تمثّل السيارات العاملة بالطاقة الكهربائية أحدث ما توصّلت إليه تكنولوجيا النقل في الوقت الحالي، وتعتمد هذه السيارات على تقنيات مختلفة يبقى أهمّها المحرّكات الكهربائية والبطّاريات.
 

مع التقدّم المتسارِع الذي يشهده قطاع السيارات الكهربائية من ناحية زيادة المسافات التي يمكنها أن تقطعها قبل الحاجة إلى إعادة شحن البطاريات من جهة، وإمكانية الشحن السريع للبطاريات من جهة ثانية، باتت السيارات الكهربائية تشكّل منافساً جدّياً للسيارات البترولية وستزداد شعبيّتها مع مرور الوقت.

كما أنه هنالك عامل آخر مهم يساهم في بذل جهود تطوير مكثّفة في قطاع السيارات الكهربائية، يتمثل بالشروط البيئية العالمية الجديدة التي تهدف الى تخفيض نسبة البثّ الكربوني من السيارات الجديدة بنحو 40 في المئة بحلول عام 2021 مقارنة بما هي الآن. وهذا العامل سيلعب دوراً رئيساً في دخول السيارات الكهربائية إلى السوق.

إختلاف في الآراء

تختلف الآراء حول مدى تلبية السيارة الكهربائية لمتطلبات الحياة اليومية للأفراد. لكن من المؤكد أنّ ما يثير قلقَ الغالبية العظمى من السائقين، هو مسافة السير المحدودة للسيارة الكهربائية بشحنة واحدة للبطارية، بحيث اعتبرها البعض مناسبة فقط لمجموعة ضيقة من المستخدمين وغير مناسبة للأُسر الراغبة في السفر بالسيارة لمسافات طويلة في العطلات.

أما البعض الآخر فيقول إنّ السيارات الكهربائية تعدّ في الوقت الحاضر مناسبة تماماً للتنقلات اليومية داخل المدينة، خصوصاً للذهاب والعودة من العمل، وإنّ الخوف من عدم كفاية مدى السير ليس له مبرّر.

عيوب مهمّة

على الرغم من التطوّر الذي وصلت إليه السيارات الكهربائية، لكنها لا تزال تعاني من عيوب مهمة لا يمكن تجاهلها، مثل سعرها المرتفع وقصر مسافة السير التي يمكنها قطعها، وتكاليف صيانتها الباهظة مقارنة بالسيارات التقليدية وعدم توافرها في جميع الفئات من السيارات. فمعظم السيارات التي تعتمد على نظام الدفع الكهربائي تقع في الفئتين المتوسطة والصغيرة فقط، ما يجعلها غير مناسبة للعائلات الكبيرة.

وهذه العيوب جعلتها بعيدة بعض الشيء من تحقيق الهدف المنشود منها من ناحية التوفير والتخلص من تكاليف التزوّد بالوقود، إلّا أنها اقتربت من تحقيق هدفها من الناحية البيئية، حيث تشيد غالبية الدراسات بقلّة الانبعاثات الضارّة الناتجة عن السيارات الكهربائية مقارنة بمثيلاتها المعتمدة على محرّكات الاحتراق الداخلي.

بالإضافة الى مسافة السير المحدودة، وإرتفاع تكاليف صيانة السيارات الكهربائية، هنالك عائق آخر شديد الأهمية يقف بوجه انتشار هذا النوع من السيارات ويشغل بال مجموعات كبيرة من المستخدمين، يتمثل بعدم توفر البنية التحتية للشحن الكهربائي لهذه السيارات في الأماكن العامة أو في المنازل، إذ إنّ الكثيرين لا يملكون مرءاباً خاصاً ليتمّ تجهيزُه بتقنيات شحن بطاريات هذا النوع من السيارات.