نشرت مجلة ذا أتلاتنك الأميركية تقريراً للمحلل سام داغر سلّط فيه الضوء على دور العميد سهيل الحسن الملقّب بـالنمر في معركة الغوطة الشرقية التي انطلقت في 18 شباط الفائت، مؤكداً أنّه بات رجل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفضّل في سوريا
 

وبيّن داغر أنّ البعض يعتقد أنّ "النمر" "الحالي" ليس سوى شبيه للـ"أصلي" وظفّه النظام السوري لرفع المعنويات بعد الخسائر التي لحقت به قبل التدخّل الروسي في صيف العام 2015، إذ يتردّد أنّ الحسن، المنتمي إلى الطائفة العلوية والبالغ من العمر 48 عاماً، تعرّض لإصابة قاتلة قبل تلك الفترة.

وعن التعاون العسكري بين روسيا والحسن، لفت داغر إلى أنّ القصف الجوي الروسي على الغوطة الشرقية أعقب خطاباً ألقاه "النمر" على مشارفها، حيث وقف إلى جانبه 4 جنود روس ارتدوا عدة قتالية كاملة وأقنعة غطت وجوههم وبدوا كما لو أنّهم مسؤولون عن حمايته.

في السياق نفسه، نقل داغر عن "رسائل رسمية تداوَلها متحدّثون بإسم الجيش الروسي في سوريا على حسابات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي" قولهم إنّ الروس يدعمون الحسن "قائد القوات البرية في الغوطة الشرقية" ورجاله بالضربات الجوية وتأكيدهم أنّه تم تزويدهم بدبابات روسية من طراز "T-90" وقاذفات صواريخ من طراز "BM-30" وصواريخ "توشكا" الباليستية.

وأوضح داغر أنّ موقعاً موالياً للنظام زعم أنّ ضباطاً روس تواجدوا على الأرض للعمل مع الحسن في مركز قيادة في الغوطة بعد إعلان المتحدّث بإسم القوات الروسية المتمركزة في حميميم ألكساندر إيفانوف أنّ بلاده ستوفر "الدعم الجوي اللازم" له.

توازياً، أكّد داغر أنّ الحسن هو القيادي العسكري السوري الوحيد الذي حضر اجتماعاً مع بوتين في قاعدة حميميم في كانون الأول الفائت، مشيراً إلى أنّ الجيش الروسي اعترف بتدريب وتجهيز ما يصفهم بالفصائل التي تعمل تحت قيادته.

وبناء على هذه المعطيات، أعاد داغر حديث روسيا عن دعمها للحسن إلى سببيْن: رغبة موسكو في أن تُظهر أنّ الجيش الروسي وحلفاءه الإقليميين هزموا "داعش" في سوريا أولاً، وأنّ القوات الروسية، على عكس الجيش الأميركي وغيره، تعمل مع قوات الجيش السوري الشرعية ثانياً.

وعلى الرغم من اتهام تقارير منظمات دولية مثل "هيومن رايتس ووتش" الحسن بالمشاركة في ارتكاب الانتهاكات بحق المتظاهرين السوريين في العام 2011 التي وصلت إلى حد القتل، ذكّر داغر بأنّ قائد هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف منحه سيفاً خلال حفل أقيم في حميميم في كانون الأول الفائت لـ"شجاعته".

ختاماً، تساءل داغر عما ستؤول إليه الأمور بالنسبة إلى الحسن، ناقلاً عن معارضين تخوفهم من أنّ يرتدّ نجاحه عليه وتلميحهم إلى إمكانية اتجاه التنظيم إلى "استبعاده" وإلقاء اللوم على "الإرهابيين"، كما حصل مع كثيرين حاولوا سرقة الأضواء من الأسد.