لطالما كانوا قيمة مضافة لكل لائحة ينضمون اليها في الانتخابات النيابية. ورفع قانون الانتخاب الجديد من هذه القيمة لتصبح في بعض الدوائر بيضة قبان ترجّح كفّة فريق سياسي على آخر. ولا تخفي القوى المتنافسة حراكها المكوكي في كسب ودّ الصوت الأرمني في دوائر عدّة. 

يتوزّع أرمن لبنان الذين عرفوا على مدار التاريخ بوقوفهم لصف القوى الشرعية أو بمعنى آخر لصف الجهة الأقوى لأنهم مسالمون ويمينيون بطبعهم، على ثلاثة أحزاب (طاشناك، هانشاك، ورامغافار)، وعلى عدة جمعيات أبرزها الجمعية الخيرية الأرمنية التي وإن كانت لا تتعاطى السياسة لكنها تصوت في الانتخابات. علماً أن عدداً لا يستهان به من أرمن لبنان انخرط بالأحزاب التقليدية غير الأرمنية.

تتوزع مقاعد الأرمن على دوائر ثلاث في لبنان:
زحلة: وفيها مقعد واحد (أرمن أرثوذكس) يشغله نائب القوات اللبنانية شانت جانجنيان. ويبلغ عدد الناخبين الأرمن في هذه الدائرة 8604 ناخب أي 4,99 في المئة من عدد ناخبي زحلة الذين يبلغ عددهم 172555 ناخب.

المتن: وفيها مقعد واحد (أرمن أرثوذكس) يشغله الامين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان. ويبلغ عدد الناخبين الأرمن في هذه الدائرة 25330 ناخب أرمن أرثوذكس، و 6343 أرمن كاثوليك من أصل 178530 ناخب في المتن ككل.

بيروت الأولى: وفيها أربعة مقاعد 3 أرمن أرثوذكس يشغلهم حالياً النواب جان أوغاسبيان (حزب الرامغافار ـ مستقبل)، سيبوه قلبقيان (حزب الهانشاك ـ مستقبل)، وأرثور نزاريان (حزب الطاشناق ـ وطني حر)، ومقعد أرمن كاثوليك يشغله النائب سيرج طورسركسيان (حزب الهانشاك ـ مستقبل). 

ويبلغ عدد الناخبين الأرمن في هذه الدائرة 37905 ناخب ارمن ارثوذكس اي ما نسبته 28,33 في المئة، و7459 ناخب أرمن كاثوليك اي نسبة 5,57 في المئة من عدد ناخبي بيروت الاولى الذي يبلغ مجمله 133806 ناخب.

يؤكد نائب زحلة شانت جانجنيان لـ"ليبانون ديبايت" أن أرمن زحلة في العموم كانوا تاريخيا مع النائب والوزير الراحل جوزيف سكاف، والد الوزير الراحل إيلي سكاف، كونه كان الأقوى في زحلة من دون منازع، وعلى اعتبار أن معظم أرمن زحلة كانوا يسكنون في حي الميدان الذي يوجد فيه سكاف.

بعد العام 2005، انقسم أرمن زحلة بين 14 و8 آذار على غرار كل اللبنانيين، وبات من الصعب وضعهم في خانة واحدة وتوزعت أحزابهم. وبالتالي أصواتهم بين تياري المستقبل والوطني الحر وحزب القوات اللبنانية.

في انتخابات 2018، لا يزال حزب الهانشاك مع تيار المستقبل، والطاشناق مع التيار الوطني الحر، أما حزب الرامغافار أعلن تحالفه مع القوات اللبنانية.

وعن ترشحه للانتخابات المقبلة، أشار جانجنيان أنه سيكون مرشحاً "انطلاقا من تعلقه بالشأن العام، أما القرار الفصل يعود لقيادة حزب القوات اللبنانية".

وفي المتن عُرف الأرمن، بحسب مصادر متنية، في المرحلة السابقة بالمحافظة على نوع من التوازن بين القوى المتنافسة تحديدا بين الكتائب والنائب ميشال المرّ، وإن كان جزء لا يستهان به منهم في احدى المراحل كان مع رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود.

أما اليوم، علم "ليبانون ديبايت" أن الأرمن في المتن وتحديداً حزب الطاشناق يحاولون تقريب وجهات النظر لصناعة تحالف بين المرّ والتيار الوطني الحر، ورعى الطاشناق اجتماعاً ثلاثياً من فترة قصيرة بهذا الخصوص، على أن ينظم اجتماعاً ثانياً هذا الأسبوع للهدف عينه.

وفي حال فشل التحالف سيكون أرمن المتن أمام خيارين، إما خوض الانتخابات المقبلة مع الوطني الحر، وإما التحالف مع المرّ وهو احتمال ضئيل بحسب الأوساط.

في بيروت الأولى، كان أرمن بيروت تاريخياً مع رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري. وبعد العام 2000 انقسمت الأحزاب الأرمنية، اتجه حزبا الرامغافار والهانشاك مع رئيس الحكومة، والطاشناق مع رئاسة الجمهورية.

وعن تحالفات اليوم، يؤكد رئيس حزب الرامغافار آفيديف داكسيان لـ"ليبانون ديبايت" وهو مرشح الرامغافار عن أحد المقاعد الأرمنية في بيروت الأولى، أن الرامغافار سيخوض انتخابات 2018 لجانب القوات اللبنانية، وليس مع "المستقبل" كما في السابق. بينما لا يزال الطاشناق مع التيار الوطني الحر والهانشاك لجانب تيار المستقبل وسيكونان في تحالف واحد هذا العام نظراً لتحالف التيارين الأزرق والبرتقالي.