تعاني الاسواق الناشئة حالياً، وفي المدى المنظور، من خروج الاموال (العملات الصعبة) منها، على خلفية الفارق في اسعار الفائدة المتوقع اتساعه لصالح الدولار والاوراق المالية الاميركية. وفي السياق نفسه تضررت الاوراق المالية اللبنانية كونها من ضمن الاسواق الناشئة، لتشهد ضغوطاً لم تخل من القساوة خلال الاسابيع القليلة الاخيرة ولم تزل.
 

تتواصل تداعيات الاتجاهات الصعودية لأسعار الفائدة الاميركية، والمتوقع استمرارها في زيادة الضغوط على الاسواق الناشئة. وهي تدفع كبار المستثمرين لتحويل اموالهم من هذه الاسواق الى الولايات المتحدة الاميركية للافادة من ارتفاع فارق الفائدة لصالح الدولار، كما ومن ارتفاع سعر صرف العملة الاميركية ايضاً في اسواق القطع العالمية.


وأظهرت بيانات مؤسسة التمويل الدولي أنّ التراجع الحاد في الأسواق الناشئة الشهر الماضي جاء نتيجة بيع الأجانب لسندات وأسهم بقيمة 12.3 مليار دولار.


وتوزّع خروج التدفقات بالتساوي بين أسواق الدين والأسهم. اما على المستوى الجغرافي فكانت أكبر التحركات من آسيا بخروج نحو 8 مليارات دولار، في حين سجل خروج 4.7 مليارات دولار من إفريقيا والشرق الأوسط مجتمعتين.


وسُجلت المبيعات بدءاً من نهاية نيسان، مما يجعل هذه ثاني أطول عملية بيع في الأسواق الناشئة بحسب سجلات مؤسسة التمويل الدولي. وكانت المدة الأطول بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تشرين الثاني من 2016.


وكانت الاوراق المالية اللبنانية من ضحايا خروج الاموال من الاسواق الناشئة، الامر الدي عكسته الانخفاضات الكبيرة لأسعار الاسهم واليوروبوند اللبناني، أكان ذلك في الاسواق الخارجية ام في بورصة بيروت الرسمية.

 

بورصة بيروت


اظهرت السوق المحلية الكثير من الحذر والترقب امس، الامر الذي انعكس تراجعاً كبيراً في نشاط البورصة المحلية وتدهور اسعار الاسهم. فقد جرى امس تداول 11631 سهماً فقط بقيمة 0.12 مليون دولار في بورصة بيروت الرسمية، وذلك من خلال 20 عملية بيع وشراء لاربعة انواع من الاسهم، والتي ارتفع سهم واحد منها وتراجعت الأسهم الثلاثة الاخرى. وفي الختام تراجعت قيمة البورصة السوقية 0.24% الى 10.924 مليارات دولار، اما انشط الاسهم فكانت على التوالي:


1) اسهم سوليدير الفئة أ وتراجعت 2.06% الى 8.12 دولارات مع تبادل 9924 سهماً
2) سوليدير الفئة ب التي تراجعت 2.26 % الى 1439 دولاراً مع تبادل 1439 سهماً
3) شهادات ايداع عودة التي تراجعت 1.02% الى 97 دولاراً مع تبادل 250 سهماً
4) اسهم بيبلوس التي زادت 0.68% الى 1.48 دولار مع تبادل 18 سهماً.

 

اسواق العملات


تراوح سعر اليورو خلال تداولات الامس بالقرب من دولار و17 سنتاً، وهذا بعد صدور بيانات أوروبية متفاوتة خلال الصباح، حيث استقرت مؤشرات مديري المشتريات الخدمية في ألمانيا وفرنسا والصادرة عن الإتحاد الأوروبي، وارتفع نفس المؤشر الصادر من إيطاليا.


أمّا الجنيه الإسترليني فارتفع بشكل ملحوظ، وهذا بعد ارتفاع مؤشر مديري المشتريات البريطاني بشكل يفوق التوقعات والنتائج السابقة على الصعيد الشهري، مما دفع الباوند دولار من الاقتراب من دولار و34 سنتاً.


وعاد الدولار ليتحرك بشكل إيجابي مقابل الليرة التركية، حيث يتداول فوق الأربعة ليرات وستين قرشاً.


