النأي بالنفس على الورق وليس في الفعل , مَن يحاول ضرب الاستقرار ؟

 

الديار :

سقطت الجامعة العربية ومعظم الأنظمة العربية امام الشعور العربي الوطني والقومي الذي اشتعل نتيجة قرار الرئيس الأميركي ترامب اعتبار مدينة القدس المقدسة والمحتلة عاصمة لإسرائيل.
وكم كان هزيلا بيان وزراء الخارجية العرب وضعيفا وصغيراً امام القرار الظالم والمستبدّ الذي اتخذه الرئيس الأميركي ترامب في ان الولايات المتحدة اعترفت بالقدس كاملة عاصمة لإسرائيل وبأنها ستنقل السفارة الأميركية الى القدس رغما عن القرارات الدولية وضربا للشرعية الدولية، رغم ان واشنطن وافقت على كل القرارات في شأن القدس والضفة الغربية وحدود الـ 67، ثم يأتي الان الرئيس الأميركي ترامب ويتجاهل كل هذه القرارات الدولية ويعتبر القدس عاصمة إسرائيل.
الجامعة العربية كانت هزيلة جدا عبر اجتماع وزراء الخارجية العرب، وكانوا يحاولون إرضاء شعور الشارع العربي وفي ذات الوقت عدم المسّ بالولايات المتحدة والرئيس الأميركي ترامب بأي كلمة، بل عبارات لفظية مكتوبة عبر بيان، عن ان القرار أضرّ بتسوية السلام في الشرق الأوسط وانه يجب اخذ تدابير ديبلوماسية واقتصادية وغيرها، دون ذكر ما هي التدابير وكيفية اتخاذها، بل انتهى امس السبت مؤتمر وزراء الخارجية العرب الى فشل ذريع ومعيب في حق الشعوب العربية التي انتفضت في كل انحاء العالم العربي وفي حق جميع المسلمين والمسيحيين، على كافة الكرة الأرضية.
يمكن الإعلان ان الجامعة العربية انتهت، وان مؤتمر وزراء الخارجية العرب مُخجل جدا، وكل الكلمات التي ألقيت في المؤتمر كانت كاذبة وفقط تحت ضغط الشارع العربي، لكنه لم يتم اتخاذ أي توصية في شأن الردّ على قرار الرئيس الأميركي ترامب من قبل 22 دولة عربية.
معنى ذلك ان أنظمة عربية ستسقط امام شارعها وحتى ان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية قد تسقط امام الانتفاضة ضد جيش الاحتلال وضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في شأن اعتماد القدس عاصمة إسرائيل، لان الرئيس محمود عباس ما زال يتحدث عن كيفية السلام ولا يتحدث بكلمة عن اتفاق أوسلو الذي أوصل الفلسطينيين الى هذه المصيبة الكبرى، إضافة الى المصائب التاريخية التي اصابت الشعب الفلسطيني. 
كما ان أنظمة عربية أخرى معرّضة للسقوط نتيجة ثورة الشارع العربي وعدم قيام هذه الأنظمة العربية باتخاذ أي خطوة ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب ولو شكليا، سواء عبر استدعاء سفيرها لدى واشنطن ام غيرها.
في هذا الوقت تستمر الانتفاضة الفلسطينية على مدى الضفة الغربية وغزة وحتى داخل الخط الأخضر، ومع ان الاعلام الإسرائيلي لا يسمح ولا ينشر شيئاً عن المظاهرات الفلسطينية داخل إسرائيل 48 أي فلسطين التي تم اغتصابها سنة 1948 وتم اعلان دولة إسرائيل على أراضيها، فان الفلسطينيين داخل الخط الأخضر تظاهروا بعشرات الالاف في المدن العربية وفي تل ابيب لكن الاعلام الإسرائيلي حجب كل المعلومات ومنع حتى كافة المحطات الدولية الاوروبية والأميركية من نشر أي صور او خبر عن هذه المظاهرات.
اما في الضفة الغربية فسارت مظاهرة قوية من رام الله باتجاه مركز القيادة العسكرية الإسرائيلية التي تحكم وتحتل الضفة الغربية. واصطدم المتظاهرون مع الجنود الإسرائيليين، وسقط من الشبان الفلسطينيين 36 جريحاً منهم بالرصاص الحي، ومنهم بالرصاص المطاطي، كما أصيب اكثر من 51 شاباً فلسطينياً وصبية فلسطينية بالاختناق نتيجة القنابل الغازية التي تحمل مواد كيماوية مسممة للتنفس، وفي ذات الوقت مسيلة للدموع في شكل لا يعود المتظاهر يستطيع رؤية ما امامه. ورغم ذلك، ظهر الناطق باسم البيت الأبيض واعلن ان المتظاهرين، وفق ما قاله «في إسرائيل بينما هي فلسطين المحتلة لا يحق لهم التظاهر لانه من المعروف تاريخيا ان اليهود هم الذين يملكون القدس وهي عاصمتهم الحقيقية والتاريخية».

