لا يمكن وصف المنافسة في دائرة صور ـ الزهراني بالشرسة. من دون مبالغة يمكن القول إنها لا تتجاوز حدود التنافس الناعم اللطيف. لم يصنع القانون الانتخابي ولا جمع القضاءين المستجدّ ثوباً جديداً في هذه الدائرة، لتبقى هويتها متلازمة بثنائيةٍ حجّمت بتحالفها باقي المتمردين وقوضت أحلامهم في الخرق.

تضم هذه الدائرة 7 مقاعد نيابية، 6 شيعة، يشغلهم حالياً رئيس مجلس النواب نبيه بري، والنواب علي عسيران، وعبد المجيد صالح، وعلي خريس (حركة أمل). والنائبان محمد فنيش ونواف الموسوي (حزب الله). بالإضافة إلى مقعد كاثوليكي وحيد يشغله النائب ميشال موسى (حركة أمل).

 


ويبلغ عدد الناخبين فيها 297698، وفق آخر تحديث أجرته وزارة الداخلية. يتوزعون بين (شيعة 242243 ناخب أي 81.37 في المئة، كاثوليك 20285 ناخب أي 6,81 في المئة، سنة 18166 ناخب أي 6.1 في المئة، وموارنة 13546 ناخب أي 4.55 في المئة).

تتمثل القوى المتنافسة في دائرة الصور ـ الزهراني بالثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل)، والناشط السياسي رياض الأسعد، والحزب الشيوعي، وتجمعات علمانية وديمقراطية مستقلة.

وبينما يتجه حزب الله، بحسب مصادره لـ"ليبانون ديبايت"، لإعادة ترشيح الموسوي وفنيش، تتجه حركة أمل إلى جانب الرئيس بري للإبقاء على عسيران وخريس، واستبدال صالح بالوزيرة عناية عز الدين.

وهي المرشحة التي ترتفع حظوظها مع إصرار بري على تفعيل الدور النسائي في كتلته. وأكبر دليل على جدية ترشحها الجولة التي قامت بها يوم السبت الماضي في صور ـ الزهراني، والتي تضمنت زيارات دينية عدّة، واخرى لبلدية صور، والجولة التي تقوم بها اليوم في هذه الدائرة.
وعن المنافسة تقول أوساط الثنائي الشيعي "لا منافسة ظاهرة في هذه الدائرة، وحركة الإعلان عن ترشيحات مناوئة جداً خجولة، حتى أن المدير السابق لثانوية صور الرسمية المختلطة حسن عز الدين عزف عن الترشح بعد الإعلان عنه"، وتربط هذا الواقع بالحضور القوي لحزب الله وحركة أمل في هذه الدائرة.

وتتوقع مصادر انتخابية أن يصل الحاصل الانتخابي في صور ـ الزهراني إلى 22 أو 23 ألف ناخب، مع احتمال "ألا تتمكن القوة المعارضة من الوصول لهذا الحاصل وفوز الثنائي الشيعي بالتزكية".

في المقابل، يرفض في الناشط السياسي المهندس رياض الاسعد هذه التوقعات، ويؤكد لـ"ليبانون ديبايت" أن الترشح المعارض في هذه الدائرة ليس خجولاً، "صحيح أن لا زحمة مرشحين، لكن الأكيد أن هناك عدداً يفوق تلك المقاعد السبعة من المرشحين المعارضين".

ويكشف عن أنه سيخوض معركة الانتخابات النيابية في دائرة صور ـ الزهراني للدورة الرابعة على التوالي، بلائحة كاملة تضم مجموعة من قوى اليسار، والحزب الشيوعي والمجتمع المدني. ويرى أن هذا التوحد له أن يرفع حظوظ القوى المعارضة بالخرق، ويرفض الإفصاح عن أسماء أي من المرشحين المتوقعين على اللائحة.

وبينما يؤكد الأسعد انضمامه للائحة الحزب الشيوعي، تتّبع مصادر الحزب الشيوعي التروّي في كشف أوراقها الانتخابية، من تحالفات وأسماء، وتترك الإفصاح عنها للأيام القليلة المقبلة، على أن يعلن الحزب ترشيحاته وتحالفاته خلال الاسبوعين المقبلين.

وتؤكد المصادر نفسها لـ"ليبانون ديبايت" أن الحزب الشيوعي على الرغم من موقفه المعارض لقانون الانتخابات الجديد الذي شوّه النسبية، "اخذ القرار بخوض المعركة بكل الدوائر إما بترشيح مباشر وإما بدعم لوائح".

وتكتفي المصادر بالحديث عن حراك قوامه التواصل مع القوى الديمقراطية والوطنية في صور ـ الزهراني، وتتمنى أن يكون الاستحقاق الانتخابي "محطة لبناء كتلة شعبية علمانية ديمقراطية مدنية من أجل التغيير في المرحلة المقبلة".