كذلك تحركت العملات الإفتراضية بشكل سلبي، حيث تراجع بتكوين الى ما دون السبعة آلاف وخمسمئة دولار، وتداول إيثيريوم دون الستة مئة دولار، وعملة ريبيل تحركت فوق الستين سنتاً.


إستقر الدولار دون أعلى مستوياته في ستة أشهر والذي سجله الأسبوع الماضي، في الوقت الذي يترقّب المستثمرون بيانات قد تؤكد أنّ الاقتصاد الأميركي يمضي صوب أداء قوي للربع المنتهي في حزيران، ومع ارتفاع عوائد السندات الذي يدعم العملة الأميركية.


وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل نحو 20 نقطة أساس في أسبوع لتدفع عوائد السندات الحكومية لأجل عامين إلى 2.50% مقتربة للغاية من أعلى مستوى في عشر سنوات 2.59% الذي سجّلته الشهر الماضي.


وفي ضوء ارتباط عوائد السندات الأميركية قصيرة الأجل بارتفاع الدولار لأعلى مستوياته منذ كانون الثاني 2017، إستجاب المستثمرون بشراء العملة الأميركية في الأيام الأخيرة خاصة مقابل اليورو وعملات الأسواق الناشئة.


وارتفع مؤشر يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات المنافسة إلى 94.04. وارتفع المؤشر إلى 95.02 الأسبوع الماضي وهو أعلى مستوياته منذ تشرين الثاني، وزاد أكثر من 5% منذ منتصف نيسان.

 

الاسهم العالمية


ارتفعت العقود الآجلة الأميركية بشكل طفيف امس، حيث واصلت أسهم التكنولوجيا المرتفعة تعزيز مؤشر ناسداك.


وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكثر من نقطتين أو 0.10 ٪ لتصل إلى 2748.25 اعتباراً من الساعة 6:45 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، في حين ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز 25 نقطة أو 0.10 ٪ لتصل إلى 24821.0. وفي الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 للتكنولوجيا الثقيلة 18 نقطة أو 0.26٪ لتصل إلى 7166.75.


ونزل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1% في حين انخفض مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 0.2% واستقر داكس الألماني. وساعد رفع تصنيف من مورغان ستانلي سهم شركة الخدمات النفطية الإيطالية سايبم ليتقدّم 3.4% ويقود المكاسب على ستوكس 600.


على صعيد أسهم التكنولوجيا، زاد سهم ايه.اس.ام انترناشونال الهولندية لصناعة الرقائق 2.69% مدعوماً بمذكرة تبعث على التفاؤل من كريدي سويس.


كما فقدت موجة تعافي الأسهم اليابانية قوة الدفع امس، وواجه مؤشر نيكي القياسي مقاومة شديدة عند متوسط 25 يوماً، إلّا أن بيانات الوظائف الأميركية القوية الأسبوع الماضي وضعف الين دعما المعنويات. وأغلق المؤشر مرتفعا 0.3% بعدما فشل في الحفاظ على مكاسب فوق متوسط 25 يوماً البالغ 22562 نقطة.


ولم يطرأ تغيّر يذكر على مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً ليسجل 1774.96 نقطة، وزاد مؤشر جيه.بي.اكس-نيكي 400 بنسبة 0.1% إلى 15696.35 نقطة.

 

النفط


بلغت العقود الآجلة لخام برنت أدنى مستوى في نحو شهر أمس، بعد تقرير ذكر أنّ الحكومة الأميركية طلبت من السعودية ومُصدرين آخرين زيادة إنتاج النفط.


وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.09 دولار إلى 74.20 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوياتها منذ 8 أيار. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 21 سنتاً إلى 64.54 دولاراً للبرميل.

 

الذهب


إستقرت أسعار الذهب من دون تغيّر يذكر يوم امس، بعد أن أغلقت منخفضة في الجلسات الثلاث السابقة مع اتجاه المستثمرين إلى الأصول عالية المخاطر، وسط تنامي احتمالات رفع الفائدة الأميركية إثر بيانات اقتصادية قوية.


وكان السعر الفوري للذهب مستقراً عند 1291.51 دولاراً للأونصة. ولا يوجد اهتمام بالذهب حالياً، فالاهتمام الأكبر هو بالأسهم والناس يكسبون المال هناك، لذا لا أحد يرغب في تداول الذهب حالياً.