 الانتفاضة في القدس  والضفة الغربية وغزة 

ازاء تصريح الناطق باسم البيت الأبيض لم تصدر ردود فعل من الدول العربية ومن وزارات الخارجية العربية أي رد فعل عن ذلك، فلا لبنان استدعى السفيرة الأميركية ليحتج، ولا الأردن ولا مصر ولا المغرب ولا الخليج العربي، باستثناء العراق والجزائر وموريتانيا وتونس، الذين استدعوا السفير الأميركي لدى عواصمهم وقدموا له مذكرات احتجاج من حكوماتهم ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.
اما في الشارع العربي فاستمرت المظاهرات في مصر وفي الأردن وفي العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي تونس والجزائر وعدة دول عربية، لكن الأنظمة العربية سكتت عن قرار الرئيس الأميركي ترامب وأصبحت معزولة عن شعبها وعن شعوره الوطني والقومي، حتى باتت هذه الأنظمة متآمرة مع إسرائيل ومع اميركا على الشعب الفلسطيني. 
اما الغريب في الامر، فان الرئيس محمود عباس وكذلك صائب عريقات مسؤول العلاقات الخارجية والتفاوض وكذلك السيد نبيل شعث لم يقوموا بأي تحرك ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب، ولم يقولوا ان اتفاق أوسلو أصاب الفلسطينيين بمصيبة كبرى لا يمكن حلها قبل 25 سنة، ما لم تقم السلطة الفلسطينية بإلغاء اتفاق أوسلو الغاء نهائيا، وكما ارتكب الرئيس الراحل ياسر عرفات خطأ وكذلك أبو مازن الذي ادار محادثات أوسلو مع صائب عريقات ونبيل شعث وغيرهم، وقاموا بالاعتراف بإسرائيل كدولة كاملة السيادة على فلسطين سنة 48 مقابل وعد إسرائيلي بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية منزوعة السلاح وان يبقى الجيش الإسرائيلي على نهر الأردن يمنع التواصل بين الضفة الغربية والأردن والدول العريبة الا عبر الحواجز العسكرية الإسرائيلية وهي التي تسمح بالدخول والخروج الى ما قالت عنه إسرائيل سلطة فلسطينية، واعتقدت منظمة التحرير ان إسرائيل تتحدث عن دولة فلسطينية.
ومنذ عام 1994 عقدت منظمة التحرير اتفاق أوسلو وعلى رأسها حركة فتح مع إسرائيل وهو اتفاق جرى تحت الطاولة وبرعاية أميركية ومفاوضات مباشرة إسرائيلية - فلسطينية، أدت الى اهدار حق الشعب الفلسطيني، والسؤال، ماذا ينتظر الرئيس الفلسطيني محمود عباس كي يتخذ قراراً مع منظمة التحرير بإلغاء اتفاق أوسلو، وكيف يقبل الرئيس الفلسطيني بالغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة وسقوط الشهداء وخاصة طفلين بين الشهداء، فيما تستمر المخابرات الفلسطينية تجتمع مع المخابرات الإسرائيلية وتقوم بالتنسيق الأمني المشترك رغم كل العدوان الإسرائيلي وكل الظلم الأميركي ضد الشعوب العربية والانحياز الى دولة الاحتلال الإسرائيلي.
بعد مظاهرة رام الله واشتباكهم مع الحواجز الاسرائيلية في مقر الحاكم العسكري انتشرت من جديد مظاهرة كبرى في القدس باتجاه المسجد الأقصى واقام المسيحيون في بيت لحم شجرة الميلاد واضاؤوها الا ان جيش الاحتلال منع تجمع المسيحيين حول كنيسة مهد السيد المسيح حيث وُلد ومنعوا أي تجمع واستعملوا الهراوات ليفرّقوا الفلسطينيين المسيحيين كذلك السياح الأجانب الذين جاؤوا لزيارة كنيسة الميلاد.
اما في المسجد الأقصى في قلب مدينة القدس المحتلة، فتظاهر آلاف الفلسطينيين من الطائفة الاسلامية الذين يريدون الصلاة داخل المسجد الأقصى والاجتماع في باحة المسجد لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعتهم من ذلك وواجهتهم بعنف كبير واطلقت قنابل مسيلة للدموع كذلك اطلقت الرصاص المطاطي فسقط نتيجة ذلك 28 جريحا بالرصاص المطاطي وكذلك حوالى 70 فلسطينياً من شاب وصبية نتيجة قنابل الغاز المسمومة ولم يعد يجوز تسميتها قنابل مسيلة للدموع لان المتظاهرين يصابون بالاغماء والشعور بحالة اختناق في التنفس ويغيبون عن الوعي. وكان عددهم قد ارتفع الى 71 مصابا.
كما سارت مظاهرات في شوارع القدس لكن جيش الاحتلال دفع بتعزيزات كبيرة واغلق طرقات القدس امام المظاهرات وقام بقمعها والأسلوب هو ذاته اطلق القنابل من الغاز المسموم حيث يسبب الاختناق التنفسي وعدم الرؤيا لمدة ساعة تقريبا من الذين يصل الدخان الى وجوههم. كذلك اطلقوا الرصاص المطاطي وقاموا بتفريق كل المظاهرات في القدس، وقطعوا القدس الى اكثر من 9 اقسام، خاصة الطريق من المسجد الأقصى الى جبل الزيتون الى كنيسة القيامة حيث قبر السيد المسيح، كذلك اقاموا الاسلاك الشائكة حول جبل الزيتون، حيث صام السيد المسيح ومنعوا المتظاهرين من الدخول الى جبل الزيتون. 
وفي نتيجة المواجهات سقط اكثر من 140 جريحا نتيجة العنف الذي استعمله جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المتظاهرين المقدسيين أي سكان القدس المحتلة.
اما في مدينة الناصرة وقلقيلية والخليل وبيت لحم وجنين فقد حصلت مظاهرات كبيرة انما كانت تصطدم بتعزيزات كبيرة من الجيش الإسرائيلي الذي حشد حوالى 60 الف جندي في كامل الضفة الغربية، اضافة الى 25 الف شرطي إسرائيلي وحوالى 3 الاف من رجال الاستخبارات العسكرية وجهاز شاباك للامن الداخلي لتطويق الانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي التي ارتفع مستواها. 

 مواجهة فرنسية أميركية 

هذا ورفع الصوت عاليا الرئيس الفرنسي ماكرون قائلا ان القدس الشرقية ستبقى عاصمة لفلسطين حيث سيتم انشاء وقيام دولة فلسطين على حدود عام 1967 تعيش جنبا الى جنب مع دولة إسرائيل سنة 48. وانتقد بشدة قرار الرئيس الأميركي ترامب معتبرا انه أضرّ بالسلام العالمي وأشعل الشرق الأوسط والعالم العربي ببركان من النار، كذلك اساء الى شعور اكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم. 
فيما ردت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامن دون ذكر الرئيس الفرنسي بأن الإدارة الأميركية ليست بحاجة الى من يدافع عن الإرهاب ويدافع عن سلطة فلسطينية تترك الإرهاب ينتشر من غزة الى الضفة الغربية. 

