ترجيح فوز تحالف «الثنائي الشيعي» ـ «التيار» بـ4 مقاعد
*

رست المنافسة في دائرة «جبل لبنان الثالثة» التي تضم قضاء بعبدا على 4 لوائح، وإن كان الخبراء الانتخابيون يرجحون أن تنحصر المواجهة في السادس من أيار بين لائحتين، مع استبعاد نجاح لائحة المجتمع المدني، وتلك التي شكلها حزب «الكتائب اللبنانية» ومستقلون، في تأمين الحاصل الانتخابي الذي قد يبلغ نحو 16 ألف صوت.

ويشكل المسيحيون الموارنة والمسلمون الشيعة الأكثرية في هذه الدائرة التي تشمل أيضاً الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله». ويبلغ عدد الموارنة في قضاء بعبدا 59837 أي 36.44 في المائة من مجمل عدد الناخبين، فيما يبلغ عدد الشيعة 41022، أي 24.98 في المائة. ويتوزع باقي الناخبين ما بين 17.43 في المائة من الدروز، و7.54 في المائة مسيحيون أرثوذكس، و6 في المائة مسلمون سنة، و4.56 في المائة مسيحيون كاثوليك.
وانتهت المفاوضات المارثونية، التي شهدتها هذه الدائرة بين القوى السياسية المتنوعة، إلى تشكيل 4 لوائح تتنافس على 6 مقاعد نيابية، 4 للموارنة، و2 للشيعة ومقعد للدروز. وقد تشكلت اللائحة الأولى نتيجة تحالف «التيار الوطني الحر» و«الثنائي الشيعي»، إضافة للحزب «الديمقراطي اللبناني» الذي يرأسه الزعيم الدرزي طلال أرسلان، وضمت إلى نواب «التيار» الـ3، آلان عون وحكمت ديب وناجي غاريوس، مرشحاً عن «حزب الله» وآخر عن «أمل»، إضافة لمرشح درزي سماه أرسلان.

أما اللائحة الثانية فجاءت نتيجة تحالف «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، وهي مدعومة من «تيار المستقبل». وقد تشكلت اللائحة الثالثة بتحالف «الكتائب اللبنانية» وعدد من المستقلين، فيما الرابعة هي لائحة شكلها تحالف «وطني» الذي يضم أبرز مجموعات المجتمع المدني.
وتشير استطلاعات الرأي والإحصاءات الحديثة إلى أن الثنائي الشيعي قادر على تأمين الحاصل الانتخابي، وما يكفي مرشحيه الاثنين من الأصوات التفضيلية، تماماً كما «التيار الوطني الحر» الذي قد يكون مضطراً نتيجة النظام النسبي المعتمد في القانون الانتخابي الجديد إلى خسارة أحد نوابه الـ3، وهذا ما يؤكده الخبير الانتخابي عبدو سعد، لافتاً إلى أن لائحة تحالف «الثنائي – التيار» قادرة على حصد 4 مقاعد، 2 للشيعة و2 للموارنة، فيما لائحة تحالف «القوات» – «الاشتراكي» قادرة على تأمين مقعدين، واحد للموارنة وآخر للدروز. ويستبعد سعد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون لائحة «الكتائب» قادرة على تأمين حاصل انتخابي تماماً كما لائحة المجتمع المدني.

ورغم تأكيد الخبراء الانتخابيين عدم وجود احتمال فوز النواب العونيين الـ3 في انتخابات 2018، يشير النائب في تكتل «التغيير والإصلاح» آلان عون إلى أن تياره يسعى للفوز بكل المقاعد، معتبراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا الاحتمال ما زال وارداً، خصوصاً مع توزّع القوى التي تنافس التيار على عدّة لوائح مما يبقي احتمال عدم حصولها على الحواصل اللازمة قائماً، وحينها يحتفظ التيار بفرصة المحافظة على كلّ مقاعده».
وفي الوقت الذي تعتمد فيه الكثير من الأحزاب، وفي دوائر متعددة، استراتيجية «هندسة الأصوات»، أي توزيع أصوات ناخبيها بين مرشحيها لضمان فوز العدد الأكبر منهم، لم يعتمد «الوطني الحر» هذه الاستراتيجية في بعبدا، وقد ترك للناخبين العونيين حرية الاختيار ما بين عون وغاريوس وديب. وهذا ما تحدث عنه النائب عون، لافتاً إلى أن «المعركة في بعبدا هي معركة حاصل انتخابي بين اللوائح، مما يعني أن توزيع الأصوات التفضيلية لا يقدّم أو يؤخّر في النتيجة مع اللائحة الأخرى، بل ضمن اللائحة الواحدة»، موضحاً أن «التركيز هو على الحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات للائحة مع ترك خيار الصوت التفضيلي لحرّية الناخب للفصل فيما بيننا، مع أملنا أن نحصل على أكبر عدد من الحواصل الانتخابية».

ويوافق عبدو سعد النائب عون رؤيته للموضوع، لافتاً إلى أن لا خطر على المرشح الماروني العوني الثاني، وبالتالي لا حاجة لتوزيع الأصوات بين المرشحين الـ3، مشيراً إلى أنه لو كان هناك تحالف بين «التيار» وطرف مسيحي آخر، لكانت «هندسة الأصوات» عندها ضرورة مطلقة.