سارة شمس الدين شابة في مقتبل العمر، لم تمنعها إعاقتها من التعبير عن هوايتها، فالمراهقة ذات الـ15 عاماً، تعاني منذ ولادتها نقصا بالاوكسيجين، وتأخرا ذهنيا وسمات توحد.

سارة الشابة الجميلة والانيقة، عانت بسبب إعاقتها الكثير من المشاكل، مما اضطر والدتها الى زيارة معظم مراكز التأهيل في لبنان والكثير من الاطباء بغية ايجاد حلول لما تعانيه سارة.

والحال أن ما تكابده هذه الشابة هو الكثير من السلوكيات غير المتكيفة، والعنيفة، كانت تؤثر على عملية تأهيلها في المنزل والمراكز المختصة.

اليوم زارتنا سارة في مبنى جريدة "النهار"، برفقة والدتها رانيا والسيدة عزيزة درويش، المسؤولة عن برنامج سارة التأهيلي في مركز "إعداد".


وتخبرنا رانيا، والدة سارة، كيف أصبحت "اختصاصية" بحالات تشخيص الاعاقات وتصنيف الأدوية، نظراً الى المسار الطويل والصعب الذي عانته مع ابنتها. وتؤكد أن سارة لم تكن عدائية يوماً، ولكن عندما كانت في أحد المراكز، وجراء رؤيتها لمعظم الاطفال يمارسون الضرب للتعبير عن حاجاتهم، بدأت تحذو حذوهم، واصبح الضرب الوسيلة الوحيدة أمامها للتعبير عن مطالبها. ولهذا اضطرت الوالدة الى سحب ابنتها من المدرسة والسفر الى اوروبا لمدة سنة ونصف سنة، من اجل ايجاد الحلول المناسبة لها. بعد عودتها، وعن طريق الاصدقاء، تعرفت الى مركز "إعداد" التابع لجمعية أصدقاء المعوقين.

وبعد انضمام سارة الى المركز خلال العام التأهيلي 2016-2017، بدأت سلوكيات سارة العنيفة تظهر داخل المدرسة، ووضعت لها خطة سلوكية تم تنفيذها بالتوازي داخل المنزل وفي المركز. واستطاعت سارة أن تتكيف وتتجاوب مع الخطة، وأصبحت تعبر عن حاجاتها بالطرق المقبولة اجتماعيا، وبدأ حبها للرسم يظهر بشكل مميز، مما شد انتباه المسؤولة عن البرنامج التأهيلي لسارة عزيزة درويش، والتي عرضت فكرة تحويل رسومها الى قلادات على كل من رئيس الجمعية الدكتور موسى شرف الدين، ومدير مركز "إعداد" نزار سلام، بدأ المركز بتنفيذ المشروع الذي سيكون على مراحل، الأولى تحويل الرسوم الى قلادات، وبعد انطلاق المشروع سيكون مع القلادة سوار واقراط، وعلاّقات مفاتيح، أما المرحلة الرابعة ستكون عرض جميع رسوماتها داخل معارض جمعية أصدقاء المعوقين، حيث سيعود ريع المشروع لتنمية موهبة الرسم لدى سارة، ودعم مشاريع الجمعية. وبالاضافة الى الرسم، تقوم سارة بصنع لوحات من الموزاييك، وهي تستمع باغاني السيدة فيروز والكثير من عمالقة الطرب كأم كلثوم وعبد الوهاب. وكأن سارة من خلال الفنون التي تمارسها تقول "اريد العيش بهدوء، والاستمتاع بالرسم. فكل ما أطلبه هو تفهمي وتقبلي من المجتمع، بالاضافة الى ورقة وقلم وبعض الموسيقى".