 غزة وانتفاضتها 

اما في غزة، فقد استمرت الانتفاضة وفجر امس قامت الطائرات الاسرائيلية بالاغارة على مركز لحماس فأصابت المركز بالصواريخ وكذلك اصابت ابنية يسكنها مدنيون. فاستشهد 4 مواطنين فلسطينيون من عائلتين إضافة الى استشهاد طفلين عمرهما 3 سنوات و5 سنوات. وهاجم الشبان الفلسطينيون السياج الذي يحاصر قطاع غزة، وما ان اقتربوا من الاسلاك الشائكة حتى بدأ جنود الاحتلال باطلاق النار نحوهم بالعيارات المطاطية، ورغم ذلك اصر الشبان الفلسطينيون والصبايا الفلسطينيات على إزاحة الشريط الشائك الحديدي، عندها استعمل الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي لكنه لم يسقط شهداء نتيجة اطلاق هذه النار، لان الشبان ارتموا ارضا وحموا انفسهم مع الصبايا الفلسطينيات من اصابتهم بالرصاص الحي. 
وطوال نهار امس كانت الطائرات الإسرائيلية تحلّق على علو منخفض وهي من طراز اف - 16 واف - 15 بسرعة بالغة وعلى علو منخفض فوق منازل وبلدات ومدن الضفة الغربية الفلسطينية، إضافة الى تحليقها فوق قطاع غزة وبسرعة كبيرة فوق كامل قطاع غزة ومبانيها، لاشعار الفلسطينيين بالخوف والرعب كون الطائرات الإسرائيلية كانت تطير في شكل مرعب على مستوى منخفض وبسرعة قوية، وهذا ما يؤدّي الى احداث ضجة واصوات عنيفة للغاية، خاصة وانها تؤذي الأطفال الصغار أذية كبيرة، نظرا لامكانية إصابة السمع لدى الأطفال، نتيجة هذه الأصوات الصادرة عن الطائرات في تحليقها المنخفض على علو 50 متراً فوق المنازل الفلسطينية.
كما قامت البوارج الإسرائيلية بمنع الصيادين في قطاع غزة من الإبحار قبالة شاطئ غزة لصيد الأسماك. واذاعت بالميكروفونات نداءات بعدم الخروج الى الصيد لان ذلك ممنوع وحتى اشعار آخر. ولدى محاولة بعض الصيادين التقديم لبضعة امتار بقواربهم الصغيرة لاصطياد السمك اطلقت البوارج الحربية العسكرية الاسرائيلية النارية على مسافات قريبة من القوارب الفلسطينية، وذلك بعنف كبير، مما أدى بالصيادين الفلسطينيين في قطاع غزة الى العودة الى الميناء وعدم الخروج الى الصيد.
والمعلوم ان غزة لا يصلها كميات غذاء كافية بسبب الحصار الإسرائيلي عليها، وبسبب أيضا اغلاق مصر للبوابات ما بين قطاع غزة وسيناء. ولذلك فان اصطياد السمك هو حاجة ضرورة للغذاء لشعب قطاع غزة لكن إسرائيل منعتهم من ذلك.

 مؤتمر الدول الإسلامية في إسطنبول 

وبدعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي ترأس تركيا حاليا رئاسة مجلس التعاون للدول الإسلامية في العالم وهي 57 دولة، دعا الرئيس اردوغان الى مؤتمر قمة لرؤساء الدول الإسلامية في إسطنبول لدراسة قرار الرئيس الأميركي ترامب باعتبار القدس المحتلة عاصمة إسرائيل. لكن الرئيس اردوغان لم يوجه الدعوة الى سوريا، وهي دولة عضو في مجلس التعاون الإسلامي. فيما اتصل بالرئيس اللبناني العماد ميشال عون ودعاه الى المؤتمر، كذلك اتصل بكافة رؤساء الدول الإسلامية ودعاهم للاجتماع يوم الأربعاء في إسطنبول في اطار اجتماع القمة الإسلامية. وسيبحث مجلس التعاون الإسلامي قرار الرئيس الأميركي ترامب وامامه 3 خيارات:
1 - إقامة شكوى لدى مجلس الامن من 57 دولة إسلامية انما 56 دولة لان سوريا لم يتم دعوتها امام مجلس الامن الدولي ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب وانتزاع قرار من مجلس الامن لاسقاط القرار الأميركي في شأن القدس، واذا استعملت الولايات المتحدة حق الفيتو وسقطت الشكوى الإسلامية فسيلجأ مجلس التعاون الإسلامي ويجتمع مع رؤساء الدول الإسلامية الى اللجوء الى الأمم المتحدة والتصويت في داخلها وهي تضم 189 دولة وكلها ضد القرار الأميركي باستثناء إسرائيل.
2 -الدعوة الى قطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل من قبل الدول الإسلامية حتى تراجع الرئيس الأميركي ترامب والإدارة الأميركية عن قرارها في شأن اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
3 - قيام 3 رؤساء دول إسلامية من كبريات الدول الإسلامية بالسفر الى واشنطن ومقابلة الرئيس الأميركي ترامب، ومطالبته بتجميد قراره حتى حصول التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شأن اقامة دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية، لكن هذا القرار على الأرجح لن يحصل لان السعودية ترفض ارسال وفد إسلامي الى واشنطن والقيام بهذا الطلب، والقرار السعودي هو إعطاء إسرائيل مدينة القدس المحتلة كي تكون عاصمتها، ومقابل ذلك تكون عاصمة السلطة الفلسطينية مدينة أبو ديس القريبة جدا من القدس المحتلة.
هنا تجدر الإشارة الى ان السعودية نشرت كل جيشها والشرطة السعودية والذي يقدّر عددهم بـ 120 الف عنصر في كل المدن السعودية ومنعوا المظاهرات كليا تحت طائلة السجن لمدة 25 سنة لكل متظاهر، ولم تقم في كامل المملكة العربية السعودية وهي الدولة الإسلامية التي تتواجد على ارضها قبلة المسلمين مدينة مكة المكرّمة، ولم تسمح بأي مظاهرة ولا هي قامت بإصدار بيان ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب في تقديم هدية الى إسرائيل وهذه الهدية ان مدينة القدس المقدسة للمسلمين والمسيحيين تم تسليمها الى إسرائيل، في حين ان المملكة العربية السعودية وهي دولة دستورها الشريعة الإسلامية السنيّة، كان يجب ان تقف موقفا عربيا وخاصة إسلاميا، لانه وفق الدستور السعودي فان الملك هو الحاكم باسم الله على المواطنين المسلمين، وبالتالي رغم ان القدس ترمز الى الاسراء نحو قبة الصخرة لرسول الله ومنها المعراج الى السماء ورغم ان المسجد الأقصى يُعتبر احد اهم الرموز المقدسة لدى المسلمين، فان السعودية وهي الدولة الإسلامية الكبرى منعت التظاهر ولم تصدر بيانا عن الديوان الملكي ضد قرار الرئيس الأميركي ترامب، بل اكتفت بأن السعودية تأسف لقرار الرئيس الأميركي ترامب.
وماذا تعني كلمة تأسف، في ظل قرار تاريخي سلب المسلمين اهم مراكز دينية لهم سواء اسراء النبي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - من السعودية الى قبة الصخرة في القدس ومنها عرّج الى السماء عبر مدينة القدس ومسجد جامع الصخرة. كما ان المسجد الأقصى الذي أقامه الخليفة عمر وهو احد اهم الخلفاء الراشدين من بعد رسول الله قام باعمار المسجد الأقصى في القدس المدينة المقدسة، واصبح المسجد الأقصى الان بعد اعتبار اميركا انها عاصمة إسرائيل تحت الاحتلال الإسرائيلي وسيطرت بلدية القدس على كامل القدس الشرقية بما فيها المسجد الأقصى، ومسجد قبة الصخرة وقبر السيد المسيح وطريق الجلجلة للسيد المسيح، وكنيسة القيامة المسيحية حيث قام السيد المسيح من بين الأموات، إضافة الى اهم الاديرة المسيحية والاوقاف الإسلامية السنيّة في مدينة القدس المقدسة والمحتلة والتي الان أصبحت برأي الموقف الأميركي كاملة الاحتلال من قبل إسرائيل.

