حذّرت زيدان خلال مُقابلتها مع موقع لبنان الجديد، من خطورة الإساءة اللّفظيّة التي لها عواقب أكثر إستمراراً عن أشكال الإساءة الأخرى
 

سوء المعاملة العاطفيّة تعني للأغلبيّة، الضرب، العنف الجسدي أوّ الإعتداء الجنسيّ، لكنّ سوء  المعاملة العاطفيّة  فعليّاً يُمكن أن يأتي بأشكال وأنواع مُختلفة ومُتعدّدة جدًّا.

الإساءة النفسيّة من قبل الشريك قد تكون أكثر خطورة من الإساءة الجنسيّة أو الإعتداء الجسدي، من ناحية وضع الضحيّة في خطر الإصابة بمشكلات صحّيّة، وعقليّة على المدى الطويل. أحياناً تكون أعراض سوء المعاملة العاطفيّة واضحة، بينما في أوقات أخرى، يُمكن أن تأخذ شكلًا غير ملحوظ. 
وتشملُ الإساءة النفسيّة، الشتم، والنعت بالصفات القبيحة، وغير المُحبّبة، وذكر الصفات السيّئة للشريك بهدف تحطيم معنويّاته ، والإخضاع بالإكراه، والتقليل من إحترام الذات، والشتم العلني في المجتمع والتهديد.

كان لموقع لبنان الجديد، مُقابلة خاصّة مع خبيرة الآداب والسلوك "نور زيدان"، والتي شرحت لنا أنّ مرتكب هذه الإنتهاكات، يُعاني في أغلب الأوقات، من إحساس مُزمن بعدمِ الأمان وميل شرير للسيطرة على كلّ ما يتعلّق بالشريك، وقد يتمادى ليسيطر على أسلوب حياة الفتاة، إختياراتها الشخصيّة، أصدقائها، وحتى طريقة حياتها وتعاملها مع أهلها.

وإعتبرت زيدان، أنّ " مرتكب هذه الإنتهاكات يعيشُ دائمًا في حالة تبرير، فهو مدافع شرس عن تصرفاته، بينما يحاول السيطرة على إحترام شريكته لذاتها بحيث يحمّلها مسؤوليّة الأخطاء والمشكلات وأخذ كل ما يريد منها دون مُقاومة."

وقالت:"في أغلب الأوقات، تميل الضحيّة والمرتكب إلى التفاعل مع حقيقة وضعهما بنفس المستوى اللاشعوريّ ويَغفلا عن حقيقة أنّ حالة سوء معاملة  عاطفيِة تُسيطر على علاقتهما".

وحذّرت زيدان خلال مُقابلتها مع موقع "لبنان الجديد"، من خطورة الإساءة اللّفظيّة التي لها عواقب أكثر إستمراراً عن أشكال الإساءة الأخرى، لأنّها غالباً ما تكون مُستمرّة بالإضافة إلى الإساءة الجسديّة والإهمال، خصوصًا وأنّها تأتي بنتائج وخيمة للغاية.

وأوضحت  أنّ " الإساءة اللّفظيّة لها تأثير كبير تماماً مثل سوء المعاملة الجسديّة أو الجنسيّة على الشركية، لاسيّما وأنّ أحد أبرز عواملها الإصابة بالإكتئاب والإضطرابات الإنفصاميّة (تشمل العيش بشخصيّات متعدّدة، الهلوسة، الشعور بعدم الواقعيّة، عدم الإستقرار، وتحويل المشاعر المؤلمة بشكل لا واعٍ إلى أعراض جسديّة)."

عن العواقب التي تُصيب الشريكة أو الضحيّة، قالت زيدان:" العواقب المحتملة تشمل عدم الثقة، التعلّق غير الآمن بالآخرين، المشاعر السلبيّة حول الذات في العلاقة مع الآخرين، وقلة إحترام الذات".
ووجّهت زيدان نداء إلى الفتيات اللواتي يتعرّضن إلى هكذا مُعاملة للتحرّك فورًا، وتحمّل المسؤوليّة وقالت:"إذا كان الشريك يُعاملك بطريقة سيئة، فلأنك قد سهلت له المهمّة."

ونصحت زيدان الفتاة المعرّضة للتعنيف:" تصرفي بوقاية، مواجهة الشريك بلباقة وأعلني رفضك للتصرفات المسيئة مع تهديده بأنك ستتخلين عن هذه العلاقة إذا لم تتغير المعاملة". 

وختمت زيدان:"يُمكنك اللجوء إلى إستشارة نفسيّة، إذا رفض الشريك أن يتعاون معكِ و إستمرّ في معاملتك بطريقة سيئة، كما أنّه يمكنك متابعة نصائحي ودعمي للمرأة على مواقع التواصل الإجتماعي".