على الإنسان العربي.
وأكد سماحة السيّد علي فضل الله على وجوب الوقوف في وجه من يسعى للتطرّف وإلغاء الآخر, وذلك يكون بتركيز الفكر الإسلامي الذي يدعو للعيش المشترك والتواصل بين الديانات, والحوار الجاد يجب أن ينطلق أوّلاً من لبنان, هذا البلد المتميّز بالتنوّع الطائفي, ووجوب عقد جلسات حواريّة إسلامية مسيحيّة تؤكّد على ضرورة تفعيل الإلتقاء وتخفيف التوتّر, لإنقاذ البلاد ممّا هي فيه.

ونحن بدورنا نضم صوتنا إلى أصوات رجال الدّين, داعين جميع الأفرقاء للإلتقاء في حمل شعلة الحوار سويّةً, في مواجهة عُتمة التطرف, التي تخيّم على البلاد