ما هو محسوم أن لائحة المعارضة في هذه الدائرة ستخسر أصوات القوات في حال قاطعت أو صوتت للائحة بري
 

في دائرة الجنوب الثانية ، التي تضم قضائي صور والزهراني ( قرى صيدا )  ، تتنافس لائحتان أساسيتان ، لائحة " الأمل والوفاء " المدعومة من الثنائية الشيعية ( حركة أمل وحزب الله ) ولائحة " معا نحو التغيير " المدعومة من الأستاذ رياض الأسعد والحزب الشيوعي والتيار الوطني الحر .
خُصِّص لهذا الدائرة ٧ مقاعد نيابية ، ٤ في قضاء صور ( ٤ شيعة ) و ٣ في قضاء الزهراني ( ٢ شيعة و ١ روم كاثوليك) .
وإن كان قضاء صور هادىء إنتخابيا ولا توجد فيه منافسة حقيقية ، فإن دائرة الزهراني ورغم ترشّح رئيس حركة أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه ، تشهد بعض الأجواء التنافسية بعد دخول التيار الوطني الحر على خط المواجهة ، لما لهذه الدائرة من رمزية للرئيس بري وفي سياق الصراع الحاصل بينه وبين الوزير جبران باسيل .
والمعركة الأساسية في هذا القضاء هو على مقعد الروم الكاثوليك ، والذي يشغله حاليا النائب ميشال موسى وهو مرشّح حاليا على لائحة " الأمل والوفاء "، مقابل المرشّح وسام الحاج المقرّب من التيار والمُرشّح على لائحة " معا نحو التغيير ".
وفي مرحلة تشكيل اللوائح ، رفض رياض الأسعد التحالف مع القوات اللبنانية كما صرّح بذلك الدكتور سمير جعجع ، وقرّر التحالف مع التيار الوطني الحر ، وبسبب إقتصار التنافس في هذه الدائرة على لائحتين فقط (٢) وهي الإستثناء الوحيد في كل دوائر لبنان ، عمّمت القوات اللبنانية على مناصريها مقاطعة الإنتخابات .


إقرأ أيضاً: اسكتوا وصوّتوا للكتلة الملتحية


ولا شك أن مقاطعة القوات للإنتخابات ستستفيد منها لائحة " الأمل والوفاء " في حال حصلت ، لأن رهان المعارضة هناك في جزء كبير منه هو على الصوت المسيحي الآتي من قرى صيدا .
لكن المعلومات المُسرّبة في الصالونات السياسية والمحلية في تلك الدائرة ، أشارت إلى نية لدى بعض القواعد الشعبية في القوات اللبنانية للتصويت للرئيس نبيه بري ولائحته .
هذه المعلومات لم تُشِر لقرار تنظيمي من قبل القوات للإتجاه نحو هذا الخيار ، خصوصا أن القوات كانت قد إتخذت قرارا بعدم التحالف مع أي لائحة عليها مرشّحين من الحزب أو التصويت لها .
لكنها تُوحي بأن القيادة في القوات ربما تركت الخيار لهذه القواعد الشعبية بالتصويت للائحة بري  ردّاً على طريقة تعاطي الأسعد مع القوات وتفضيله التيار عليها .
ما قد يُؤكّد ذلك ،أن القوات في بعض دوائر الشمال تركت أيضا الخيار لمناصريها بالتصويت لمن يختارونه.
أما الأجواء القواتية إلى الآن ، فهي تحرص دائما على التذكير بالتعميم الداخلي الذي وُزِّع على المناصرين بمقاطعة الإنتخابات .
بالمقابل ، حرصت الماكينة الإنتخابية لحركة أمل في الأشهر الماضية على التقارب مع القواعد الشعبية في هذه القرى المسيحية ، وإجتاحت السوشيال ميديا فيديوهات لسمير جعجع يُغازل فيها بري وتداولها ناشطون من الحركة ، كذلك دعا بعض هؤلاء الناشطين إلى ورقة تفاهم مع القوات شبيهة بورقة " مار مخايل " كون جعجع بحسبهم لم يُخطىء بحق بري منذ خروجه من السجن في ٢٠٠٥.
بالمحصّلة ، فإن ما هو محسوم أن لائحة المعارضة في هذه الدائرة ستخسر أصوات القوات في حال قاطعت أو صوتت للائحة الأخرى ، وبكلا الحالتين هذا سيفيد لائحة بري في تلك الدائرة.