«انقطاع الاتصالات وتوقف الانترنت» أزمة جديدة تضاف الى تحديات القطاع الخاص المنهك أصلاً جراء انقطاع الكهرباء واضطراره الى انتاجها ليحافظ على استمراريته، ومن اضراب القطاع العام وتقلبات سعر الصرف... تحديات لا تعد ولا تحصى الا ان انقطاع تواصله مع الشركات في الخارج قد تكون الضربة القاضية له.

فيما لا تزال المفاوضات سارية بين وزارة الاتصالات ونقابة موظفي أوجيرو المستمرين في اضرابهم منذ اسبوع، انضمّ قطاع الاتصالات في لبنان الى القطاعات المتعثرة بفعل توقف عدد من السنترالات عن العمل وانقطاع خدمة الانترنت عن عدد من المناطق، وقد عانت شركة ألفا امس من الامر، فتوقفت خدمة الانترنت لديها لساعات بفعل الاعطال على شبكة اوجيرو.

 

ووفق آخر المعطيات كشف وزير الاتصالات جوني قرم في تصريح امس عن حصول توافق على ثلاثة مطالب محقّة من أصل أربعة، بينها بدل النقل والمساعدة الاجتماعية، فيما لا يزال مطلب واحد عالقاً وهو مرتبط بغلاء المعيشة، وقد طلب الوزير استشارة من كلّ من ديوان المحاسبة وهيئة الاستشارات للعمل وفق القانون.


 

مما لا شك فيه انّ هذا الاضراب نجح في انزال خسائر فادحة بالقطاعين العام والخاص وتعطيل اعمال الشركات. وفي هذا السياق شرحت مصادر مطلعة لـ»الجمهورية»، ان هناك نوعين من الشركات الخاصة مقدمة خدمات الانترنت، النوع الاول هي شركات مرخصة وتملك شهادة DSP وISP ويرتكز جزء كبير من عملها على البنية التحتية للدولة، فمثلا خدمات شركة DSL تمر عبر سنترالات الدولة. اما النوع الثاني من الشركات فهي التي تعمل خارج سنترالات الدولة ولديها امداداتها الخاصة للفايبر اوبتك وهي تعرف بـ»ملوك الانترنت غير الشرعي». والمقاربة المضحكة هنا ان غير الشرعيين شغالين فيما جماعة الانترنت الشرعي متوقفين عن العمل متأثرين بتوقف السنترالات عن العمل. كذلك ان خدمات الانترنت اللاسلكية (wireless) والتي تستفيد منها الشركات الكبرى وبعض الجامعات وهي التي تعرف بالحزمة العريضة لا تحتاج الى المرور بسنترالات اوجيرو انما بسنترالات الشركات الخاصة، لذا هي لم تتأثر بالاضراب، لكن العدد الاكبر من الشركات يمر عبر سنترالات الدولة، وبالتالي كل سنترال توقف أضرّ بعمل الشركات الخاصة التي ترتبط به.


 

أما الشركات الاكثر تأثرا بتقطّع او انقطاع خدمة الانترنت فهي بحسب المصادر شركات الـ call center التي تقدم خدمات تقنية او لوجستية او طبية لشركات عالمية انطلاقا من لبنان، وهؤلاء تلقّوا ضربة قاسية جراء توقف الانترنت بحيث ان عقودهم مع الخارج معرّضة للفسخ والالغاء، والمؤسف ان هذه الشركات تشغّل عشرات لا بل مئات الشباب اللبنانيين الجامعيين.

 

ألفا وتاتش

من جهة أخرى، أعلنت شركة «ألفا» في بيان أمس عن «توقف خدمة الإنترنت والخارج عن إرادتها بفِعل الأعطال على شبكة أوجيرو. ولاحقاً صدر عنها بيان يُفيد بعودة خدمة الإنترنت الى طبيعتها بعد توقف قسري بسبب أعطال على شبكة أوجيرو».

 

بدورها، نفت شركة «تاتش»، المشغّلة لإحدى شبَكتَي الهاتف الخلوي، خبر توقف الاتصالات وخدمة الإنترنت على سواحل المتن وكسروان أو حصول أي انهيار لشبكة خطوطها، وأكدت في بيان أن إرسال شبكتها وخدمة البيانات يعملان بشكل طبيعي في المنطقة المذكورة.

 

كذلك نفت «تاتش» في بيان لاحق، انقطاع الإنترنت عن شبكتها في منطقة سنّ الفيل وضواحيها، وأكدت أن إرسال شبكتها وخدمة البيانات تعمل بشكل طبيعي.