العقدة المستعصية في مسار التأليف الحكومي فما زالت ،بنظر باسيل، عند القوات اللبنانية الذين يطالبون بأكثر من حجمهم (الحجم الذي حدّدهُ باسيل لهم)
 

أولاً: الوزير باسيل .. الاحترابُ المتواصل...

في حديثه الأخير لصحيفة الجمهورية يضع الوزير باسيل البلد بأكمله في عين العاصفة وعلى شفير الانهيار، الانهيار على كافة الصُّعد، السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية، لم يترك باسيل في حواره المفتوح مع الصحيفة باب ملاذٍ أو خلاصٍ إلاّ سدّه، ولم يجد حجر عثرةٍ إلاّ وألقاهُ في مُعترك تأليف الحكومة، ما زال مُصرّاً على وضع يده على الحكومة العتيدة قبل ولادتها، مُتذرّعاً بما حصل عليه من "تمثيل" شعبي في الإنتخابات الأخيرة، وإلاّ فلا حكومة ولا من يحكمون، أو الذهاب إلى حكومة أكثرية، أكثرية يستبيح بواسطتها مع حلفائه البلاد، أو ما تبقّى منها. لذا فقد وجّه باسيل الإنذار الأخير لرئيس الحكومة المكلف، بعدما نفد صبرُ اللبنانيين وهو منهم، ويُقال أنّه بدأ يبحث عن مخارج ومنافذ لسحب التكليف النيابي للرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة.

أمّا العقدة المستعصية في مسار التأليف الحكومي فما زالت ،بنظر باسيل، عند القوات اللبنانية الذين يطالبون بأكثر من حجمهم (الحجم الذي حدّدهُ باسيل لهم)، وهذه العقدة يتصدى لها باسيل وحده، والعقدة الثانية كما يراها باسيل هي العقدة التي افتعلها الحزب التقدمي الإشتراكي الذي يُصرّ على حصر التمثيل الدرزي عنده، وهذه العقدة يتصدى لها باسيل مع حليفه النائب طلال أرسلان، أمّا العقدة الثالثة فهي تمثيل المعارضة السُّنّية بمقعد وزاري، والتّصدي لهذه العقدة يضعها باسيل في عهدة حليفه الدائم حزب الله.

عنوان مقابلة باسيل الصحفية : لا تساهل بعد اليوم، والمقصود القوات (الذين وهبناهم في السابق مقاعد وزارية) فكانت المكافأة الانقلاب علينا في السياسة والانتخابات والأداء الحكومي. ثمّ يعود إلى موضوع وضع اليد على وزارتي الداخلية والمال من قبل الحريري وبري، ويتساءل مُتظلّماً: ألا يحقّ للرئيس عون الإمساك بوزارتي الداخلية والدفاع كما فعل سلفه الرئيس ميشال سليمان!، ولا يغفل في المقابلة التباكي من جديد على وزارة الأشغال العامة لينهض بقطاع النّقل، (كما نهض في قطاع الكهرباء والاتصالات الخارجية!).

 

ثانياً: اتفاق معراب في ذمّة الله...

لمن لا يزال يُمنّي النفس بتفعيل اتفاق معراب وبعثه من جديد (غبطة البطريرك مع عرّابي الاتفاق كنعان ورياشي)، هاهو باسيل ينعاهُ بعزمٍ وتأكيد، بعدما ألمح أنّه كان قد أبلغ القوات منذ زمن (زمن تعطيل الصفقات ربما) بأنّ الاتفاق "مُعلّق" لاخلالهم ببنوده، ويبدو أنّ باسيل يرى في حادثة الرابع من تشرين مع الرئيس الحريري وموقف القوات منها علامة افتراق، أكّدتها بعد ذلك الانتخابات النيابية، حين رفضت القوات التحالف مع التيار.

خلاصة القول عند باسيل: رحم الله أمواتكم، اتفاق معراب في ذمة الله، وهو مُستعدّ لاتفاق سياسي جديد مثله، أو أكثر (أي أحسن منه)، اتفاق يحترم الميثاق والدستور والتّنوع المسيحي والوطني. وبما أنّ القوات، في نظر باسيل، لا تحترم ميثاقاً ولا دستوراً ولا تمثيلاً شعبياً! فكلمة "كفى" التي كان يجب أن يقولها باسيل في الرابع من تشرين العام الماضي، هاهو يقولها اليوم: كفى..للصبر حدود وللسكوت حدود، وما على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سوى تأليف حكومة تُراعي الاحجام ونتائج الانتخابات (أي حكومة تعجب خاطر باسيل) وإلاّ...الويلُ والثبور وعظائم الأمور.

لعلّ الجواب عند الشعب اللبناني ليقول لباسيل وأمثاله: كفى..للصبر حدود، وللسكوت حدود، كفى تلاعباً بالبلد والمغامرة بمصير أبنائه، ها هو على حافة الانهيار وأنتم تتلهون بحساباتكم الصغيرة قبل الكبيرة، ولا بُدّ من التّصدي لكم، وخير من يقوم بهذه المهمة الجليلة والمقدسّة في معاقل المسيحيين:" القوات" اللبنانية، ومعهم" الكتائب" اللبنانية و"المردة" اللبنانية، وكل من لا يزال يؤمن بلبنان الدولة والمؤسسات والنظام والكيان.