التراشق لم يتوقف رغم محاولات التهدئة
 

في سياق التراشق السياسي بين الحزب «التقدمي الاشتراكي» و «التيار الوطني الحر»، انشغل الوسط الإعلامي والسياسي في لبنان بالتغريدة التي أطلقها رئيس الحزب «الاشتراكي» وليد جنبلاط الجمعة الماضي والتي حملت طابع الطرافة وقال فيها: «إلى محبي الضجيج أقول ما بالكم تكأكأتم علي كتكأكئكم على ذي علة... افرنقعوا عني». وفي تفسير معاني التعابير التي استخدمها جنبلاط، فإن تفسير كلمة «تكأكأ» في قاموس المعاني هو «تجمّعتم علي» وربما كان يقصد جنبلاط أيضاً فيها «عي في نطقه» إذا أراد البعض أن يعتمد التفسير الأخير للكلمة في القاموس. أما كلمة «افرنقعوا عني»، فدعا فيها جنبلاط من «تجمّع عليه أو عي في نطقه» إلى «الابتعاد عنه».


وعلى رغم اتّصالات التهدئة التي أجراها فريق ثالث بين «التيار الوطني الحر» و «التقدمي الاشتراكي»، استمر التراشق الكلامي بحدّة على مواقع التواصل الاجتماعي بين محازبي الفريقين، ما استدعى اتّصالات بين النائبين ألان عون وهادي أبو الحسن، ومنسق هيئة قضاء بعبدا في «التيار» ربيع طراف ووكيل الداخلية في الحزب الاشتراكي في المتن الأعلى عصام المصري.

وأعلنت منسقية «التيار الوطني الحر» في بعبدا في بيان مساء أول من أمس، أنه «في خضم التطورات السياسية، التي حصلت في الساعات الأخيرة، على خلفية السجالات التي حصلت بين التيار والاشتراكي، حصلت ردود فعل عديدة وعفوية للمحازبين من الجهتين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتجاوز بعضها المألوف في التعاطي بين أبناء المجتمع الواحد».

ويهم «التيار» أن «يؤكد أن أي كلام مسيء صدر عن أحد منتسبيه، أو مسؤوليه في قضاء بعبدا، هو كلام مرفوض ومدان، ولا يعبر عن موقف التيار، بل هو نتيجة ردات فعل شخصية ناتجة عن الاستفزازات التي فاقمت هذا السجال السياسي».

وتمنى التيار على الأطراف الأخرى، وفق البيان أن «تحذو حذوه في تهدئة النفوس، وإدانة كل الإساءات، وإبقاء الاختلاف السياسي في إطاره الديموقراطي الراقي».

وأكد البيان أنه «جرت اتصالات بين عون وأبو الحسن، ومنسق تيار بعبدا في التيار طراف ووكيل الداخلية في الحزب الاشتراكي في المتن الأعلى عصام المصري واتفقوا على التهدئة وطي صفحة السجالات الحادة».

وفي المواقف، اعتبر مفوض الإعلام في ​الحزب «التقدمي الاشتراكي​« ​رامي الريس،​ أن «العهد عمره سنة ونصف السنة وليس شهر ونصف الشهر، وأي مراقب سياسي لا يتفاجأ من موقفنا المبني على تراكم الإخفاق في معالجة الملفات».

ولفت إلى أن «وصف وزير الدفاع ​يعقوب الصراف​ انتقاد رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ بالخيانة هو الخيانة بحد ذاتها، خصوصاً أننا نعيش في بلد ديموقراطي»، داعياً إلى «أن يبقى السجال بين مختلف الأطراف سياسياً وأن لا يجنح إلى التهجم الشخصي لأن ذلك سينعكس توتراً في الشارع». واعتبر الريس في حديث إلى محطة «أل بي سي» أنه «لم يكن رد التيار ونوابه سياسياً ولم يقدموا وجهة نظر معاكسه فلم نسمع إلا السباب والشتائم وذلك يرتد أولاً وأخيراً على العهد».

وقال: «لا أحد يريد إفشال العهد، بل على العكس أعطى الحزب كل الفرص الإيجابية لإنجاح العهد واللقاء الديموقراطي انتخب الرئيس عون، ولكن ماذا رأينا بالمقابل؟».

وشدد على أن «جنبلاط سمع خلال الزيارة الأخيرة للمملكة العربية السعودية كل الحرص على استقرار ​لبنان وحماية السلم الأهلي». وقال: «علاقة جنبلاط والحزب التقدمي قديمة مع المملكة».

وفي الملف الحكومي، أكد «الحق بأن يأخذوا التمثيل الدرزي كاملاً في الحكومة نتيجة الانتخابات النيابية».

في المقابل، رأى عضو كتلة «لبنان القوي» النائب ​سيمون أبي رميا​ في تصريح تلفزيوني، أن «جنبلاط غير راض عن موقعه السياسي الحالي بعد الانتخابات النيابية فبعد أن كان بيضة قبان عاد إلى حجمه الطبيعي».

وقال إن «التاريخ أنصفنا اليوم في موضوع النازحين بينما كنا نُتهم بالعنصرية، وجنبلاط وقوى أخرى ساهموا بالوصول إلى الوضع الكارثي في لبنان في ملف النازحين»، مشدداً على أن «المجتمع الدولي يساهم بنحر اللبنانيين في ملف النازحين من خلال العمل على إبقائهم». واعتبر أن «من غير المقبول أن يستغل النازح السوري وضعه الإنساني ليجتاح سوق العمل اللبناني في كل المجالات».