«في طرابلس لا قضية يتقاتل حولها الناس. القتال وظيفي يتقاضى المتقاتلون عنه أجراً». هكذا هي معارك طرابلس برأي مفتيها المغترب قسراً الشيخ مالك الشعار.
يجلس الرجل في مقر إقامته في «فندق جورج الخامس» الباريسي الشهير، في انتظار مجموعة من الصحافيين اللبنانيين، في صورة تعيد التذكير بزمن نفي ميشال عون وأمين الجميل.
بنظر الشعار، «الغاية من كلّ ما يحصل في طرابلس إحداث فتنة: يريدون القول إن 400 الف سني يعجزون عن التعايش مع 20 الف علوي، يريدون تصوير طرابلس بأنها قندهار»، ويشير إلى أن «معظم من هربوا من مخيم البارد من «فتح الإسلام» و«القاعدة»، عادوا عن طريق مطار بيروت»، متسائلاً: «من يسيطر على مطار بيروت؟».
يضع الشعار «حزب الله» عامل تحريك في الظل لما يجري من قتال في عاصمة الشمال. ويملك «المفتي المهاجر» (بعد تهديدات أمنية وصلته) «رؤية متكاملة» عما يجري، إذ يعتبر أن «الحزب موجود على جبهتي القتال في باب التبانة وبعل محسن في الوقت نفسه»، شارحاً أن «حزب الله يحرّك التبانة، يوزع فيها أسلحة ويعيد أهل التبانة الفقراء بيعها، كما يدفع الحزب رواتب من 300 الى 500 دولار، ويحرك (مسؤول الصلات السياسية في «الحزب العربي الديموقراطي») رفعت عيد في مقابل جبهة بعل محسن».
الظاهرة السلفية لا تقلق الشعار على اعتبار أن «صوت السلفيين في طرابلس أعلى من حجمهم الحقيقي». يؤكد أن «حضورهم لا يتجاوز أكثر من 1 في المئة في المدينة، أكثرهم لبنانيون، والبعض الآخر من فلسطينيي المخيمات». 
يلفت الانتباه إلى أن المشروع السلفي في الشمال اللبناني، لا جذور له «كما ان إمكانياته غير محلية، فالمال ليس محليا، انما مستورد من الخارج، وهم يتحركون بأكثر من طاقاتهم». يستند الشعار إلى كلّ ما سبق ليجزم بأن «وجودهم غير مؤثر».
من هي الشخصية الملائمة لخلافة الرئيس نجيب ميقاتي في السرايا؟ للشعار «مرشح» هو الرئيس فؤاد السنيورة. هو لا «يسميه» من فراغ، وإنما لأنه «يملك من القدرة على الانتظام ما يكفي لكي يمنع «حزب الله من الضغط عليه»، أو تمرير مشاريعه»، مشيراًَ إلى أن «الحزب يرفض السنيورة لأنه يرى فيه «مرشح تحد»، ويجرؤ على قول لا للحزب».
وفي كلّ أزمة لبنانية يحضر هاجس «حزب الله» لدى مفتي طرابلس والشمال. لا تبدأ هواجسه عند السلاح وظاهرة إمام «مسجد بلال بن رباح» الشيخ أحمد الأسير، ولا تنتهي عند «العجز عن تداول السلطة وممارستها». 
يحاول شرح هذه الهواجس بقوله: «مشكلتي هي مع سلاح «حزب الله»، وليس مع الشيعة، وشرط من يريد تولي السلطة في لبنان، أن يكون قادراً على القول لا لـ«حزب الله». يبسّط الشعار مفهوم خصومته لـ«حزب الله» بقوله «ليس كل شيعي خصمي، اسرائيل خصم، ولكن ليس كل يهودي عدواً».
يسعى الشعار الى حل لسلاح «حزب الله» من داخل الطوائف ومنظومة إفتاء وطني لبناني: «فليصدر كلّ رجال الدين من مختلف الطوائف فتوى تحرم على «حزب الله» توجيه سلاحه الى الداخل، وليصدر الحزب فتوى مماثلة».
يرى الشعار «بصمات» الحزب في «صناعة الأسير» أسوةً بـ«جبهة النصرة» التي صنعها الرئيس السوري بشار الاسد، ويضيف أن ظاهرة الأسير «شاذة، تخدم «حزب الله» الذي يسعى للبرهنة أن السنة إرهابيون، الأسير عصفورية فلتانة.. مجنون».
تتشعّب المواضيع عند التطرّق إلى ملف دار الفتوى ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. بنظره إن قباني «عمل الكثير لكي لا أنتخب مفتياً لطرابلس». وبعد أن حصل ذلك، يتطلّع الشعار إلى دار الفتوى في بيروت، وهو يملك لذلك «استراتيجية مقنعة». يقول: «لست مرشحا لخلافة قباني، لكن اذا ما رأى أهل الحل والعقد أن أكون مرشحا، فلن أخيّب ظنونهم».
يملك الشعار «جردة» للخلافات بينه وبين قباني. يشرح أن «مفتي الجمهورية يريد إجراء انتخابات «المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى» قبل الإصلاحات»، في حين أن الشعار يفضّل أن تسبق التعديلات هذا الاستحقاق، رافضاً التجديد للمفتي قباني.
يستدرك بالقول «لا ينبغي ان تكون الإصلاحات مكسر عصا، ونحتاج الى تفاهم، لكي لا يكون هناك غالب أو مغلوب في المعركة من أجل منصب الإفتاء».
أما عن إقامته المستمرة منذ أربعة أشهر في «جورج الخامس» الباريسي، فتعود الى خروجه العاجل من بيروت في تشرين الثاني الماضي، بعد تهديدات تلقاها باغتياله. يحيل المفتي السائل عن القضية الى ملف الوزير السابق ميشال سماحة «أهم شخصيات الدولة اللبنانية أبلغتني أن اسمي كان على قوائم الأسماء المرشحة للاغتيال التي كانت بحوزة سماحة»! 
يروي الشعار: «اتصلوا بي في «فرع المعلومات»، عندما كنت في بيروت، قالوا لي إن 3 سيارات كانت تتابعني، لا نريدك أن تبقى في لبنان، ويجب أن تغادر، لم يسمح لي حتى أن أستخدم هاتفي (في عرس ابنتي)، ثم غادرت اولا الى فيينا ومنها الى باريس».