تجتهد أوساط "حزب الله" في تعليق على التأخير في تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، في رفع مسؤولية التأخير عنها بشكل كامل، وإذا كان ذلك من حقها لان المترتبات على التأخير كبيرة، فإن الباقي يبقى مثل حلّ مسألة من الكلمات المتقاطعة. وفي كل تقاطعات العرض تبقى سوريا عقدة القطع والوصل، سواء ما يرتبط منها بعودة العلاقات معها، أو ما يتعلّق بشروط هذه العودة، أو لماذا العودة والحرب لم تنته ولماذا هذا الاستعجال؟.

تقول الأوساط نفسها "إن الرئيس الحريري أكد مراراً في معرض نفي التأخير بسبب عقدة خارجية بأن السعودية لا تتدخل. ونحن بدورنا نؤكد اننا لسنا بوارد الربط بين التشكيل وقضية عودة العلاقات مع سوريا". لكن عدم الربط لا يحول دون الكلام عن سوريا ولماذا يجب ان تعود العلاقات. "مشكلة "عودة النازحين السوريين مسألة وقت. وهذه العودة ضرورية ومنتجة للبنان. سوريا تبقى الى الابد ممراً إجبارياً للبضائع والمنتجات الزراعية وغيرها، ولذلك فإن فتح معبر "نصيب" والتفاهم حوله ضروري عاجلاً أو آجلاً. كذلك وهو الأهم ان عودة النازحين تخفّف كثيراً من الضغوط اليومية على البنى التحتية في كل أنواعها وأشكالها الحياتية"، وإذا كان اللواء عباس ابراهيم يلعب دوراً هاماً وفاعلاً حالياً في هذا الملف فإن معالجته كاملاً تتطلّب خطوات أكبر وأشمل .

وحول تشكيل الحكومة والعقبات التي تحول دون إتمامها ، تضيف الأوساط الحزبية نفسها: "نحن لم نضع حجراً كبيراً عندما طلبنا ما طلبناه. قلنا إننا والرئيس بري نريد ستة وزراء وهو حقنا المشروع وإذا كنّا نطالب بمقعد وزاري لسليمان فرنجية ومقعد للسنة المعارضين فليس لنصبح سبعة وزراء أو ثمانية". وفي محاولة جادة للتأكيد بان هذا الموقف جزء من استراتيجة او خريطة عمل مستقبلية، تؤكد هذه الأوساط، أن الالتزام كامل وهو يقوم على ثلاث لاءات، وأن المطلوب مقابلها ألا ننظر الى الخارج:

• لا سحب للتكليف.

• لا استخدام للشارع.

• لا إسقاط للحكومة.

الكلام عن سوريا يفرض حكماً الكلام عن تطوراتها، إذ كيف يجري الحديث عن عودة النازحين والحرب لم تنته؟ تبدو إدلب في "عين الإعصار"، ويبدو الكلام عن معركتها وكأنها أمر لا بد منه، والسؤال هو كيف يمكن القضاء على المجموعات المتطرفة التي لا يريدها احد، ولا يبدو ان اي احد، بما في ذلك تركيا، مستعد لاستقبال اي عدد منها، دون الانزلاق نحو بحر من دماء المدنيين؟

لم يعد ممكناً الفصل بين الحديث عن سوريا وروسيا الحاضرة في كل التفاصيل. من ذلك ان روسيا تريد تحقيق الهدوء والسيطرة النهائية شرط اعادة الإعمار السياسي، وهذا يتم عبر اعادة هيكلة الجيش والاجهزة الأمنية على قاعدة الدستور الجديد...وهنا تبدأ عملية اعادة الإعمار، الذي من دون تحقيقه على قاعدة الممكن بسرعة والضروري أولاً والملحّ والممكن لاحقاً، لن تتم عملية اعادة النازحين ضمن خطة شاملة ومبرمجة تقوم بها روسيا...

يبقى، وهو ما يعني لبنان واللبنانيين أساساً، استمرار وجود الحزب وقواته في سوريا الى متى؟. تقول الأوساط نفسها: "ان الحاجة للحزب وقواته تتضاءل في سوريا حالياً. واستعجال معركة إدلب هو لرفع منسوب التخفيف من الحاجة لقوات الحزب ... لكن هذا لا يجب أن يعني أن الانسحاب من سوريا هو اليوم أو غداً. ذلك ان الحاجة إلى تواجده مرتبطة بإعادة تأهيل الجيش السوري بحيث تنتفي الحاجة كلياً إليه".

من الطبيعي القول ان إعادة بناء الجيش السوري ولو تحت إشراف روسيا ودعمها مهمة طويلة، اذاً إن استمرار وجود قوات الحزب في سوريا طويل...