حكم الأقليات في تاريخ المسلمين وتاريخ الأمم والشعوب غير المسلمة كان أكثره حكماً استبدادياً ظالماً جائراً وحشياً بشعارات دينية تارة ، وتارة أخرى بشعارات إنسانية !
 

منذ سقوط دولة الخلافة العثمانية التركية وفقهاء المسلمين شيعة وسنة وأحزاب المسلمين شيعة وسنة ، يرفضون مبدأ من مبادئ الديمقراطية وهو مبدأ الإنتخاب حق لكل بالغ راشد يختار بحريته وقناعته من يمثله في السلطة التشريعية والسياسية والسلطة حق للأكثرية ،  يرفضون هذا المبدأ بقولهم إنه يتعارض مع القرآن الكريم ويتعارض مع سيرة النبي (ص)  وسيرة الخلفاء الراشدين حيث إن القرآن الكريم [ بنظرهم ] يقول مُنَدِّداً وطاعناً بالأكثرية من الناس وبالتالي فإن مبدأ الأكثرية مبدأ فاسد وباطل يدينه القرآن ويرفضه !

بقوله تعالى : 

1- (( وَأَكثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ ))

2- (( وَأَكثَرُهُم لاَ يَعقِلُونَ ))

3- (( وَأَكثَرُهُمُ الكَافِرُونَ. ))

4- (( وَأَكثَرُهُم لِلحَقِّ كَارِهُونَ ))

5- (( وَأَكثَرُهُم كَاذِبُونَ ))

6- (( بَل أَكثَرُهُم لاَ يُؤمِنُونَ ))

7- (( وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَعلَمُونَ ))

8- (( وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم يَجهَلُونَ ))

9- (( وَلاَ تَجِدُ أَكثَرَهُم شَاكِرِينَ ))

10- (( وَمَا يَتَّبِعُ أَكثَرُهُم إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغنِي مِنَ الحَقِّ شَيئاً ))

11- (( وَلَـكِنَّ أَكثَرَهُم لاَ يَشكُرُونَ ))

12- (( وَمَا يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشرِكُونَ ))

13- (( أَم تَحسَبُ أَنَّ أَكثَرَهُم يَسمَعُونَ أَو يَعقِلُونَ إِن هُم إِلَّا كَالأَنعَامِ بَل هُم أَضَلُّ سَبِيلاً ))

14- (( وَمَا كَانَ أَكثَرُهُم مُّؤمِنِينَ ))

15- (( فَأَعرَضَ أَكثَرُهُم فَهُم لَا يَسمَعُونَ ))

16- (( وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِن هُم إِلاَّ يَخرُصُونَ ))

17- (( وَلَـكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤمِنُونَ ))

18- (( وَمَا أَكثَرُ النَّاسِ وَلَو حَرَصتَ بِمُؤمِنِينَ ))

19- (( فَأَبَى أَكثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً )).

إقرأ أيضا : من قال لا يوجد مبادئ في السياسة ؟!

 

وأنا بيقين كامل أعتقد بأن الجهل كله يتجسد في استنادهم إلى هذه الآيات حينما أنكروا شرعية مبادئ الديمقراطية لأن الآيات المذكورة آنفا لا تقول مطلقا لأي مجتمع مسلم بأنه لو ترشح للحكم زيد وعمرو وخالد وتنافسوا فحاز زيد على أصوات أكثر من أصوات خالد وعمرو فلا شرعية لسلطة زيد لأن الأكثرية انتخبته ، إن الآيات لا تتحدث عن هذه المسألة السياسية مطلقا !

ويوجد في كل سوق كتاب،  مئات الكتب تأليف علماء دين شيعة وسنة وقادة من أحزاب دينية شيعية وسنية  تعتقد بشرعية الجهاد ضد الدولة الديمقراطية  وضد الديمقراطيين وبشرعية سفك دمائهم واستباحة أموالهم وقولهم علانية وجهراً 

 بأن " الديمقراطية كفر وإلحاد  " وذلك حينما يملكون مقاليد السلطة .

ويتجاهلون بديهة ولا يجهلوها بأن حكم الأقليات في تاريخ المسلمين وتاريخ الأمم والشعوب غير المسلمة كان أكثره حكماً استبدادياً ظالماً جائراً وحشياً  بشعارات دينية تارة ، وتارة أخرى بشعارات إنسانية .

فحكم الأكثرية  السياسية ( لا الأكثرية الدينية ولا المذهبية ) مع امتلاك الأقلية السياسية حق المعارضة والإعتراض والنقد والإنتقاد قد يُحَوِّلها إلى أكثرية في الإنتخابات الأخرى ، إن حكم الأكثرية هي صيغة سياسية من أعظم الصِيَغ التي تلامس أفضل صورة من صور العدالة ولا بديل عنها سوى المضي في طريق الإستبداد باسم الإسلام والدين والقرآن والشريعة .

 

الشيخ حسن سعيد مشيمش 

لاجئ سياسي في فرنسا .