الدولة العراقية لا يمكن لها أن تتعايش مع ميليشيات الحشد وهذا أهم ما في مضمون دعوة الصدر
 

وجه زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر تعليماته إلى عناصر سرايا السلام التابعة له بضرورة تسليم السلاح لأجهزة الدولة والجيش وحصر السلاح بيد الجيش العراقي والمؤسسة الأمنية.
وإشترط الصدر على الدولة العراقية أن تؤمن المساعدات لعوائل الشهداء والجرحى وأن يحتفظ حرس مقام الإمامين العسكريين في سامراء التابعين لسرايا السلام بسلاحهم لكن بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية.
وتأتي دعوة الصدر هذه بعد دعوة مشابهة للمرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني الذي دعا إلى حصرية السلاح بيد الدولة وعدم ترشح قادة وشخصيات من الحشد الشعبي إلى الإنتخابات المقبلة.
وتؤكد دعوة الصدر هذه مصداقية الشعارات التي رفعها أخيرا والتي تحرص على بناء الدولة العراقية القوية وإجتثاث الفساد والفاسدين وفتح تحقيق بأسباب سقوط مدينة الموصل ومجزرة سبايكر الذي إستشهد فيها المئات من عناصر الجيش العراقي.

إقرأ أيضا : مقتدى الصدر يوجه سرايا السلام بتسليم السلاح للدولة
وهي رسالة أولا وأخيرا لطهران بأن تكف أيديها عن العراق عبر ميليشيات الحشد الشعبي وتدخلاتها في الشؤون العراقية.
ولا ريب أن دعوة الصدر هذه تأتي مواكبة لحراك السيستاني الخفي الذي بدأ يتحسس خطرا من النفوذ الإيراني وهي أيضا دعما لجهود رئيس الحكومة حيدر العبادي الذي يخوض معركة سياسية مع الفاسدين والحشد الشعبي من أجل حصر السلاح بيد الجيش.
وبالتأكيد فإن ثلاثي السيستاني والصدر والعبادي هم نواة مشروع العبور إلى الدولة العراقية القوية في وجه الميليشيات وهم يؤكدون للمرة الألف رفضهم قيام نموذج مستنسخ عن النظام الإيراني الذي يحميه ثنائية الجيش والحرس الثوري.
فالدولة لا يمكن لها أن تتعايش مع الميليشيا وهذا أهم ما في مضمون دعوة الصدر.