عسى خيرا ، فأن تأتي متأخرا أفضل من أن لا تأتي أبدا يا سيد حسن
 


بالمقابلة المطولة التي أجراها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في برنامج " لعبة الأمم " مع الإعلامي سامي كليب على قناة الميادين ، إعترف بالعديد من الأمور التي كان الإعلام الرسمي وشخصياته ينفونها.
فنصر الله الذي يعتمد إستراتيجية في مقاربته للأحداث تقوم على عدم الإعتراف بأي واقعة أو حدث في لحظتها بل يمرر المعلومة بعد مدة زمنية طويلة من إنتهاء الحدث قد تصل لسنوات ، يجيد كيف يستثمر هذه الأحداث القديمة  مع أحداث جديدة لمصلحته السياسية.
ومن الإعترافات التي ساقها نصر الله هو مقاربته للثورة الخضراء في العام 2009 حيث عالجها بالمقابلة بعيدا عن نظرية المؤامرة التي تحدث عنها إعلامه حينها ولخص  الثورة حينها بأنها صراع بين تيارين داخل النظام الواحد وكانت حاشدة جدا.
والإعتراف الثاني لنصر الله هو أن في إيران جو معين غاضب من ذهاب الأموال الإيرانية لخارج البلاد لكنه وصف هذا الجو بأنه صغير كذلك أقر بوجود شعارات ترفع في المظاهرات كشعار " لا غزة ولا لبنان روحي فداء لإيران " وقال عن هذا الشعار أنه قديم ورفع في مظاهرات سابقة وهي المرة الأولى التي يقر نصر الله بهذا الإعتراف الخطير.
أيضا إعترف نصر الله  بمعدلات الفقر والبطالة في إيران محاولا إظهار نفسه أنه السياسي الواقعي ، علما أن دعاية إعلام حزب الله دائما ما تركز على نجاح سياسات إيران الإقتصادية وإظهارها أنها الدولة الكاملة التي لا يشوبها أي شائبة.

إقرأ أيضا : خريف النظام وليس ربيع إيران
وهو بالأمس قال عكس ذلك كليا بل حلل للإيرانيين أن لا يجمعوا على قضايا نظام ولاية الفقيه حيث قال :" طبيعي أن لا يوجد إجماع 100% في إيران حالها كحال أي بلد بالعالم " علما أن جمهوره يخون في لبنان كل من يعترض على سياسات حزب الله بل نصر الله نفسه خون فريق سياسي بأكمله لأنه معارض لإرادته بينما في إيران يبيح لهم الأمر ويتصرف بواقعية.
كل هذه الإعترافات من نصر الله سبق أن أقر بها خصومه لكن إعلامه وجمهوره كانوا يكذبون ذلك.
لكن عسى خيرا ، فأن تأتي متأخرا أفضل من أن لا تأتي أبدا.