يُجمع المراقبون على أن العام الأول على الأقل من ولاية القيصر الجديدة لن تشهد تغييرات جدية وجذرية إلا إذا حصل أي طارىء
 

 

جرت بالأمس الإنتخابات الرئاسية في روسيا بعد إنتهاء ولاية الرئيس الحالي الثالثة فلاديمير بوتين ، وَكما كان متوقعا فقد إستطاع الرجل الفوز بولاية رابعة بعد حصوله على أكثر من ٧٠٪؜ من أصوات المقترعين في إنتخابات شارك فيها حوالي ٦٠٪؜ من الروس.

وبعيدا عن مدى نزاهة الإنتخابات وشفافية العمل السياسي داخل روسيا ، برز في خطاب الفوز لبوتين عبارة كانت لافتة عبر فيها عن أن كل شيء يتغير مع الزمن .

وبسبب الدور الروسي الذي تفعّل في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الماضية ، لاقت الإنتخابات إهتماما  واسعا وتغطية قوية وشاملة من قبل وسائل الإعلام العربية ، للإضاءة على كل تفصيل حدث خلال العملية الإنتخابية .

لكن السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه ، هل بوتين جاد في عملية التغيير ؟ وهل يُرجى التغيير من رجل يحكم روسيا لأربع ولايات وعندما لا يحكم يضع حليفه الوثيق محله رئيس الوزراء الحالي دميتري ميدفيدف ؟

لا شك أن الإجابة عن هذا السؤال بحاجة إلى بعض الوقت ، إلا أن بعض ملامح رؤية بوتين السياسية والإقتصادية لروسيا اليوم وتفعيل دورها في الخارج يجعلنا نتوقع أن الرجل لن يقوم بأي تغيير فعلي قد يؤثر على مكانة هذا الدور .

إقرأ أيضا : بوتين: النصر الساحق مؤشر على ثقة وأمل الشعب الروسي

 

وإن كانت دول الشرق الأوسط منقسمة حول الدور الروسي في المنطقة خصوصا في سوريا ، إلا أنها في مكان ما تراه عامل إبتزاز لأميركا من أجل خلق توازنات سياسية جديدة في المنطقة.

غير أن كثر يَرَوْن في هذا الدور مُحاك بطريقة دقيقة على وقع توجيهات وخطوط أميركا الحمراء التي لن تسمح بتماديه أكثر في الوقت المناسب.

ولأن الملف السوري هو الأكثر طغيانا على المشهد السياسي للشرق الأوسط ، فإن الأنظار متجهة نحو طريقة تعامل بوتين مع هذا الملف لناحية الإنتقال السياسي ومصير رئيس النظام السوري بشار الأسد ومرحلة إعادة الإعمار وحفظ مصالح روسيا داخل سوريا .

ويبدو إلى الآن أن بوتين سيظل متمسكا بنفس السياسة المتبعة في حال لم تُنفَّذ أميركا وعودها بقصف دمشق وقواعد النظام السوري .

 

إقرأ أيضا : لجنة الإنتخابات المركزية:بوتين يتصدر بـ76 بالمئة من الأصوات بعد فرز 74 بالمئة منها

 

 

أما على صعيد خطط الغاز وإمدادات النفط ، فإن بوتين سيحرص على أن يبقى هذا القطاع ضمن مجال النفوذ الروسي ، كون الغاز هو المعيل الوحيد للإقتصاد الروسي في ظل تردي التكنولوجيا والصناعة الروسية.

أوروبيا ، ستشهد الأيام والأسابيع المقبلة تصعيدا أوروبيا - روسيا ، خصوصا مع بريطانيا بعد حادثة تسميم العميل المزدوج ، ما يفتح باب الإحتمالات على مصراعيها لناحية مواصلة سياسة العقوبات الأوروبية والأميركية المشتركة ضد روسيا.

وعليه ، يُجمع المراقبون على أن العام الأول على الأقل من ولاية القيصر الجديدة لن تشهد تغييرات جدية وجذرية إلا إذا حصل أي طارىء في إحدى ميادين لعب الدب الروسي كسوريا مثلا.