كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية- نقلاً عن تقديرات عسكرية واستخباراتية أميركية وأجنبية سرية- أنّ آلاف مقاتلي داعش الأجانب وأفراد عائلتهم أفلتوا من الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية في شرق سوريا ضد التنظيم، وذلك في الوقت الذي تتحدّث فيه واشنطن عن تعرّضه لهزائم كبرى
 

وأوضحت الصحيفة أنّ المقاتلين يفرون إلى جنوب سوريا، أي باتجاه وادي نهر الفرات، وغربها عابرين خطوط الجيش السوري، مشيرةً إلى أنّ بعضهم يختبئ بالقرب من دمشق، العاصمة السورية، وفي شمال غربي البلاد، بانتظار أوامر قادة "داعش" التي تصلهم عبر قنوات الاتصال المشفرة.

وتابعت الصحيفة بأنّ عدداً من هؤلاء المقاتلين الذين اكتسبوا خبرة قتالية كبيرة، والذي تلقى بعضهم تدريباً على استخدام الأسلحة الكيميائية، انضموا إلى صفوف فرع "القاعدة" في سوريا، لافتةً إلى أنّ آخرين يدفعون عشرات آلاف الدولارات للمهربين للعبور إلى تركيا وبعدها إلى بلدانهم الأم في أوروبا.

في هذا السياق، ذكّرت الصحيفة بتقرير نشره "المرصد السوري لحقوق الإنسان" كشف أن كبار عناصر "داعش" من الرقة ودير الزور، في وادي نهر الفرات، دفعوا رشاوى تتراوح قيمتها بين بين 20 ألف و30 ألف دولار للعبور الآمن إلى تركيا، حيث يعتقد المسؤولون الاستخباراتيون أنّهم يتواصلون مع خلايا سرية. ونقلت الصحيفة عن المهرّب "أبو عمر" قوله إنّ عناصر "داعش" المهربين يتنكرون بملابس نسائية أو يحلقون لحاهم ويرتدون ملابس عصرية ويضعون سلاسل عدة في أعناقهم ويخبئون جوازات سفرهم في أحذيتهم.

توازياً، شرحت الصحيفة أنّ المحللين رصدوا علامات تدل على أنّ مقاتلي "داعش" يعتمدون تكتيكات حرب العصابات لإرهاب المدنيين، حيث نقلت عن المحلل أوتسو إلهلو تحذيره من اتجاه التنظيم إلى التفجيرات الانتحارية في المناطق التي تؤمنها الأجهزة الأمنية الحكومية، مبيّنة أنّ محلليين أميركيين وغربيين استخباراتيين وآخرين في مجال مكافحة الإرهاب يقدّرون عدد العناصر الفارين ببضعة آلاف.

وفيما ذكّرت الصحيفة بقول المتحدث باسم التحالف الدولي ضد "داعش" راين ديلون، لدى سؤاله عن التقديرات التي تشير إلى فرار ألف مقاتل من "داعش" مع عائلاتهم من غرب الفرات في الأيام الأخيرة: "نعلم أنّ النظام السوري أفسح المجال لـ"داعش" للهرب عبر مناطق عملياته، لكن لا يمكننا تأكيد أي حادث أو عملية مزعومة تحصل خارج منطقة عملياتنا"، قالت إنّ الجيش الأميركي يخشى من أنّ العملية التركية ضد "قوات سوريا الديمقراطية" في عفرين زادت المشكلة سوءاً؛ فباتت هذه المجموعة التي عملت مع الأميركيين على منع مقاتلي "داعش" من الهرب من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته تركّز جهودها على مواجهة الأتراك.