"كان معكم مارون قزي مباشرة"، عبارة لن يتمكّن مارون قزي من تكرارها بعد الآن، بعدما استسلم صباح أمس الجمعة للمرض. كان يشعر أنّ الموت قد اقترب، فقال قبل ادخاله الى غرفة العناية الفائقة في مستشفى Bambino Gesu بإيطاليا: "حاسس حالي رح موت" وبالفعل صدق.

نهاية "المرح"

اصيب مارون الذي عرف بـ"هضامته" على وسائل التواصل الاجتماعي بـ"ذبحة قلبية"، كما اكد ابن عمته شربل قزي، الذي يرافقه مع والده في رحلة علاجه في ايطاليا، شارحاً: "في آب الماضي، قصد مارون هذا البلد للعلاج من المرض، لم تتحسن حاله على الرغم من مرور وقت طويل، الى ان كانت النهاية صباح أمس الجمعة". منذ نحو ثلاثة سنوات، اصيب قزي كما شرح طبيبه بيتر نون، اختصاصي في امراض الدم لدى الاطفال، قبل نحو سنة لـ"النهار"، "بمشكلة في الدم، فقد اكتشفنا انّ لديه نقصاً في افراز الدم، اضافة الى ضعف في مناعة جسمه. أجرينا له العديد من الفحوص لمعرفة السبب وارسلناها الى كندا، اوروبا واميركا، لكن الصورة لم تتضح بعد". وأضاف: "حالته غريبة، بدأنا علاجاً جديداً له. ان احتمال حاجته الى زرع دم في ايطاليا ممكنة اذا لم يتجاوب مع العلاج".

رحلة" الموت"

عندما اغلقت ابواب العلاج في لبنان توجه قزي الى ايطاليا. حاول بضحكته ان يحارب المرض، الا انه استرش عليه في النهاية، خطف جسده، لكن روحه المرحة ستبقى في قلوب كل مَن عرفه، فلن ينسى اللبنانيون الفيديوهات العفوية التي نشرها مارون قبل نحو عام. أضحك ابن الـ16 ربيعاً حينها الجميع، قبل أن تنقلب الصورة ويظهر ما لم يتوقعه انسان، وهو أنّ سبب "سمنة" مارون هو علاج بالكروتيزون من مرض "غريب". من تفاعل ساخر الى حقيقة مؤلمة صدمت الجميع، بعدما نشرت احدى رواد "فايسبوك" بوستاً جاء فيه ان "مارون عم بيعاني من ورم، كل اسبوع بينصح 5 كيلو من ورا الكورتيزون. بأغلب الأوقات ما بيكون واعي على شي لأنو المورفين بيخلّيه ما بقا يحسّ بشي.. إمّو توفّت من فترة بسبب السرطان، وعندو خيّو اخرس موجود بالكفاءات".

خسارة وراحة

رحل مارون الولد الذي وصفه والده في وقت سابق في حديث مع "النهار" بـ"الذكي، صاحب الشخصية القوية"، قائلا حينها: "توقف عن الذهاب الى المدرسة بسبب علاجه المتعِب. فهو يعاني بعد كل جرعة دم من الدوار على مدى يومين، فضّلت صحته على العلم، لا اريد ان اخسره، لا سيما ان شقيقه الاكبر شربل يعاني قصوراً في عمل الدماغ، بعدما اطعمته قريبتي وهو في سن السنة ونصف سنة بضع حبات فول مطبوخ، جفّ الاوكسجين في رأسه، وهو عاجز اليوم عن النطق الا بضع كلمات، كما انني خسرت زوجتي بسبب ميكروب في الرئتين، تركت لي ولدين هما كل ما أملك في هذه الحياة" .

اليوم خسر والد مارون جزء من حياته، وبحسب ما اشار شربل: "اطلعتنا السفارة اللبنانية في ايطاليا عن امكان الانتهاء من انجاز اوراقه ووصول جثمانه يوم الثلثاء المقبل الى لبنان"... ليرقد بسلام بلا اوجاع والآم، بلا علاج ومستشفيات!