ما يجمع غالبية البرامج التي تنطلق في الخريف المقبل، هو إعتمادها على تصويت الجمهور داخل الاستديو. الظاهرة ليست جديدة، بل عرفت إنتشاراً في برنامج «من سيربح المليون» الذي قدّمه جورج قرداحي على قناة mbc مع بداية عام 2000. وكان عمل قرداحي يقوم على الإستعانة بالجمهور أو بأحد الأصدقاء، ويختار المشترك ما يراه مناسباً له. لكن تقنية التصويت دخلت حديثاً وبقوة إلى البرامج اللبنانية، على إعتبار أن الجمهور جزء لا يتجزأ من اللعبة الاعلامية ولا بدّ من التوقّف عند رأيه بطريقة من الطرق. على هذا المنوال، أصابت عدوى التصويت مجموعة كبيرة من البرامج الترفيهية والفنية والسياسية، وسيكون للجمهور جيّز كبير في كل حلقة، مع فارق في كيفية دخول تلك النتائج ومدى تأثيرها على الحلقة. في هذا الاطار، يتحضّر مارسيل غانم لتقديم برنامجه «صار وقتا» على قناة mtv، وهو يجمع بين المشاكل الاجتماعية والسياسية. في كل حلقة، يحضر الجمهور الذي يتخطّى عدده الـ 100 التصوير مباشرة على الهواء، ويتوقّف المقدّم عند رأي الجمهور في المشاكل المطروحة. لن يكون مارسيل الوحيد الذي يلجأ إلى تقنية التصويت، بل كذلك الحال بالنسبة إلى برنامج «أنا هيك» الذي سيقدمه نيشان على «الجديد». العمل المنتظر هو إجتماعي يستعرض في كل حلقة حالة إنسانية وإجتماعية معينة، وتسلّط الأضواء عليها ويقف الجمهور منقسماً بين مؤيّد ومعارض. يستعرض نيشان نسبة التصويت ويكشف عن رأي الموجودين ويشرح الأصوات المؤيدة للحالة والمعارضة لها. في المقابل، تقدّم أروى برنامجاً فنياً على قناة «الجديد» ويقوم أيضاً في بعض فقراته على إستفتاء الجمهور حول رأي الفنان الذي تستضيفه. إذاً، تدخل تقنية التصويت على غالبية البرامج الجديدة، وسيكون للجمهور موقف لافت حول القضايا المطروحة، وهذه المرة ليس بالنقاش فحسب، بل أيضاً بكبسة على أداة التصويت. لكن يبقى السؤال: كيف ستتمّ عملية التصويت؟ وما مدى تأثيرها في مجريات الحلقة؟