أوساط دبلوماسية غربية وصفت هذه الضربة الصاروخية بأنها الأخطر من نوعها منذ بدء إسرائيل في السنوات الماضية بتوجيه ضربات إلى مواقع عسكرية إيرانية في سوريا
 

تحت ظلال الأجواء المحمومة في منطقة الشرق الأوسط، وفي تفاصيل الصراع الإقليمي والدولي في سوريا، وانسياقًا مع أطماع كافة الأطراف المنخرطة في الحروب المشتعلة والمتنقلة على مساحة الجغرافيا السورية لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية والعسكرية على الأرض في تلك الدولة العربية التي مزقتها النزاعات الدينية والمذهبية والعصبيات القومية مستفيدة من غض نظر واضح من المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الأمنية والسياسية والإنسانية، تعرضت قواعد عسكرية تابعة لقوات النظام السوري في شمال ووسط البلاد لضربات صاروخية، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "مقر اللواء 47 في حماة ومطار النيرب في حلب حيث تتمركز قوات إيرانية تعرضًا لضربات صاروخية ليل الأحد الاثنين الماضي أدت إلى سقوط أربعين قتيلًا وستين جريحًا بينهم أربعة سوريين والغالبية من الإيرانيين إضافة إلى مقاتلين من ميليشيات موالية لإيران من جنسيات أجنبية".

إقرأ أيضًا: التهديد الإيراني بضرب إسرائيل زوبعة في فنجان
وأوضح مدير المرصد أن "الموقعين يضمان مستودعات صواريخ أرض _ أرض"، لافتًا إلى أن "طبيعة الأهداف ترجح أن تكون الضربة إسرائيلية"، فيما نقلت بعض وسائل الإعلام عن مصادر ميدانية قولها أن "الهجوم جاء انطلاقًا من القواعد الأميركية والبريطانية شمال الأردن"، والهجوم كان عبارة عن إطلاق تسعة صواريخ على القواعد العسكرية.
والمعلومات الواردة من إيران جاءت متضاربة بين النفي والتأكيد على مقتل عناصر عسكرية إيرانية جراء هذا القصف الصاروخي، فبينما أكدت وكالة الأنباء الإيرانية ايسنا أن "هناك 18 عسكريًا إيرانيًا من بين أربعين قتيلًا وستين جريحًا سقطوا"، فقد نفت وكالة تسنيم ووكالة فارس التابعتان للحرس الثوري الإيراني عن وجود إيرانيين بين القتلى. 
وأما إسرائيل التي نادرًا ما تؤكد عن القيام بضربات في سوريا. فإن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان كان قد هدد في مناسبات عديدة الشهر الماضي بالقول بأن "كل موقع نرى فيه محاولة لتموضع عسكري إيراني في سوريا سندمره ولن نسمح بذلك مهما كان الثمن".
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية على لسان المعلق العسكري عاموس هارئيل أن "ثمة شعورًا برياح حرب يقودها نتنياهو على إيران مدعوما بقوة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب"، وتابع قائلًا أن "إسرائيل عازمة بكل قوتها على طرد القوات العسكرية الإيرانية من سوريا".
أوساط دبلوماسية غربية وصفت هذه الضربة الصاروخية بأنها الأخطر من نوعها منذ بدء إسرائيل في السنوات الماضية بتوجيه ضربات إلى مواقع عسكرية إيرانية في سوريا. 

إقرأ أيضًا: لبنان في مؤتمر بروكسل .. هل يُمهّد المؤتمر لنهاية سعيدة لأزمة النازحين السوريين؟
وقالت هذه المصادر أن نفي طهران لسقوط ضحايا إيرانيين من قتلى وجرحى إثر هذه الضربة الإسرائيلية يؤكد على عجز إيراني واضح عن الرد على الضربات الإسرائيلية، ذلك أن إيران التي توعدت بالرد على إسرائيل بعد قصفها للقاعدة العسكرية في مطار تيفور قرب حمص الشهر الماضي وأسفرت عن سقوط سبعة عسكريين إيرانيين يعملون في هذه القاعدة كمستشارين دون أن تلتزم بتنفيذ تهديدها، فقد وجدت نفسها اليوم مربكة ومحرجة أمام هذه الضربة القاسية. الأمر الذي دفعها مضطرة إلى نفي سقوط أي قتلى وجرحى من قواتها العسكرية في هذه الضربات الصاروخية تفاديا للكشف عن عجزها على الرد. 
الرئيس السوري "بشار الأسد" أدلى بدلوه تعقيبًا على هذه الاعتداءات الإسرائيلية بالتأكيد على أن الدول المعادية إنتقلت الى مرحلة العدوان المباشر على سوريا، معترفًا بأن المنطقة عموما تعيش مرحلة إعادة رسم كل الخارطة الدولية.