قبل أكثر من شهرين فارق انترانيك ب.الحياة، وهو داخل حمام منزله. لم يعلم احد بموته، مرت أيام وجثته متكئة على حوض الاستحمام. أخذت الروائح الكريهة تفوح بشدة حين لم يفتقده أحد ويشعر بمصابه ويكرمه بدفنه. وبالفعل، وبعد طول انتظار، فتحت القوى الامنية باب شقته بناء على تقديم إخبار للنيابة العامة من قبل الجيران، فكان المشهد كارثياً، أذهل كل من رآه.

استبدال مؤلم

في الطبقة الخامسة، وبالتحديد في الشقة رقم 18 من مبنى "نوريان" في الرميل - شارع يوسف سرسق، كُتبت نهاية انترانيك،(65 سنة)، الذي كما شرح جاره المحامي بيار بولس الجميل لـ"النهار" كان "يسكن مع والدته في الشقة قبل وفاتها، رجل عازب عمل مدير صيانة في احدى شركات السيارات المعروفة، لكن قبل فترة تم استبداله بشاب من جنسية اخرى، الامر الذي اثر على نفسيته كثيرا، مع العلم انه رجل عفيف النفس لا نذكر منه سوى كل خير".

محاولات الجيران

 منذ شهرين أطلع الجيران كما قال الجميل "القوى الامنية على شكوكنا والروائح الكريهة التي تنبعث من شقته، الا اننا ووجهنا بمماطلة غير مبررة وغير انسانية من قبلها. فقد حضرت بعض عناصرها قبل نحو شهر من دون ان تدخل الشقة تحت حجة تأخر الوقت. وفي الثاني عشر من هذا الشهر حضرت كذلك مع المختار ، لكن الوضع بقي على حاله، من دون ان تأبه الى صحة السكان وحرمة الميت، الأمر الذي دفعنا الى التواصل مع القضاء المختص، فتقدمنا بإخبار الى النيابة العامة يوم الخميس الماضي، لكن السكان قرروا في الامس ايصال الامر الى وسائل الاعلام بعد عدم المبالاة بشكواهم".

سبب الوفاة

خلافاً لما قاله الجميل، اكد مختار الرميل ساسين شهوان لـ"النهار" ان" القوى الامنية قامت بواجبها على نحو كامل، فالجيران لم يتقدموا بشكوى لدى فصيلة النهر قبل نحو شهرين، بل قدموا إخباراً، وعلى أساسه حضرت بعض العناصر، وعاينت المبنى والشقة من الخارج، طالبة منهم تقديم الإخبار الى النيابة العامة كي يتمكنوا من دخول الشقة. وهذا الأمر لم يحصل سوى يوم الخميس الماضي". ولفت الى أنه "صدمت حين رأيت الجثة المتحللة داخل الحمام، متكئة على حوض الماء. أما عن الروائح الكريهة المنبعثة منها، فلا يمكن لإنسان تحملها. جرى نقل الجثة الى مستشفى بعبدا، حيث اكد تقرير الطبيب الشرعي ان سبب الوفاة سكتة قلبية". وختم "حاولت عناصر الامن إيجاد ولو قريب لأنترانيك، لكن من دون جدوى للأسف، لذلك نتواصل مع الجمعيات لكي تتكفل إحداها بدفنه".