 تمثال لترامب وإسرائيل تتكل على الأردن والسلطة ومصر لانهاء الانتفاضة الفلسطينية 

اذاعت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي ان الحكومة الإسرائيلية بقرار من رئيس وزرائها نتنياهو أعطت تعليمات لرئيس بلدية القدس بإقامة تمثال كبير للرئيس الأميركي ترامب تقديرا ومكافأة له على قراره باعطاء إسرائيل كامل القدس المقدسة والمحتلة عاصمة لها. وان التمثال سيتم اقامته مكان دير مار جرجس التاريخي والمسيحي وهو من احد اهم الرموز لدى المسيحيين. وقد تم بناؤه قبل 1790 في القدس المحتلة. وقد صادرته السلطات الإسرائيلية قبل 3 سنوات، والان ستقوم بهدمه لاقامة باحة توراتية بدل الدير ومعبدين إسرائيليين في ارض دير القديس مار جرجس وفي الوسط تمثال كبير للرئيس الأميركي ترامب، حيث سيتم الكتابة ان إسرائيل لن تنسى ابدا ايمان الرئيس الأميركي ترامب بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، وسيكون التمثال بارتفاع 15 متراً وعرض 4 امتار. فيما يقف الرئيس الأميركي في هذا التمثال وهو يحمل كتاب التوراة الإسرائيلي.
إضافة الى خبر إقامة تمثال للرئيس الأميركي ترامب، اضافت القناة الثانية الاسرائيلية ان وزير خارجية إسرائيل صرّح بأن إسرائيل اجرت اتصالاتها وحصلت على نتائج مرضية من قبل الرؤساء محمود عباس والملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية والجمهورية العربية المصرية سيقومون بكامل الجهود لانهاء الانتفاضة الفلسطينية بأقصى سرعة. لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكذلك الملك الأردني والرئيس المصري طلبوا من الحكومة الإسرائيلية تخفيف تعزيزات الجيش الإسرائيلي وترك بعض الوقت كي تجري مظاهرات وفي خلال أسبوع تكون السلطة الفلسطينية مع الأردن ومصر قد استطاعوا انهاء الانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية.
اما في قطاع غزة، فان القطاع يعيش حالة تأهّب كبيرة نتيجة إمكانية حصول حرب بين كتائب القسام التابعة لحركة حماس إضافة الى القوة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، حيث ان المناضلين في حماس وحركة الجهاد الإسلامي يستعدون لاطلاق الصواريخ نحو المستعمرات الاسرائيلية المقابلة لقطاع غزة.
وامس اطلقوا عند منتصف الليل 6 صواريخ ضد المستوطنات الإسرائيلية، واستطاعت القبة الصاروخية الإسرائيلية اعتراض 4 من الصواريخ فيما أصاب صاروخان اهدافهما دون ان تعلن إسرائيل الخسائر البشرية او المادية لها.
وعلى الأثر أرسلت إسرائيل 4 طائرات من طراز اف - 16 الأميركية الصنع وقامت بقصف نقطتين في قطاع غزة وسقط نتيجة ذلك 6 شهداء منهم طفلان، وعمر طفل 3 سنوات والثاني 5 سنوات.
واما الـ 4 شهداء الباقون فهم من افراد عائلتين يسكنان مبنى مدنياً على بعد 100 متر من مكتب لحركة حماس.
واذا حصلت حرب بين قطاع غزة وإسرائيل وقامت إسرائيل بشن حرب وحشية كما حصل منذ بضع سنوات، حيث سقط 2000 شهيد من قطاع غزة و10 آلاف جريح وتم هدم 4 الاف منزل في قطاع غزة عبر غارات الطيران الإسرائيلي الوحشية ضد شعب واهل قطاع غزة، ومعظمهم من المدنيين غير المقاتلين، واستشهدوا وهم في منازلهم. فان الضفة الغربية عندها ستنفجر انفجارا كبيرا ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي ولن يستطيع الرئيس محمود عباس ولا صائب عريقات ولا نبيل شعث ولا قائد المخابرات الفلسطينية من وضع حد للانتفاضة الفلسطينية في الضفة الغربية، إضافة الى ذلك، فسينتفض الشارع العربي والإسلامي اذا حصلت الحرب الاسرائيلية ضد قطاع غزة لان الجميع باتوا يعرفون أوضاع سكان اهل قطاع غزة، حيث يعيش مليونان ونصف مليون مواطن فلسطيني محاصرين من كل الجهات سواء من جهة مصر او من جهة إسرائيل في ظل مساحة جغرافية لا تتسـع لاكثر من نصف مليون مواطن.

