اللياقة عنصر من عناصر الجمال عند الإنسان، وهي جمال عاطفي، يكمن في مساعدة الآخرين وحسن التصرّف. اللياقة مجموعة من الأفكار والسلوكيات يعتاد الإنسان عليها، وتصبح جزءاً أساسياً من طبيعته يمارسها في حياته اليومية، كما في العمل.
 

تؤكد خبيرة الإتيكيت مارلين سلهب لـ«الجمهورية» أنّ اللياقة لا تكون فقط في الكلام بل أيضاً في ردود الأفعال، وفي حسن طريقة تعاطي الإنسان مع أيّ مشكلة تطرأ في العمل وتَمكُّنِه من تحوير الموقف السلبي إلى إيجابي، والفصل بين مشكلات البيت والعمل.

وتُذكِّر: «عندما يخرج الإنسان من بيته إلى عمله يجب أن يترك وراءه مشكلات البيت، فلا يحملها معه إلى العمل ويمضي وقته غاضباً، أو متوتّراً، أو قلقاً أو ذا ملامح حزينة. وعندما يخرج من عمله يترك أيضاً مشكلات العمل في المكتب ويتوجّه بوجه مبتسم إلى البيت».

وتدعو سلهب النساء إلى الاحتفاظ بسمات أنوثتهن في العمل حتّى لو كنّ يتقدمن في مجالٍ حِكر على الرجال. ولا تعني الأنوثة أن لا تتعامل المرأة مع مشكلات العمل بحنكة أو أن تهرب منها أو تسكت، ولكن يمكنها بلياقتها وذكائها أن تحوّر مجريات الأمور وتهدّئ الأشخاص من حولها، ما يساعدها على السيطرة على المواقف والمشكلات، إذ يمكن للرجل أو للمرأة في العمل فرض رأيهما دون اللجوء إلى العبوس أو الصراخ.

وعلى المدير أو المديرة أن يكونا لائقين في كلامهما واستقبالهما وطريقة تعاملهما وجاهزين للمساعدة، يحملان ابتسامة على وجههما ويتمتعان بطول البال ورحابة الصدر، وبتعابير وجه تريح الآخرين، لأنّ خوف الموظفين والموظفات من المدير أو المديرة يجعلهم لا يحترمون المؤسسة وغير قابلين للعمل على تطويرها.

تصرّفات يجب اعتمادُها

لطالما علّمت الموروثات الاجتماعية النساء أن لا يقفن إذا دخل رجل، ولكن توضح خبيرة الإتيكيت أنّ هذه العادات باتت من الماضي خصوصاً أنّ المرأة كانت تعتمد ثياباً فضفاضة وفساتين كبيرة تمنعها من الوقوف. لكن، بعد دخولها ميدان العمل ومطالبتها بالمساواة، بات وقوفها لمصافحة الآخر رجلاً كان أم امرأةً، يكشف مدى لياقتها خصوصاً إذا كانت تتبوّأ مركزاً رفيعاً.

كما لم يعد بإمكانها انتظار أيِّ رجل ليزيح لها الكرسي أو يمرّرها قبله في مكان العمل لأنها امرأة، إلّا إذا كانت برتبة أعلى منه. في المجال المهني لا يجب التفرقة بين امرأة ورجل.

أما خارج العمل، فتلفت سلهب إلى أهمية أن يتصرّف الإنسان على طبيعته. إذا رغب بالوقوف لمَن يدخل يفعل ذلك وإذا لم يرغب لا يقف، وهذا يعود لحسن أخلاقياته وطبيعته. علماً أنّ الوقوف لا مفرّ منه لضابط يرتدي بذلته العسكرية أو لرجل دين أو لأيِّ شخصٍ يحمل لقباً مثل سفير أو نائب...

إلى ذلك، من أهم سمات التصرّف بشكل لائق في العمل هو عدم جعل الناس ينتظرون كثيراً، وإراحة القادمين الجدد إلى العمل والتحدّث معهم، والابتسامة التي يجب أن ترافقنا يومياً. كما يجب أن يحسن الشخص المسؤول أكان رجلاً أم امرأة فنّ الاصغاء، ولا يكون عدائياً مع الناس.

ماذا نرتدي؟

تشدّد سلهب على أنّ اللياقة لا تقف عند حدّ التصرّفات فقط بل تمتد إلى الشكل الخارجي واللباس. وتقول: «لننجح في عملنا يجب أن نتعاون مع الناس، وبالتالي أن لا نصدمَهم بشكلنا الخارجي غير اللائق».

وتنصح النساء بعدم ارتداء الملابس الضيقة إلى حدّ كبير، ولا الملابس التي تكشف الصدر أو القصيرة جداً أو تلك التي تستفزّ الآخرين. كما أنّ وضع الأكسسوارات اللافتة ليس مسموحاً في العمل، ولا الحذاء المفتوح، بل تختار المرأة ثياباً رصينة، لأنّ الهدف هو أن نكون مهنيّين، نعمل لنجاح المؤسسة ولا نتلهّى ونلهي الآخرين بمظهرنا.

إلى ذلك، إنّ اعتماد الماركات ليس أساسياً ولا مهماً، لكن ضروري الاعتناء بالنظافة الشخصية من ثياب وشعر وأظافر ورائحة...، فلا يجب أن تصدر منّا رائحة تعرّق ولا رائحة عطر قوية.

أما بالنسبة للمتقدّمين الجدد إلى العمل فيجب أن يرتدي الشاب البدلة والفتاة أيضاً «تايور». وعلماً أنّ العديد من المؤسسات لا تطلب من موظفيها الحضور باللباس الرسمي إلى العمل يومياً، إلّا أنّ التقدّم إلى الوظيفة يجب أن يكون بهذا اللباس. الانطباع الأول الذي يكوّنه المسؤولون عن التوظيف أساسي ويشكّل 80 في المئة من مجمل رأيهم وأساسه لباس المتقدّمين وسلامهم وابتسامتهم وطريقة جلوسهم...

طريقة الجلوس
تؤكد سلهب أنّ تحذير المرأة من وضع رجل فوق رجل بات من الماضي، إذ يمكن أن تجلس كما ترتاح فتكتف رجليها أو تتركهما قرب بعضهما، لكنها تلفت إلى أهمية أن يكون الانسان لائقاً فإذا كانت المرأة ترتدي القصير تتجنّب كتف رجليها. كما على الرجل تجنّب مرجحة رجليه مثلاً أو كتفهما بطريقة مبتذلة.