التقليد السائد عند الشيعة في عصرنا مسألة محفوفة بالإشكاليات المُحْكَمَات التي تكشف عن خطورة التقليد وقبحها وشرورها على العقل
 

أنا على يقين بأن 99 % من الشيعة المقلدين لا يعلمون ولا شيوخهم وسادتهم وكبراؤهم يسمحون لهم أن يعلموا بأن فريقا من فقهاء الشيعة البارزين لا يعتقدون بشرعية التقليد وجوازه وصحته لا في مسائل العقيدة ولا في مسائل الشريعة.

ولا يعلمون بأنه يوجد في المأثور عن الإمام جعفر الصادق (ع) روايات يُحَرِّم فيها التقليد ويدينه ويُشَبِّه فيها الشيعة المقلدين باليهود والنصارى الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله!
من هذه الروايات:
قال رجل للإمام جعفر الصادق (ع): إن الله تعالى قال في كتابه عن اليهود والنصارى: { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله }
فقال الإمام الصادق (ع): "أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم ما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراماً، وحرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون".
وقال الإمام جعفر الصادق (ع) إن الله تعالى قال في قرآنه الكريم: { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله }
فقال الإمام جعفر (ع): "والله ما صاموا لهم، ولا صلوا لهم، ولكن أحلوا لهم حراماً، وحرموا عليهم حلالاً، فاتبعوهم".

إقرأ أيضًا: هل الخمس واجب؟
واستناداً إلى هذه الروايات حَرَّم التقليد فقهاء شيعة بارزون في القرن الخامس والسادس الهجري التقليد في العقيدة والتقليد في الشريعة على حد سواء.
وأنا على يقين بأن نحو 99 % من الشيعة المقلدين لا يعلمون بأن كثيرا من فقهاء الشيعة ومنهم الفقيه الخوئي لا يؤمنون بصحة الرواية التي تقول :
"من كان من الفقهاء صائنا لنفسه وحافظا لدينه ومخالفا لهواه ومطيعا لأمر مولاه فعلى العوام أن يقلدوه".
لا يعلمون بأن الفقيه الخوئي واحد من الفقهاء الذين لا يؤمنون بصحة هذه الرواية ولا يؤمن بأن مسألة التقليد تستند إلى رواية دينية أو دليل شرعي بل إن الخوئي يقول بأن مسألة التقليد مسألة اجتهادية عقلي أي ليست دينية شرعية كمسألة الصلاة ومسألة الصيام ومسألة الحج ومسألة الزكاة.
الخوئي وكل عقلاء الأرض يؤمنون ببديهة تقول بوجوب رجوع الجاهل إلى العالم بأي شيء يجهله وهذا الرجوع لا يشبه التقليد الذي ينشره ويفرضه كثير من فقهاء هذا الزمان وأتباعهم ووكلائهم التقليد الأعمى الذي جعل المؤمن المقلد يعطل عقله ولا يناقش دليل الفتوى ولا مضمون الفتوى مهما كانت الفتوى عجيبة وغريبة ومريبة بدليلها ومضمونها على العقل والوجدان والأخلاق كفتوى فقهاء الشيعة التي قالوا فيها:
"يجوز للأب أن يزوج ابنته الصغيرة غير البالغة لرجل حتى يستمتع بها جنسيا بكل أنواع الإستمتاع الجنسي بشرط أن لا يدخل بها ويفتض بكارتها!"

إقرأ ايضًا: هل أنتم ضد داعش؟!
وعند الفقهاء فتاوى من هذا القبيل لها صلة بالدم والمال لا يقبلها عقل ولا فطرة ولا وجدان ولا أخلاق.
إذن إن التقليد السائد عند الشيعة في عصرنا مسألة محفوفة بالإشكاليات المُحْكَمَات التي تكشف عن خطورة التقليد وقبحها وشرورها على العقل وعلى الدين معا والتي تمنح الفقيه صلاحيات ووظيفة وكأنه ناطق باسم الله تعالى والنبي (ص).
وكأن الله تعالى لن يقبل منا عبادة ولا فعل ولا قول إلا إذا كان مطابقا لفتاوى الفقيه الذي يصيب ويخطئ والذي يقع كسائر البشر تحت تأثير الغفلة والسهو والنسيان والأخطاء المقصودة وغير المقصودة والذي يقع كسائر البشر تحت تأثير شهوة المال وشهوة المناصب والرواتب والمراكب (وشهوة حب الأولاد حباً يخرجه من جادة العدالة) وسائر شهوات الدنيا ولقد رأينا ورأى الشيعة كثيرا من الفقهاء من وقعوا بهذا الدنيا تحت تأثير هذه الشهوات فتورطوا بما تورط به زعماء السياسة وتجار الدنيا.
"رب عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه" الإمام علي (ع).