 ترامب ونتنياهو يحتفلان بالقرار 

في هذا الوقت اتصل رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو بالرئيس الأميركي ترامب وذلك يوم امس الاحد بعد انتهاء العطلة الاسرائيلية حيث لا يقوم الاسرائيليون بأي حركة منذ الساعة السادسة يوم الجمعة حتى الساعة السادسة يوم السبت  واتصل يوم الاحد بالرئيس ترامب وقام بشكره وابلغه ان تمثالا للرئيس ترامب سيتم اقامته في القدس وانه ينتظر ان يأتي الرئيس الأميركي ترامب خلال سنة ليدشن التمثال كذلك ان يأتي أعضاء الكونغرس الأميركي معه الى القدس المحتلة ويحتفلون بالقدس عاصمة إسرائيل، وفي ذات الوقت مشاهدة تمثال الرئيس الأميركي ترامب الذي ارتكب جريمة كبرى في حق الشعب الفلسطيني عندما اعطى إسرائيل ارضا ليست له بل هي للشعب الفلسطيني وهي القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وأعطى ما لا يملكه لمن لا يستحق

 

الجمهورية :

يستمر القرار الاميركي، الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، محور الاهتمام والمتابعة محليا واقليميا ودوليا، في وقت بَدا في المشهد أن لا خطوات عربية واسلامية فاعلة رَداً على هذا القرار، وانّ الرد ما زال يقتصر حتى الآن على انتفاضة الفلسطينيين في الاراضي المحتلة والتظاهرات التي تحصل في لبنان وبعض العواصم العربية والاسلامية والغربية التي تندّد بهذه الخطوة الاميركية غير المسبوقة، وتطالب بالعودة عنها، وينتظر ان تبلغ ذروة التحركات اللبنانية في التظاهرات التي ستنطلق في الضاحية الجنوبية اليوم، وفي بيروت غداً إستنكار للقرار ورفضاً له.

بعدما كانت الحكومة تأمل في ان يشهد الاسبوع الحالي انطلاقة جديدة لعملها بعد «بيان النأي عن النفس»، برزت معطيات وأحداث جديدة من شأنها التأثير في هذه الانطلاقة، وأبرزها:


اولاً، البيان الصريح جداً الذي صدر عن اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان في باريس الذي رطّب الذاكرة بالقرار 1559 الذي يفترض انّ القرار 1701 قد جعله لزوم ما لايلزم.


ثانياً، تداعيات قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل، حيث حاولت اطراف لبنانية وفلسطينية تحويل التظاهرة أمام السفارة الاميركية في عوكر إحتجاجاً على قرار ترامب، الى أعمال شغب واعتداءات على الأملاك الخاصة والعامة، لا ضد السفارة بل ضدّ الدولة اللبنانية عبر اجهزتها الامنية، وخصوصاً ضد الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي الذين رَشَقهم المتظاهرون بالحجارة وأحرقوا مستوعبات النفايات وحطّموا ممتلكات.


ثالثاً، الزيارة الملتبسة للامين العام لـ«حركة عصائب أهل الحق» التابعة لـ«الحشد الشعبي العراقي» الشيخ قيس الخزعلي الذي دخل لبنان من دون علم السلطات اللبنانية، وزار برفقة قياديين من «حزب الله» المنطقة الحدودية في الجنوب، بلباس عسكري، وأدلى بتصريحات أقلّ ما يقال فيها انها دعوة الى إنشاء دولة إسلامية مذهبية، دعاها دعوة «صاحب الزمان».


وعلى رغم تأكيد البعض أنّ زيارة الخزعلي للجنوب سبقت اعلان بيان النأي بالنفس ومؤتمر باريس للمانحين، إعتبر بعض المراجع الرسمية الزيارة «بمثابة خرق موصوف لبيان النأي بالنفس، وكذلك لبيان باريس».


بدورها، سألت مصادر سياسية: «هل أنّ السيادة اللبنانية مرتبطة ببيان يصدر او لا يصدر؟ وقالت: «حتى لو كانت الزيارة حصلت قبل اعلان بيان النأي بالنفس، فما هي الغاية إذاً من بَث فيديو عن الزيارة بعد صدور البيان وغداة اجتماع باريس؟».

تقارير ديبلوماسية


وعلمت «الجمهورية» انّ السفارات المعتمدة في لبنان لم تنتظر نهاية «الويك اند» لتكتب الى حكوماتها، بل سَطّرت تقارير اليها امس وامس الأول حول هذه الحادثة، مشيرة الى «انّ اللبنانيين بدأوا يشككون ببيان «النأي عن النفس» الجديد فيما لم يجف حبره بعد. واعتبر أحد السفراء الكبار «أن هناك فريقاً يَتعمّد تعرية لبنان من صداقاته وعَزله عن المجتمع الدولي بُغية الهيمنة عليه اكثر فأكثر».


وكان رئيس الحكومة سعد الحريري أوعَز الى الجهات المختصة لاتخاذ سلسلة اجراءات، من بينها منع الخزعلي من دخول الأراضي اللبنانية. وطالب بتحديد المسؤولية عن هذا الخرق، كذلك طالب السلطات الأمنية بفتح التحقيقات اللازمة.

