لا مصلحة في خلاف القوات والمستقبل وبنهاية المطاف سيعقد لقاء بين الحريري وجعجع
 

لفتت مصادر نيابية ووزارية نقلًا عن صحيفة "الحياة" إلى أن لا مصلحة لـ "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية" في استمرار الخلاف بينهما وصولًا إلى إنجاز معاملات الطلاق السياسي والإفتراق، وتعزو السبب إلى أن ما يجمع بين الطرفين من قواسم سياسية مشتركة يدعوهما إلى المضي في الحوار الثنائي لإعادة ترميم العلاقة بينهما، وإن كان الخلاف حول بعض الأمور الداخلية لا يزال يتفاعل، وتحديدًا في خصوص إدارة ملف الكهرباء.
في هذا السياق ترى المصادر أن أحدًا من الأطراف الرئيسة في البلد لا يملك حتى الساعة أي تصور لمسار التحالفات الإنتخابية، وبالتالي من المبكر لهذا الطرف أو ذاك إقحام نفسه في لعبة حرق المراحل التي تدفعه إلى الكشف عن أوراقه بلا أي مقابل.
من جهتها تقول المصادر نفسها أن خريطة التحالفات السياسية في الإنتخابات النيابية التي يعول عليها المجتمع الدولي لإعادة تكوين السلطة السياسية في لبنان لم تتضح بعد، وأن كل ما يشاع من حين إلى آخر حول هذه التحالفات يأتي في سياق تبادل المناورات الإنتخابية لعلها تدفع في اتجاه بلورة خريطة التحالفات التي يتطلع إليها كل طرف من زاوية خدمة مصالحه السياسية.
وتضيف الصحيفة إن المعارك الإنتخابية لن توضع على نار حامية قبل شهرين أو ثلاثة من موعد إجراء الإنتخابات، وإن الفترة الزمنية الفاصلة عن إطلاق العملية الإنتخابية ما زالت تخضع لإختبار مدى التزام الأطراف المشاركة في الحكومة بسياسة النأي بالنفس، إضافة إلى أن من المبكر لأي طرف، في إشارة إلى "قوى 8 آذار" أن يستثمر القضاء على المجموعات الإرهابية والتكفيرية في سورية في الترويج الدعائي لمشروعه الإنتخابي، على رغم أن هناك من يعتقد بأن تبدل الوضع في سورية لمصلحة النظام الحالي فيه لن يبدل من واقع الحال ويكاد يكون توظيفه ضئيلًا في الإنتخابات بسبب الانقسام القائم في لبنان، وترى أن هناك صعوبة أمام أي طرف في أن يباشر التحضير لخوض الإنتخابات النيابية، على أساس صعوبة نجاح الجهود الرامية إلى رأب الصدع بين "المستقبل" و "القوات" كمدخل لإعادة ترميم العلاقة بينهما، وتعزو السبب إلى وجود عوامل خارجية وإقليمية يمكنها التدخل في الوقت المناسب لإنقاذ تحالفهما وقطع الطريق على من يراهن على أن علاقتهما وصلت إلى طريق مسدود وأن لا جدوى من الحوار.
وبدورها تعتبر المصادر الوزارية والنيابية أن الحوار القائم حاليًا بين وزير القوات ملحم رياشي وزميله وزير المستقبل غطاس خوري، يمكن أن يتأرجح بين هبة باردة وأخرى ساخنة، وربما في إطار رغبة كل منهما في تحسين شروط التفاوض، لكن سيعقد في نهاية المطاف لقاء بين الرئيس الحريري ورئيس القوات سمير جعجع مهما طال الزمن.
من جهة ثانية تستبعد المصادر قيام أي تحالف مباشر بين "المستقبل" و "حزب الله"، لأن الأخير سيكون المستفيد الأول منه، وتقول إن إمكان التحالف، ولو على "القطعة" بين الرئيس الحريري وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تبقى قائمة، وأن حظوظه إلى ارتفاع مع اقتراب الدخول في المعركة الانتخابية.
في السياق ذاته تؤكد أن تحالف المستقبل الإستراتيجي مع حليفه الجديد التيار الوطني الحر لا يعني بالضرورة عزل القوات الذي يتفق مع الرئيس الحريري في موقفه من حزب الله وسلاحه في الداخل ومشاركته في الحرب بسورية إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد وتدخله في شؤون الدول العربية.
وفي المقابل، تقول المصادر إن التيار الوطني، في المسألة السياسية، هو أقرب إلى حليفه في ورقة التفاهم "حزب الله، وإن رئيسه الوزير جبران باسيل يراهن على دعم الحزب إياه، وهو تخلى عن "إعلان النيات" الذي جمعه بالقوات وكان وراء ترشيح جعجع الرئيس عون لرئاسة الجمهورية بعدما ضمن تأييد المستقبل لترشح الأخير للرئاسة.
من جهة أخرى، تسأل المصادر عينها عن مصلحة المستقبل في إضعاف الأطراف المسيحية الأخرى لمصلحة باسيل، الذي يبدو أنه ماضٍ في طريق شن حرب إلغاء من الوجهة السياسية ضد هؤلاء، لعله يحكم سيطرته بلا أي منازع على القرار المسيحي.