يوشك حزب «الكتائب» اللبناني العريق، على إكمال لوائحه وتحالفاته الانتخابية بعد قراره مقاطعة الأحزاب الرئيسية المشاركة في الحكومة، وأبرزها تيار «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، إضافة للثنائي الشيعي المتمثل بحركة «أمل» و«حزب الله».
ويفتح «الكتائب» خطاً وحيداً مع أحد الأحزاب الممثلة في مجلس الوزراء وهو حزب «القوات اللبنانية»، باعتباره أنه «لا يغطي الاعتداء على السيادة اللبنانية، كما أنه ليس شريكاً في ملفات الفساد».
ويعِد رئيس الحزب النائب سامي الجميل لاحتفال كبير يوم الأحد المقبل يطلق خلاله برنامجه الانتخابي بعنوان «نبض بكرا»، بعدما كان قد أطلق مطلع شهر فبراير (شباط) الماضي عمل ماكينة الحزب الانتخابية، معلنا استمراره في معركة التصدي لـ«الحسابات الضيقة وحسابات الربح والخسارة التي تنتهجها أحزاب السلطة، والتي أدت إلى تسليم قرار البلد إلى خارج الدولة اللبنانية وحتى خارج الحدود، مبررين ذلك بالواقعية السياسية».
وقد بدأ حزب «الكتائب» منذ إعلان استقالة وزيريه من حكومة رئيس الحكومة السابق تمام سلام في عام 2016 بعدما وصفها بـ«المضرة»، واتهمها بعدم المبالاة تجاه حل قضايا عدة، بمسار سياسي جديد تبلور أكثر مع رفضه المشاركة في الحكومة الحالية التي يرأسها سعد الحريري. وهو يصوّب من الصفوف الأمامية للمعارضة على أداء هذه الحكومة، وبخاصة في ملفات التعيينات والكهرباء، وتغطيتها لحركة حزب الله خارج إطار الحدود اللبنانية.
وأدى هجومه المستمر على أحزاب السلطة وأدائها إلى نسف علاقته بتيار «المستقبل» بعدما كانا حليفين في مرحلة سابقة، كما تحولت علاقته بـ«الوطني الحر» إلى عداوة سياسية وتضرر علاقته بحزب «القوات».
ويؤكد عضو المكتب السياسي في حزب «الكتائب اللبنانية» سيرج داغر أن «كل التحالفات الانتخابية التي ينسجها هي مع أحزاب أو شخصيات تشبهنا، والأهم ليست شريكة أساسية في السلطة»، لافتا إلى أن حزبه سيكون في المعركة الانتخابية في شهر مايو (أيار) المقبل، إلى جانب أفراد مستقلين من المجتمع المدني كما إلى جانب حزبي «الأحرار» و«الخضر»، مع إمكانية التلاقي مع «القوات» في دائرة أو اثنتين. ويضيف داغر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد تحالف استراتيجي وكبير مع (القوات)، لكن هناك حديث متقدم قد يؤدي إلى تحالف معهم ومع الوزير ميشال فرعون في دائرة بيروت الأولى، لكنه حديث لم يصل إلى خواتيمه بعد».
ويشير القيادي الكتائبي إلى أن الأمور لا تزال مفتوحة في دائرة زحلة على إمكانية التحالف مع «القوات» أو غيره، ونحن ندرس خياراتنا؛ مستهجنا الحديث عن منافسة بين مرشحيه عن الدائرة المذكورة النائب إيلي ماروني ومستشار النائب سامي الجميل شارل سابا، مؤكدا أنهما يتساعدان، لا يتنافسان بمسعى لاستنهاض الشارع الزحلاوي. مضيفا: «لقد سمى المكتب السياسي للحزب 19 مرشحا حزبيا بعد عدة مراحل مرت فيها التسميات، الأولى تضمنت استمزاج رأي الكتائبيين في كل دائرة. الثانية تم فيها استمزاج رأي الفعاليات المناطقية. أما الثالثة فشهدت إحصاءات لمعرفة توجهات الرأي العام». وقال: «لم يلجأ المكتب السياسي إلى عملية التصويت لاختيار المرشحين إلا في دوائر محددة».
ويأخذ أخصام «الكتائب»، وبشكل خاص «التيار الوطني الحر» عليه معارضة كل المشاريع التي يتم طرحها لمعالجة أزمة الكهرباء والنفايات دون طرح بديل، ويضعون أداءه هذا بإطار «المزايدة الانتخابية». ولقطع الطريق على هذه الانتقادات، أكدت مصادر قيادية في حزب «الكتائب» لـ«الشرق الأوسط» أن «البرنامج الانتخابي الذي سيتم الإعلان عنه يوم الأحد المقبل، سيتضمن مجموعة من النقاط تحدد رؤية الحزب لملف السيادة والملف الاقتصادي والاجتماعي كما لملفي البيئة وتطوير النظام»، لافتة إلى أنه «سيتم أيضا طرح حلول واضحة وتقديم خطط مدروسة لحل أزمة الكهرباء كما النفايات».
وبحسب الخبير الانتخابي أنطوان مخيبر، فإنه من المستبعد أن يكون هناك أي تلاقٍ انتخابي بين «الكتائب» وتحالف «وطني» الذي يضم عدداً من مجموعات المجتمع المدني، إلا إذا قرر «الكتائب» في دوائر محددة عدم طرح مرشحين فيها لأن يصوت مناصروه لصالح التحالف الجديد وتأمين الحاصل الانتخابي. لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «القوة الأساسية لـ(الكتائب) تكمن بالمتن، حيث يحاول الحصول على مقعدين. كما أن هناك رمزية لبيروت بحيث إن مرشح الحزب في الدائرة الأولى هو نديم الجميل، نجل رئيس الجمهورية الراحل بشير الجميل، وبالتالي هناك إمكانية لفوزه». ويضيف مخيبر: «في حال لم يتحالف الكتائب مع النائب وليد جنبلاط في دائرة الشوف - عالية، فهناك استحالة بفوز مرشحهم. كذلك لا نعتقد أن هناك قدرة كتائبية على تحصيل أي مقعد في زحلة وغيرها من الدوائر». وإذ يرجح أن يتدنى عدد نواب الكتلة الكتائبية من 5 إلى 4، يعتبر مخيبر أن الحزب الذي يرأسه الجميل الشاب هو «الحلقة الأضعف انتخابياً بين الأحزاب اللبنانية التقليدية».