المعارضة


ورأت مصادر سياسية معارضة في زيارة الخزعلي للجنوب «رسالة ايرانية متعددة الاهداف لدوائر القرار الوطنية والعربية والدولية، مفادها أنّ «الحرس الثوري الايراني» هو الذي يَتحكّم بقرار المنطقة السياسي والامني والعسكري، وأن لا وجود في لبنان للدولة، ولا وجود للقرارين 1701 و1559، وبالتالي إصرار المجتمع الدولي على قرارات الشرعية الدولية وإصرار الشرعية العربية على وصف «حزب الله» بأنه إرهابي، سقط من خلال هذه الزيارة التي اكدت أنها تتجاوَز قرار الدولة اللبنانية بالنأي بالنفس، واسقطت ايضاً ادّعاء الحكومة أنها قادرة على تنفيذ مبدأ «النأي بالنفس»، وبالتالي اسقطت إمكانية تحسين العلاقات اللبنانية ـ العربية لأنّ تحسينها مرتبط بالنأي بالنفس. فإذا لم تنجح الحكومة اللبنانية ومعها الحريري في تنفيذ النأي بالنفس، فلن تتحسن هذه العلاقات».


ونَددت هذه المصادر بما حصل خلال تظاهرة عوكر، «فعوكر ليست غزة، وما حصل فيها غير مقبول، وإيصال رسالة اعتراض على قرار الادارة الاميركية في شأن القدس يكون من خلال التظاهر السلمي وليس من خلال رشق الحجارة على الجيش والقوى الأمنية، فما جرى كان استباحَة «سرايا المقاومة» للدولة اللبنانية وقوانينها ولنظامها الأمني والعسكري».

«القوات»


وقالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية»: «انّ دخول الخزعلي لبنان يستدعي ضبط الحدود اللبنانية-السورية لمنع دخوله وغيره مجدداً. فمَن قال انّ مواكب «حزب الله» التي تجوب المنطقة ذهاباً وإياباً ولا تعترف بحدود، لا تُدخل إلى لبنان من أمثال الخزعلي من مكوّنات محور الممانعة.

وإذا كان قد أُعلن عن جولة الأخير، فبالتأكيد هناك جولات وجولات غير معلنة، فيما النأي بالنفس الفعلي يتطلّب وسريعاً إصدار قرار دولي جديد او توسيع مهمات القرار ١٧٠١ وصلاحياته ليشمل الحدود اللبنانية-السورية».

ودعت المصادر «المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته بترجمة التزاماته وتعهداته بتطبيق سياسة النأي بلبنان عن نزاعات المنطقة، خصوصاً انّ زيارة الخزعلي شكّلت تحدياً لمجموعة الدعم الدولية التي اجتمعت في باريس، وتَحدياً للأسرة العربية التي دانت تدخل «حزب الله» في أزمات المنطقة، وتحَدّياً للحكومة اللبنانية التي أقرّت النأي الفعلي بالنفس، وانتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية، واستفزازا لشريحة واسعة من اللبنانيين».


وقالت مصادر «القوات» انه «بمعزل عن مضمون الرسالة التي أرادت طهران توجيهها من الجنوب اللبناني، فإنه لم يعد مسموحاً بعد اجتماع مجموعة الدعم وبيان الحكومة الاستثنائي، استخدام لبنان صندوق بريد»، وأكدت «انّ قرار الدفاع عن لبنان هو قرار الحكومة اللبنانية التي يشكل «حزب الله» أحد مكوناتها، وبالتالي ليس حقاً حصرياً للحزب إطلاقاً.

وامّا التذرع بأنّ النأي بالنفس لا يشمل إسرائيل، إلّا انه في الوقت نفسه لا يعني فتح الحدود أمام المرتزقة، فيما قرار الحرب هو قرار سيادي لبناني بامتياز وليس قراراً إيرانيا ولا قرارا لميليشيات إيران المنتشرة في المنطقة».

قمة اسطنبول


وقضية القدس، يحملها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد غد الاربعاء الى قمة اسطنبول، حيث يلقي كلمة لبنان فيها. وعلمت «الجمهورية» انه سيشدّد فيها على موقف لبنان الداعي الى وقف النزاعات العربية ـ العربية ووقف استخدام السلاح وتدمير بلدانهم بأيديهم.

وسيقدّم مجموعة اقتراحات عملية لمواجهة ما حصل، والمحاولات المتقدمة لصَهينة القدس لمجرد الإعتراف بها عاصمة لإسرائيل. كذلك سيشدد على «رفض اغتصاب آخر المعالم الدينية التوحيدية المسيحية والإسلامية الجامعة على الأرض».


واطّلع عون من وزير الخارجية جبران باسيل على الأجواء التي سادت مؤتمري مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان ومؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة، والمحادثات التي أجراها على هامش المؤتمر وتناولت مختلف التطورات على مستوى قضية القدس، وما يمكن ان تؤول اليه التطورات في المنطقة.


واوضح باسيل انّ «لبنان اعترض على القرار الصادر عن الجامعة العربية، كونه لم يأتِ على المستوى المطلوب لهذا الحدث»، كاشفاً أنه سيطرح اقتراح «اعتراف لبنان بالقدس عاصمة لفلسطين في جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل».


وكانت وزارة الخارجية أعلنت انّ لبنان «سجل إعتراضه على عدم ملاقاة بنود القرار لمستوى خطورة القضية بما يعكس إلتزام لبنان عدم عرقلة إصدار القرار، مع مطالبته بمزيد من الاجراءات على النحو الذي يرقى الى مستوى الانتهاك غير المسبوق للمدينة المقدسة بمضامينها كافة».

بري

واستبعد رئيس مجلس النواب نبيه بري انعقاد قمة عربية طارئة للقدس، على رغم مطالبة لبنان بعقدها خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب السبت الفائت في القاهرة. وإذ أشاد بري بما تضمنته كلمة لبنان في هذا الاجتماع، واشار الى انه لن يحضر شخصياً اجتماع الاتحاد البرلماني العربي المخصص للقدس المقرر في المغرب الاربعاء وذلك بسبب عدم دعوة سوريا الى المشاركة فيه.وأكد أنه سيرسل الى هذا الاجتماع من سيمثّله.

