من الأجساد البريئة التي زرعتها نفاياتكم خلايا سرطانية وأمراض ، ألا تخجلون ؟
 

أيها السياسيون ،

شهران ونصف ، والحكومة تعرقلون ، ولمصالح العباد والبلاد لا تأبهون . تجتمعون ، وتجتمعون ، بالحصص والمصالح تتباحثون ، وعلى الحقائب تتنازعون ، ثم إلى الصحافة تخرجون ، لتقولوا بأنكم المسهّلون ، والآخرون معرقلون . ألا تخجلون ؟

 

من دمعة طفلٍ جائع يتسوّل في العراء ، ألا تخجلون ؟ من الأجساد البريئة التي زرعتها نفاياتكم خلايا سرطانية وأمراض ، ألا تخجلون ؟ من الشباب اللبناني المتعلّم الذي يتضرّع للمسؤول – وقد يكون المسؤول أميّاً – طلباً لفرصة عمل ، ألا تستحون ؟ من حشو القطاع العام بتوظيفاتكم لأزلامكم ، و إفراغ خزينة الدولة دون مردود إنتاجي ، ألا تستحون ؟ من تغطية الفاسد والمرتشي ، ولفلفة القضايا الكبيرة ( الفضائح ) ، ألا تملّون ؟ عن استدعاء المواطنين والناشطين والصحافيين إذ ينتقدون ، متى تتوقّفون ؟

إقرأ أيضًا: معاهدة الصداقة بين إيران وأمريكا سارية المفعول!


" هذه مطالبي " ، تقولون ، وإما حكومة تلبي المطالب ، أو عمرا ما تكون . باسم الطائفة والمذهب تتحدثون ، تطالبون ، تقاتلون ، ونسمعكم في خطاباتكم تلعنون الطائفية و لإلغائها تسعون ، بربّكم على من تضحكون ؟ نراكم حكومة وحدة وطنية تحبّذون ، وعلى تشكيلها تعملون . 

 

إذاً ، لا جديد تحت الشمس ، ها أنتم تكررون ما كنتم تفعلون : صفقات بالتراضي تمررون ، وتعيينات بالواسطة تقرّون ، الفقراء تفقّرون ، و كبار القوم بسياساتكم النقدية والمالية ترضون .

 

الأهم بالنسبة إليكم ، على كراسيكم تبقون ، بجنّة السلطة تتنعّمون ، وعن المعارضة تبتعدون . فمع الحكومة ، ربحكم مضمون ، وما همّكم لو تتكدّس الأعباء والديون ؟ البلد على شفير الإفلاس ، وأنتم في الأداء لا تتغيرون .

 

ولعلّ أول حججكم التي فيها تدافعون ، هي بأنكم للشعب ممثلون ، بعد انتخابات أيار ، التي بها وبقانونها تتغنّون . بربكم ، ألا تقرأون ؟ أكثر من نصف الناخبين سلطتكم يرفضون ، ومن طريقة إدارة الشأن العام السائدة يقرفون . إرتأوا ألا يصوّتوا ، وهم بذلك ، مع الأسف ، بنجاحكم يشاركون . لكن أقلّ الإيمان أنهم لم يسمحوا لكم بإسمهم لتتحدثون ، فبالله عليكم ، كيف تطالعوننا بنسب تمثيلكم المضاعفة والمضخمة ، كيف تحسبون ؟؟

 

في خلاصة الأمر ، لقد أصبحتم على الوزارة والنيابة مدمنون ، وعلى امتيازاتهما متعوّدون ، فكيف تتركون ؟ كيف تتنحّون ؟ ولماذا في الأداء تبدّلون ، طالما شعبكم بكم مقتنع ومفتون ؟ أعلم بأنكم لا تتغيرون ، فلا حياة لمن تنادي ، لكن هذه الرسالة دعوة لكم إذا كنتم تسمعون : لو قليلا بالشعب تفكّرون ، لو قليلا بهمومه تتباحثون ، لو حجم المخاطر في  بلدي تدركون ، ليبقى ثمة بلد عليه تتزعّمون ..