دائرة الجنوب الثالثة تختصر الواقع الإنتخابي في لبنان ككل
 

 

تبدو المعركة الإنتخابية في دائرة الجنوب الثالثة صورة مختصرة عن الإنتخابات في كل لبنان رغم الإهمال الإعلامي لها .

فالدائرة التي تضم أقضية بنت جبيل - حاصبيا ومرجعيون - النبطية ، تعكس واقع المنافسة الإنتخابية بوجه لائحة الثنائية الشيعية والتي تؤشّر إلى أن معركة الأرقام ورفع نسب الإقتراع هي التي ستحدّد الأحجام الإنتخابية والسياسية للقوى والشخصيات المتنافسة .

وتتميز هذه الدائرة بأن فيها أكبر حاصل إنتخابي قد يصل لحدود ال ٢٥ ألف صوت في حال إرتفعت نسب الإقتراع ، للتنافس على ١١ مقعدا نيابيا موزّعين على الشكل التالي :

- بنت جبيل ٣ مقاعد للشيعة .
- النبطية ٣ للشيعة أيضا.
- مرجعيون وحاصبيا ، ٢ للشيعة و ١ للسنة و ١ للدروز و ١ للروم الأرثوذكس.
ويشكل الشيعة النسبة الأعلى من الناخبين حوالي ٨٠٪؜ ، يليهم السنة ٦،٣٥٪؜ والموارنة ٥،٢٧٪؜ والدروز ٣،٦٥٪؜ والأرثوذكس ٢،٤٥٪؜ والكاثوليك ١،٨٪؜.

إقرأ أيضا : هل تفقد قوى ١٤ آذار تمثيلها النيابي الأحادي في البقاع الغربي - راشيا؟

فيما يتنافس في هذه الدائرة ٦ لوائح هي كالتالي:

1- لائحة الأمل والوفاء المدعومة من ( حركة أمل ) و ( حزب الله ) و ( حزب البعث ) و ( الحزب السوري القومي الإجتماعي ) وبرضى كامل من النائب وليد جنبلاط، وهي مكتملة.
2- الجنوب يستحق ، وهي لائحة مدعومة من تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والحزب الديمقراطي اللبناني ، وتتألف من ١٠ مرشحين .
3- فينا نغير ، مدعومة من رئيس حزب الإنتماء أحمد الأسعد ، وتتألف من ٨ مرشحين .
4- صوت واحد للتغيير ، مدعومة من الحزب الشيوعي ، وتتألف من ٧ مرشحين .
5- شبعنا حكي ، وهي لائحة تضم إعلاميين وشخصيات من المعارضة الشيعية ومتحالفة مع القوات اللبنانية ، تتألف من ٥ مرشحين . 
6- كلنا وطني ، وهي لائحة مدعومة من المجتمع المدني ، وتتألف من ٥ مرشحين .
ولا شك أن كثرة اللوائح في وجه لائحة الثنائية الشيعية سيساهم في تشتيت الأصوات ، إلا أن وجود نسب لا بأس بها من المسيحيين والسنة سيشكل خطرا على المقعدين السني والأرثوذكسي في هذه الدائرة ، وهذا ما جعل ماكينات الثنائية الشيعية تبدأ بالعمل على رفع نسب الإقتراع للإطاحة بأي خرق وتحصين المقاعد المهدّدة.

إقرأ أيضا : سر دائرة الجنوب الثانية، ودور الحزب؟

بالمقابل ، هناك إنقسام في الصوت المسيحي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ، فالحزبان يدعمان لائحتين متنافستين ، وهناك توحّد بالصوت السني لصالح تيار المستقبل ، كذلك بالنسبة للصوت الدرزي ذات التوجّه الجنبلاطي .

ولأنّ المعركة في الجنوب ولها رمزية للثنائية الشيعية ، كان البحث من قبل المراقبين عن المعارضة الشيعية ، فاللوائح المنافسة للائحة الأمل والوفاء كلها لوائح تابعة أو مدعومة  من أحزاب سياسية تشارك هذه الثنائية  في السلطة ، ما عدا بعض اللوائح .

وينظر بعض المراقبين للائحة " شبعنا حكي " على أنها تمثّل نبض هذه المعارضة الشيعية والصورة الحقيقية لها ، فهي الوحيدة التي تمتلك خطابا سياسيا واضحا ضد الثنائية وقدمت برنامجا إنتخابيا إنمائيا يحاكي تطلعات الصوت الجنوبي المعترض  ، وهي تضم أشخاص مواكبين لمعظم الإستحقاقات السياسية ، على عكس اللائحة المدعومة من أحمد الأسعد الذي لا يطّل على الجنوبيين إلاّ في مواسم الإنتخابات . 

أما الحزب الشيوعي ، والذي بطبيعته معارض لأداء السلطة ، لم يبرز منه أي مؤشر على عمل جدي لتقديم أي فكرة قد تساعد في توحيد المعارضة ، بل ساهم بتشتيتها ، حتى أنه إختلف مع من يشبهوه بالأداء كحركة "مواطنون ومواطنات في دولة " التي يرأسها شربل نحاس ، وبموجبها قرّر الإنسحاب.

فيما يُنظر إلى لائحة " الجنوب يستحق " على أنها لائحة سلطة لا معارضة ، وهي أقصى ما قد تحققّه أنها ستشوّش على باقي اللوائح المنافسة للثنائية.

لكن ، كما في كل إنتخابات لبنان ، وبسبب طبيعة القانون النسبي ، فإن المفاجآت غير مستبعدة في هذه الدائرة ، خصوصا إذا أراد الصوت الصامت في الإنتخابات السابقة أن يُدلي بدلوه في إنتخابات ٦ أيار ٢٠١٨ فيقال الطاولة على رؤوس الجميع.