وقال بري امام زواره امس انّ حركة «أمل» قررت المشاركة في المسيرة التي ستنطلق من الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم وسترفع العلمين اللبناني والفلسطيني، واشار الى مسيرة اخرى ستنظم في بيروت غدا وسيشارك فيها جميع القوى والاحزاب والفاعليات اللبنانية الى جانب الفلسطينيين.
وحول البيان الذي اصدرته مجموعة دعم لبنان إثر اجتماعها في باريس، قال بري: «انّ البيان جيد لولا بعض الهَنات الهَيّنات».


وكشف وزير بارز انّ لبنان طلب تعديل 5 نقاط في بيان مجموعة الدعم قبل اصداره ، منها الاستعاضة عن ذكر القرار الدولي 1559 بالقرار 1701 وسائر القرارات الدولية في اعتبار انّ الـ1701 حل مكان القرار 1559، وكذلك موضوع العودة الطوعية للنازحين. وعليه، فقد عُدّل النص بالنسخة العربية لكنه لم يعدّل بالفرنسية والانكليزية ما سبّب اللغط «. واضاف: «هذه حدود المسألة، لا اكثر ولا اقل».

«حزب الله»


وعشيّة تنظيم «حزب الله» مسيرة شعبية حاشدة نصرة للقدس في الضاحية الجنوبية، تلبية لدعوة الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، قال عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق: «انّ رَد المقاومة على قرار ترامب يكون بتعزيز قدراتها عسكرياً وبتعزيز مشروعها على مستوى المنطقة، وإنّ الرَدّ المجدي على القرار الأميركي، إنما يكون بتأجيج روح المقاومة على امتداد المنطقة».

سعيد لـ«الجمهورية»

وقضية القدس سيطرحها ايضاً رئيس «لقاء سيدة الجبل» الدكتور فارس سعيد في لقاءاته في الفاتيكان، التي يسافر اليها اليوم لإجراء محادثات مع المسؤولين فيها، ومع رئيس منظمة «سانت إيجيديو»، المعنية بالحوار الاسلامي ـ المسيحي، وبالسلام في العالم.

وقال سعيد لـ«الجمهورية»: «سنبحث خلال زيارتنا التي تستمر يومين في موضوع القدس خصوصاً، حيث سنؤكّد اعتراضنا على قرار الادارة الاميركية بجَعلها عاصمة لإسرائيل من خارج اطار عملية السلام الشامل، وفي الوقت نفسه سندعم قرار السلطة الوطنية الفلسطينية، وسنُبدي إصرارنا على ان تكون القدس مدينة مفتوحة امام جميع المؤمنين، مسيحيين ومسلمين، ورفع القيود عن زيارتها. وكما أكّد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في الأمس بأنّ «زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السَجّان».

 

 

اللواء :

من زيارة مسؤول «العصائب» إلى «تظاهرة عوكر» احتجاجاً على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، التي تحوّلت في «لحظة ما» إلى اشتباك مع القوى الأمنية، عندما حاول شبان غاضبون اقتحام السفارة وعمدت قوى الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه لتفريق المجتمعين، بدا المشهد آخذ بالتحوّل من وتيرة المكرس للاستقرار، إلى تحركات تضع الاستقرار على الطاولة، في خضم تصاعد تداعيات الاعتراض العارم اسلامياً وعربياً واقليمياً ولبنانياً على القرار الأميركي، والتي تبلغ مستوى قوياً في تظاهرة اليوم في الضاحية الجنوبية في وقت أكّد فيه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في القاهرة ان لا عروبة بلا القدس، ولا سلام دون القدس، وان ما فعله ترامب ضد الإنسانية، مطالباً بالتوجه إلى مجلس الأمن.

وفيما يستأنف الرئيس سعد الحريري نشاطه الرسمي في السراي الكبير اليوم لتوقيع ما تراكم من ملفات، ولديه جدول اعمال حافل، كشفت أوساط قريبة من بعبدا ان موقف لبنان من قرار ترامب يبلغ قمته مع كلمة الرئيس ميشال عون في قمّة اسطنبول، والتي ستتضمن وفقاً للمصادر نفسها، اقتراحات عملية لحماية القدس من انعكاسات قرار ترامب والإجراءات الإسرائيلية لتهويدها.

وكشف مصدر وزاري لـ«اللواء» ان لبنان بقدر حرصه على مواجهة القرار الأميركي، سيبقى متمسكاً بالاستقرار العام في البلاد، ولن يفرط بالإجماع اللبناني والعربي والأوروبي والاممي حول ديمومة هذا الاستقرار.

وقال: ان التحضيرات الجارية لعقد جلسة لمجلس الوزراء، بما في ذلك اعداد جدول أعمال الجلسة، المرجح انعقادها الخميس المقبل، بعد عودة الرئيس عون من تركيا.

تظاهرة عوكر

وفي تقدير مصادر سياسية، ان ما حصل في تظاهرة عوكر، من أعمال شغب وتخريب واشتباك مع القوى الأمنية، كان في بعض جوانبه ايجابياً، على الرغم من وقوع نحو 70 إصابة، بينهم 19 عنصراً من قوى الأمن، وتوقيف عشرة أشخاص بتهمة القيام باعمال شغب، بينهم 4 لبنانيين و6 فلسطينيين، ذلك لأنه كان مطلوباً، سواء من قبل السلطة اللبنانية أو من المتظاهرين إيصال صوت لبنان الصاخب رفضاً للقرار الأميركي بشأن القدس، ومن أجل هذا الغرض، نظمت التظاهرة امام مقر السفارة الأميركية في عوكر، ولو على بعد نحو كيلومتر من مبناها، وبعلم المعنيين في وزارة الداخلية، والذين اتخذوا احتياطات وإجراءات أمنية احترازية لمنع المتظاهرين من الاقتراب من مبنى السفارة، بينها بوابة حديدية واسلاك شائكة، علماً انه لا يمكن العبور إلى السفارة الا من منفذ واحد من ساحة عوكر التي نظم فيها التجمع للحيلولة دون تجاوزها.

