توفي طفل أثناء عملية الولادة في مستشفى في وهران غرب العاصمة الجزائر، فتسلّم الأب حكيم خنشاني جثة في كرتونة ومغطاة بقطعة من البلاستيك.
 


لم يتقبل حكيم الطريقة التي استلم بها فلذة كبده، وقام بتصويره عن طريق الهاتف، بغرض إطلاع الرأي العام على تصرفات هذا المستشفى، وبالفعل قام بذلك بعدما نشر الفيديو على الشبكات الاجتماعية. وتظهر لقطات الفيديو محاولة عون بالمستشفى منع الوالد من تصوير الفيديو، بالقول «التصوير ممنوع هنا»، ليرد حكيم «أريد تصوير الطريقة التي استلمت بها ابني».
ولقي الفيديو استنكاراً واسعاً من قبل الجزائريين، الذين تضامنوا في تعليقاتهم مع والد المتوفى، وحملوا قطاع الصحة كل ما يحدث في المستشفيات.
وكشف لاحقا الزوج أنه علم أن زوجته كانت بوضع صحي سيء قبل الولادة وأنها أمضت ليلة كاملة في المستشفى على كرسي خشبي مخضب بالدماء وفوق ذلك تم تسليمه في علبة كارتون ومغطى بقطعة بلاستيك زرقاء اللون.
الفيديو الذي هز الجزائريين هز بدوره وزارة الصحة وبدأت في 26 تموز 2018، تحقيقاتها، لمعرفة حيثيات الحادثة، والتدقيق في صحة ما جاء من اتهامات من قبل الزوج حكيم خنشاني.
من جهته، قال كمال عراب، المكلف بتسليم الجثث بمستشفى 1 تشرين الثاني بوهران، في تصريح إعلامي، إن الزوج تسرع في الحكم، وإطلاق الاتهامات، معتبراً تسليم الجثة في كارتون «مرحلة ما قبل الوصول إلى مصلحة حفظ الجثث». وقال عراب «نحن في كل مرة نقوم بتسليم جثث المولودين حديثاً داخل علب كارتون، كون مصلحة التوليد ليست بعيدة عن مصلحة حفظ الجثث، هذه الأخيرة التي تتكفل بتغسيل الجثة ووضعها في قماش أبيض وتسليمه لوالده في صورة محترمة جداً». لكن الوالد كما قال «كان متسرعاً، وفي قمة الغضب كونه رزق بولد ميت وذلك قضاء وقدر، وفوق ذلك اتهمنا بالتسيب واللامبالاة، وأسمعنا كلاماً قاسياً، ولو صبر قليلاً حتى نسلم له الجثة في شكلها النهائي لغير نظرته إلينا». البروفيسور مقري رئيس مصلحة التوليد بمستشفى وهران الجامعي هو الآخر لا يرى أي حرج في وضع الكارتون كون مصلحة التوليد قريبة من مصلحة حفظ الجثث، وأكد «بأن الجنين كان ميتاً ببطن أمه قبل الولادة».
منسقة بمصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي بوهران رقية مستاري ، أكدت أن التعامل في نقل جثث المولودين عن طريق الكارتون كان منذ فترة، "ونتجنب وضعه في قطعة من القماش المخضب بالدماء، حتى لا نثير قلق وتوتر المقبلات على وضع الحمل".