سببان لعودة مقاتلين الحزب من سوريا: تقلص الجبهات، والتقشف في الإنفاق
 

قال مصدر مطلع على تحركات (حزب الله) عن تقارير سحب جزء من قواته من سورية نقلًا عن صحيفة "الحياة"، إنه "في هذه المرحلة المتقدمة من بلوغ تحقيق الهدف هناك، لم يعد من داع أو حاجة لبقاء التشكيلات القتالية على مختلف صنوفها في سورية".

في السياق ذاته، ذكّر المصدر إياه بكلام للأمين العام للحزب "السيد حسن نصرالله" عن أن "مهمة الحزب في سورية لم تنجز بعد، وما دام خطر الإرهابيين موجوداً هناك، فإنه باق بمعزل عن عدد مقاتليه، قل أم كثر"، وأشار المصدر إلى أن الحديث عن خفض عدد المقاتلين وبأرقام متفاوتة يقرأه الحزب من حين لآخر في بعض وسائل الإعلام، لكن ما يتم تداوله مبالغ فيه"، لكن المصدر تحدث عن سببين لإعادة بعض مقاتلي الحزب إلى لبنان:


- الأول، أنه "لم تعد هناك جبهات مشتعلة تستدعي من الحزب خوض معارك فيها، فالجيش السوري يتولى المهمة وهو رأس حربة في المعارك التي تجري".

- الثاني، أن "هناك حالة تقشف مالية نتيجة الوضع الاقتصادي، فرضت وضع آلية لضبط الإنفاق، لوجستيًا، لأن كلفة ذلك مرتفعة".

من جهة أخرى، أوضح المصدر نفسه أن "لا إحصاء دقيقًا لعدد مقاتليه في سورية اليوم، فهو في حال تغيير وعمليات تبديل يفرضها الواقع الميداني بين وقت وآخر"، وأشار إلى أن "غالبية المناطق السورية التي كانت تشهد أعمالاً حربية، تجري فيها اليوم مصالحات، ما أتاح نقل مقاتلين إلى أماكن حيث تدعو الحاجة، والبعض الآخر أنهى مدة وجوده المقررة مسبقًا وعاد، ويترافق ذلك مع عمليات تبديل"، وتابع: "لكن المهمة لم تنته بعد، فالخطر الإرهابي لا يزال قائمًا وإن تقلصت مناطق نفوذه، بالتالي فإن خفض عدد مقاتلي الحزب، أو حتى مضاعفته، هو وفق الحاجة وعندما يأتي اليوم الذي يتم فيه تطهير بقية المناطق وحين يزول هذا الخطر، لكل حادث حديث والحزب ليس بهاوي حرب".

بدوره، كان "نصرالله" قد أطلق قبل نهاية الأسبوع الماضي مبادرة لحل أزمة النازحين السوريين في لبنان بتشكيل لجنة للعودة مهمتها المساعدة في إعادتهم إلى بلدهم، فشكلت برئاسة النائب السابق نوار الساحلي، وحددت آلية عملها واستعدادها "لقبول طلبات النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية من خلال مراكز استحدثت بقاعًا وجنوبًا وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، محددة المكان والعنوان ووضعت أرقامًا هاتفية في تصرف الراغبين بالعودة، وترافقت هذه المبادرة مع دعوة وزارة الخارجية السورية مواطنيها "الذين اضطرتهم الحرب لمغادرة البلاد إلى العودة إلى وطنهم بعد تحرير العدد الأكبر من المناطق".