خطوة جيّدة في الإتجاه الصحيح لغدٍ أفضل للبنان
 

إستطاع لبنان الرسمي لأول مرة في تاريخه تحقيق حلم المُغتربين اللبنانيين بالمشاركة في الإنتخابات النيابية ، كمرحلة مُمهّدة لإنتخابات ٦ أيار ٢٠١٨.

ويُعتبر هذا الأمر إنجازا كبيرا للدولة اللبنانية بشكل عام ولوزارة الخارجية على وجه الخصوص ، كونها إستطاعت بعد مخاض من تحقيق هذا الحلم وربط لبنانيي الخارج بوطنهم الأم.

ونُظمّت مرحلتين حتى الآن في هذه الإنتخابات التي تنتهي اليوم في الولايات المتحدة الأميركية ، الأولى في دول العالم العربي حيث فاقت نسبة المشاركة ال ٥٠٪؜ ، والثانية في قارات أوروبا وأفريقيا وأميركا ودولة أرمينيا وجزيرة غوادلوب .

في المرحلة الثانية جاءت الأرقام شبه النهائية على الشكل التالي :

أستراليا :58%

أفريقيا :٥٩٪؜

أوروبا :55،64٪؜

أرمينيا :٤٥٪؜

أميركا الشمالية :١٧،٣٣٪؜

أميركا اللاتينية :٢٣٪؜

جزيرة غوادلوب : ٥٢،٩٠٪؜.

 

إقرأ أيضا : فتح صناديق الاقتراع في واشنطن وكندا والباراغواي وجزيرة غوادلوب

 

 

هذه الأرقام هي عُرضة لبعض التغييرات الطفيفة ، بإنتظار الأرقام النهائية الرسمية ، لكنها بالمُحصّلة ستكون قريبة لها.

وعلى رغم إستكمال الإستحقاق الإنتخابي ، لم تُخفِ بعض الأوساط السياسية صدمتها من إنخفاض نسبة المشاركة في الإنتخابات ، خصوصا في القارة الأوروبية وفي فرنسا على وجه التحديد .

إلا أنّه بشكل عام ، تُعتبر هذه الإنتخابات في الخارج ناجحة كتجربة أولى لكنها بحاجة للمزيد من التطوير والتطمين .

فقد برزت بعض الإشكالات التي طرحت علامات إستفهام حول نزاهة هذه الإنتخابات والتي تسمح بالطعن بها .

حيث أن هناك ٤٠٠ جواز سفر لم يصلوا إلى الناخبين بالشحن، إضافة إلى أن بعض أسماء الناخبين ليست واردة في لوائح الشطب.

وهناك صندوقان أُرسلا إلى غير إتجاههما في ألمانيا. 

 

إقرأ أيضا : هل ستُصوّت القوات اللبنانية في صور - الزهراني للائحة الرئيس نبيه بري ؟

 

 

كذلك ، عملية نقل الصناديق قد تتأخر بسبب عطل عيد العمال في بلدان أميركا الجنوبية ، وهذا يُعتبر تقصير من قبل وزارة الخارجية كونها لم تُنسِّق جيدا مواعيد إجراء هذه الإنتخابات .

وهناك تخوّف أبدته بعض الجهات السياسية من اللعب في نتائج الإنتخابات عبر نقل الصناديق في الجو وعدم الفرز من المصدر، وما رافقه من التأخير في عمليات شحن الصناديق بسبب عطل شركات DHL. 

كذلك ، فإن بعض أسماء الناخبين كانوا مُسجّلين في دوائر غير دوائرهم، و بُعد المسافات الجغرافية عن مكان الإقتراع حالت دون إقتراع البعض كما هو الحال في الولايات المتحدة الأميركية.

أما إشراف وزارة الخارجية على عملية الإنتخابات ، فقد أثارت هواجس البعض الذين يعتبرون الوزارة مُسيّسة اليوم ، وهي جهة بنظرهم غير مُخوّلة الإشراف على هذه العملية.

وقد لحق الظلم ببعض الناخبين وغابت العدالة الإنتخابية ، إذ أن بعضهم لم يقترعوا خصوصا في الطائفة الشيعية وبمنطقة الخليج وأوروبا وأميركا وأستراليا بسبب ولائهم الحزبي للثنائية الشيعية  وخوفهم على مصدر رزقهم في حال قرّرت هذه الدولة فيما بعد ملاحقتهم ، رغم أن الولايات المتحدة الأميركية طمأنت الدولة اللبنانية في هذا المجال بأنها لن تُضايق أحد.

بشكل عام ، عكست هذه الإنتخابات واقع المجتمع اللبناني ، وإستشرفت نوعا ما حال الإنتخابات القادمة بعد عدة أيام .

ورغم الهواجس والإشكالات المطلوب من وزارة الخارجية توضيحها وتصحيحها ، إلاّ أنها خطوة جيّدة في الإتجاه الصحيح لغدٍ أفضل للبنان.