نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريراً تساءلت فيه عن الجهة المسؤولة عن هجوم نحو 13 طائرة من دون طيار (درون) على قاعدة حميميم التي تُدار منها العمليات العسكرية الروسية في سوريا، معتبرةً أنّه عرّى ضعف موسكو في البلاد بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نيّته تقليص الوجود العسكري الروسي فيها لأن الحرب الفعلية انتهت
 

وقال مكسيم سوخوف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، إنّ قاعدة حميميم الكائنة في اللاذقية (شمال غربي سوريا) تقع في عمق الأراضي الخاضعة للجيش السوري وبدت لحين حصول الهجوم منيعة ضد الاعتداءات، قائلاً: "ظنوّا أنّ القاعدة آمنة إلاّ أنه يبدو الآن أنّها معرضة للخطر"، ومتسائلاً ما إذا كان الجيش الروسي قد أمّن القاعدة بشكل مناسب، وما إذا فشل في رصد حيازة أعدائه تقنيات جديدة.

بدورها، رأت جينيفر كافاريلا، مديرة معهد دراسات الحرب الأميركي أنّ الهجوم يطرح تساؤلات حول استدامة مكاسب روسيا في سوريا، موضحةً أنّ الهجمات التي طالت قاعدة حميميم مؤخراً تدل على أنّ الجهة المنفذة ما زالت قادرة على اختراق المناطق الخاضعة للجيش السوري وتكبيد الروس الخسائر.

في ما يتعلق بالجهة المسؤولة عن الهجوم، لفتت الصحيفة إلى أنّ روسيا اتهمت الولايات المتحدة بتوفير تكنولوجيا الطائرات من دون طيار للمنفذين، نظراً إلى أنّه يتطلّب "خبرة واسعة" و"تقنيات متطورة"، وتحدّثت عن تحليق طائرة استطلاع أميركية فوق سوريا لحظة وقوعه.

في المقابل، نفت واشنطن الاتهامات الروسية، إذ نقلت الصحيفة عن إيريك باهون، المتحدّث بإسم البنتاغون، تأكيده أنّ "داعش" غالباً ما استخدم الطائرات من دون طيار المسلّحة ضد القوات الحليفة لبلاده في شرق سوريا والعراق، وتشديده على أنّ الطائرات المستخدمة متوافرة في الأسواق.

في هذا السياق، استبعدت الصحيفة أن يكون "داعش" نفّذ الهجوم، مبيّنة أنّ أقرب مواقعه من قاعدة حميميم تبعد مئات الأميال عن اللاذقية، مضيفةً بأنّ الطائرات من دون طيار التي قصفت القاعدة الروسية أكثر تطوّراً بالمقارنة مع تلك التي تستهدف حلفاء واشنطن: إذ قطعت الطائرات التي استهدفت حميميم مسافة تراوحت بين 50 و100 كيلومتر قبل قصفها، في حين أنّ مدى الطائرات التي كانت تقصف القوات الحليفة لواشنطن لا يتعدى الكيلومتر أو الكيلومتريْن.

بالعودة إلى سوخوف، رجح أن تكون إحدى المجموعات المعارضة وراء الهجوم، مستدركاً: "لكانت المعارضة قد نشرت كل شيء على الانترنت وتباهت بفعلتها، إذا كانت مسؤولة".

إلى ذلك، تحدّثت الصحيفة عن النظرية القائلة بأنّ مجموعة علوية نفّذت الهجوم، مشيرةً إلى أنّ "حركة أحرار العلويين" نشرت بياناً على الانترنت حذّرت فيه العلويين الداعمين للرئيس السوري بشار الأسد من أنّ الهجمات أثبتت أنّ قبضته ليست مُحكمة، ولكن من دون أن تتبنى الهجوم صراحة.

كما لفتت الصحيفة إلى إنّ إحدى الوسائل الإعلامية التابعة للمعارضة زعمت أنّ قوات مدعومة إيرانياً تقاتل إلى جانب الجيش السوري وتتمركز في التلال القريبة من حميميم الخاضعة لسيطرته مسؤولة عن الهجوم، ناقلةً عنها قولها إنّ إيران تريد إجهاض مساعي روسيا إلى فرض تسوية على سوريا من شأنها أن تقوّض المصالح الإيرانية.