عملية رأب الصدع بين المستقبل والقوات تسير بالتوازي مع إعادة إطلاق الحوار القواتي - العوني
 

انتهى على ما يبدو زمن "عزلة" حزب القوات اللبنانية الذي بدأ بُعيد الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد مع إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته التي عاد وتراجع عنها، إذ نشطت الحركة على طريق معراب، خلال اليومين الماضيين، بعد زيارة قام بها أمين سر تكتل التغيير والإصلاح النائب إبراهيم كنعان مساء أول من أمس الأربعاء تلتها بعد 24 ساعة زيارة مماثلة لوزير الثقافة غطاس خوري، أحد مستشاري الرئيس الحريري.
في هذا السياق، تشير المعلومات نقلًا عن صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن الحركة التي شهدتها معراب في الساعات الماضية "طوت صفحة الأزمة الأخيرة إلى غير رجعة، وهي تمهد لعملية غسل قلوب يليها نقاش جدي بملف التحالفات الإنتخابية سواء مع الوطني الحر أو مع المستقبل".
من ناحيته، يلعب وزير الإعلام ملحم الرياشي دورًا أساسيًا وبارزًا في هذا المجال، فبعد أن شكّل مع النائب كنعان الثنائي الذي أعد وأشرف على عملية تنفيذ ومن ثم تمتين المصالحة بين جعجع والرئيس ميشال عون وما تلاها من توقيع ورقة إعلان نيات في حزيران 2016 مهدت لتبني جعجع في كانون الثاني الماضي ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، يواظب ومنذ الأزمة الأخيرة مع الحريري على عقد لقاءات متواصلة مع مستشاره الوزير خوري، وهو ما يبدو أنّه سيفضي قريبًا إلى مصالحة الحريري - جعجع.
من جهة أخرى، قالت مصادر قواتية بارزة يوم أمس إن خوري التقى جعجع منتدبًا من الحريري نفسه، لافتة إلى أن اللقاءات بين وزيري الثقافة والإعلام لم تنقطع ولا للحظة حتى بعز الاشتباك والسجال الإعلامي بين المستقبل والقوات، وهو ما أكده أيضًا النائب عن المستقبل عاصم عراجي الذي أشار إلى أن خوري والرياشي كانا يعملان معًا لإعادة المياه إلى مجاريها، معربًا عن أمله في أن يشكل اللقاء الذي عُقد يوم أمس بين وزير الثقافة وجعجع بداية لحلحلة الوضع، وقال عراجي لـ "الشرق الأوسط": "ما حصل مع القوات أشبه بغيمة صيف عابرة، وننتظر ما سيرشح عن اللقاءات الأخيرة بين الطرفين لنبني على الشيء مقتضاه"، مشددًا على أن المستقبل لم يبت بعد بموضوع التحالفات وإن كان هناك تفاهم مبدئي على التحالف مع التيار الوطني الحر"، وأضاف: "أما التحالف مع القوات فقيد الدرس".
من جهتها، وصفت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر اللقاء الذي عقد بين كنعان وجعجع مساء الأربعاء بالإيجابي جدًا، لافتة إلى أنّه خطوة أولى نحو تحسين العلاقات، وقالت المصادر: "من المنطقي أن اجتماعًا واحدًا غير قادر على حل المشكلات المتراكمة، لذلك سيُستكمل اللقاء بلقاءات أخرى ستتم على الأرجح بوتيرة سريعة على أن يكون هناك لقاء قريب بين جعجع وباسيل، ورجّحت المصادر أن "تصل الاجتماعات القواتية العونية التي ستتكثف في الأيام المقبلة إلى خواتيم سعيدة خلال أسابيع معدودة، ليتم إحياء التفاهم المسيحي - المسيحي من جديد وتوسيع نقاط الإلتقاء، مما سيؤدي على الأرجح إلى تحالفات انتخابية في أكثر من منطقة".
من ناحيته، وصف كنعان جو اللقاء الذي جمعه بجعجع بالإيجابي، مشيرًا إلى "أنها كانت مناسبة للقيام بمراجعة واستعراض للعلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتقييم المرحلة السابقة"، وأضاف: "سيتم التواصل على مستوى القيادتين في الأيام المقبلة من أجل السعي لبلورة تصوّر وقراءة مشتركة للمرحلة المقبلة".
وبدوره، وضع مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية وهبة قاطيشا اللقاءين الأخيرين مع كنعان وخوري بإطار المساعي التي تبذل لـتقريب وجهات النظر وكسر الجليد، مؤكدًا أن التواصل سواء مع الوطني الحر أو المستقبل لم ينقطع طوال الفترة الماضية، وأضاف: نحن كنا ولا نزال داعمين للعهد الجديد، لكن رئيس التيار الوزير باسيل هو من كان يسعى للإبتعاد عنا، وبالتالي إذا كان يريد إعادة الأمور إلى سابق عهدها فأهلًا وسهلًا.