صحيح أنّ الكفاءة والخبرة عاملان أساسيان للنجاح في العمل، إلّا أنّ طريقتكم بالتعاطي مع الزملاء والمدراء أساسية لضمان تطوّركم. فما هي السلوكيات التي تعيق تسلّقكم السلم المهني؟
 

الثقة بالنفس مهمة، ولكنّ قناعتكم بأنكم تعرفون كلّ شيء، وبأنكم لستم بحاجة لتطوير طريقة عملكم، وتباهيكم بمهاراتكم حدّ التعالي على الزملاء، هي من السلوكيات المدمّرة لحياتكم المهنية.

أنتم لا تعرفون كل شيء
يمكنكم أن تعرضوا نظرتكم للأمور، ولكن دعوا مجالاً للنقاش واستيعاب آراء الآخرين، وتقبّلوا احتمال أن يتقدّم غيركم بأفكار بنّاءة بدوره. يؤكد الخبراء أنّ اعترافكم بأنكم لستم على درايةٍ كافية بموضوعٍ ما، والقول مثلاً: «أنا لا أعلم الكثير عن هذا الموضوع، ولكن يمكنني أن أقرأ المزيد حوله»، من سِمات الذكاء وليس دليلاً على الجهل والغباء. إلى ذلك، تشيرُ دراسة نفسيّة إلى أنه كلما قلّ ذكاء الإنسان، مال إلى المبالغة في تقدير مداركه العقلية.

فإن كنتم لا تعرفون الجواب على سؤال معيّن فمن المُعيب أن تتظاهروا بادّعاء المعرفة والمَيل إلى التذاكي، بل اعترفوا بعدم معرفتكم، ورغبتكم في تعلّم المزيد بكل بساطة.

عدم تقييم النفس
من يعتقد أنه ناجح وعلى حق دائماً، لا يتقدّم ولا يحاول الاستفادة من النقد البنّاء لتحسين قدراته والتأقلم مع متطلبات العمل والوظيفة. ها هو سامر لا يأخذ بعين الاعتبار انتقادات مديره ولا يسعى إلى تغيير سلوكه قيد أنملة، بل هو مقتنع أنّ أداءه هو الأفضل، وأنّ مديره يغار منه. لذا، يوجّه له ملاحظات «لا جدوى منها»، ويطلب منه بذل جهود غير نافعة. ولكن، يلفت الخبراء إلى أنّ أخذ النقد البنّاء بعين الاعتبار هو أساسي لتطوير المهارات وتحقيق أهداف المؤسسة، والتطوّر الشخصي لتسلّق السلم المهني. فتعلّموا تقبّل كلّ أشكال النقد بهدوء، وخذوا منه ما ينفعكم.

كثرة الكلام وعدم السماع
يحبّ المدراء في العمل أن ينصت إليهم موظفوهم ويفهموا عليهم «عالطاير». إنّ الاستماع سِمة لا تثمن في علاقاتكم مع الناس، وخصوصاً مع الزملاء والمدراء. حتّى أن الاستماع بحسب الخبراء هو الكفاءة الأكثر أهمية وحسماً خلال مقابلات التوظيف، إذ انه يحدّد مدى قدرتكم على الاستيعاب، والتفهّم، والتقبّل، والتعلّم، وبناء علاقات سليمة مع الزملاء والمدراء والزبائن، لصالح المؤسسة.

التلهّي بسهولة

ها هي زميلة في المكتب تأتي إليكِ لتخبركِ بعض القصص الخاصة عن حياتها، فتُصغين إليها، وبدوركِ تُشركينها بقصصكِ. ثم، يدفعك الفضول إلى التلهّي بمتابعة أخبار الناس عبر وسائل التواصل، ومشاهدة جديد صيحات الموضة على هذا الموقع أو ذاك، قبل أن يحين وقت احتسائكِ القهوة. بعدها، تُخصّصين وقتاً للردّ على رسائل أصدقائكِ والعائلة عبر هاتفكِ المحمول. هذا التلهّي يشتّت انتباهكِ ويقلّل من إنتاجيتكِ، كما يجعل مديركِ يضيق ذرعاً من ميلكِ إلى المماطلة والتأجيل وصرف انتباهكِ عن العمل بدل التركيز بجدّية.

لتَرك انطباع جيّد في بال مدرائكم ينصحكم الخبراء بوضع الهاتف الخلوي بعيداً عنكم، وعدم إمساكه سوى خلال فترة الاستراحة، والتركيز على مهمّاتكم المهنية وعدم تشتيت ذهنكم بأي أحاديث تدور من حولكم. كما يمكنكم أن تكونوا مهذبين مع من يحاول إلهاءكم، ولكن في الوقت عينه حازمين، فلا تهدروا الوقت معهم ولا تدخلوا في جدالات حول مشكلاتهم، بل فسّروا لهم بتهذيب أنكم منهمكون بالعمل حالياً، فيبتعدون عنكم.

إسألوا رأي المدير بعملكم
عندما ترتكبون خطأ كبيراً في العمل يستدعيكم المدير لوضع النقاط على الحروف. ولكن، إن لم يُبد رأيه بعملكم لفترة طويلة يمكن أن تسألوه عن تعليقه، ومدى رضاه على أدائكم. صحيح أنّ صمت المدير يعني إجمالاً أنكم تبلون حسناً وتقدمون أداء لا تعليق له عليه، إلّا أنّ عدم سؤالكم قد يوحي له بقلة اهتمامكم، أو عدم رغبتكم بالتطور، بينما يؤكد له سؤالكم أنكم تسعون الى تقديم الأفضل. كما أنّ سؤاله عن أدائكم قد يدفعه إلى تقديم الإطراء لعملكم والتعبير عن إعجابه بجهودكم، ما يزيدكم دفعاً وفرحاً بما تحققون.