ولاحظت المصادر انه سبق تظاهرة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفلسطينية، تظاهرة اتسمت بالهدوء للجماعة الإسلامية، في الساحة نفسها وللغاية ذاتها وهي رفض القرار الأميركي بشأن القدس، لكن القيمين عليها قرروا الانسحاب، لدى علمهم بقدوم التظاهرة اليسارية، قرابة الحادية عشرة قبل الظهر. وهنا كان لافتاً للانتباه التغطية الإعلامية الواسعة التي رافقت هذه التظاهرة ورافقتها من بدايتها وحتى انهائها، بما في ذلك الصدامات التي حصلت مع القوى الأمنية، والتي نقلت وقائعها على الهواء مباشرة.

اما تظاهرة «حزب الله» اليوم، فلا يتوقع ان تحصل فيها أعمال عنف، نظراً لأنها ستبقى محصورة في الضاحية الجنوبية، بعيداً عن السفارة الأميركية، حيث سيكون لعناصر الانضباط في الحزب الدور القوي والفاعل والمعروف بحسن التنظيم والانضباط، ومنع اندساس عناصر الشغب بين المتظاهرين.

وعلمت «اللواء» ان التظاهرة ستنطق في الساعة الثالثة من بعد الظهر، من امام مجمع سيّد الشهداء في حارة حريك، ومنه إلى اوتوستراد الشهيد هادي نصر الله وصولاً إلى تقاطع المريجة - الكفاءات، حيث تنتهي هناك، ويتوقع ان يطل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله مباشرة على الجماهير لإلقاء كلمته.

وذكرت معلومات ان مدارس منطقة الضاحية الجنوبية قررت إنهاء الدوام في الساعة الواحدة بدلاً من الثانية تجنباً لزحمة السير واحتمال قطع بعض الطرقات المؤدية إلى مكان تجمع التظاهرة، ومنها قطع الطريق من جسر المشرفية حتى محلة الكفاءات على المسلكين، وتحويل السير إلى الطرقات الفرعية المجاورة، اعتباراً من الساعة 12 ظهراً، بحسب ما أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن، التي توقعت ان يكون الحضور غفيراً.

اجتماع القاهرة

ومهما كان من أمر تظاهرة عوكر أمس ومن ثم تظاهرة الضاحية الجنوبية اليوم، واللتين لا بدّ الا ان تندرجا في سياق الغضب الشعبي على القرار الأميركي، انسجاماً مع الدعوة إلى تحركات شعبية في مختلف العواصم العربية، فإن لبنان الرسمي حضر بقوة سياسية في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة مساء السبت واستمر حتى ساعة متأخرة من الليل للبحث في الموقف الواجب اتخاذه من القرار الأميركي، سواء من خلال كلمة وزير الخارجية جبران باسيل، التي كانت عالية السقف تجاه الموقف الأميركي والإجراءات المطلوبة للعودة عنه، كما كانت موضع اشادة وترحيب عربي ولبناني، أو من خلال التعديلات التي طرحها باسيل على البيان الختامي، وتبناها الوزراء العرب وهي في ثلاث نقاط:

- الدعوة لعقد قمة عربية طارئة للبحث في موقف عربي موحد وقوي بوجه القرار الاميركي.

- الدعوة الى تحركات شعبية في العواصم العربية رفضا للقرار.

- البحث في فرض عقوبات عربية تجارية واقتصادية على الادارة الاميركية وعلى اي دولة اخرى توافق على الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان العدو، وذلك من باب الضغط لإلغاء القرار.

وذكرت مصادر الوفد الدبلوماسي اللبناني لـ«اللواء»، ان الوزراء العرب ايدوا هذه التعديلات لكنهم استمهلوا شهرا لعقد القمة العربية لحين اتضاح صورة الوضع ومسار الاتصالات الجارية مع الادارة الاميركية والضغوط السياسية والدبلوماسية العربية والدولية التي تمارس عليها للعودة عن القرار.

اما باسيل فوافق على البيان التزاما بالاجماع العربي ولعدم عرقلة صدور القرار، لكنه سجل تحفظا على ضعف البيان الختامي وعدم ملاءمته لخطورة الحدث ولعدم اتخاذ اجراءات حازمة، بحسب ما جاء في بيان الخارجية اللبنانية.

وكان باسيل قد دعا في كلمته امام الاجتماع الوزاري الى «المصالحة العربية - العربية سبيلا وحيدا لخلاص هذه الأمة ولإستعادة ذاتها»، والى «قمة عربية طارئة عنوانها القدس، لإستعادتها الى حضنها العربي لأنه من دونها لا عرب ولا عروبة»، وقال: «الويل لنا إذا خرجنا اليوم بتخاذل، إما الثورة وإما الموت لأمة نائمة».

كما دعا الى «إستعادة الذات بدل خسارتها، وإستعادة السياسة العربية الموحدة لإتخاذ إجراءات ردعية ردا على القرار الأميركي، وإستعادة العزة العربية والنفس العربي الثائر على الظلم، بإنتفاضة شعبية واحدة في كل بلداننا العربية».

مجلس الوزراء

إلى ذلك، تقرر مبدئياً، أن يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية يوم الخميس المقبل، رجحت مصادر أن تعقد في القصر الجمهوري في بعبدا، وهذا الأمر سيتقرر في الدعوة التي سيوجهها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري رسمياً له اليوم.

ومعلوم انه سيسبق الجلسة زيارة للرئيس ميشال عون إلى اسطنبول للمشاركة في قمّة زعماء الدول الإسلامية تلبية لدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبحث في اتخاذ موقف إسلامي من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان القدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل السفارة الأميركية إليها.

ومن المقرّر أن تستمر زيارة عون إلى اسطنبول ساعات عدّة يعود بعدها إلى بيروت مساء فور انتهاء القمة. وذكرت مصادر رسمية انه ستكون للرئيس عون كلمة في المؤتمر ما زال العمل جارياً على تحضيرها.

وتوقعت مصادر وزارية، ان يتصدر موضوع القدس جلسة الحكومة الخميس، في ضوء ما أعلنته الوزير باسيل أمام مؤمر القاهرة من انه «سيتقدم بطلب من مجلس الوزراء باتخاذ كل الإجراءات الثنائية والدولية للاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وبتكريس القدس عاصمة لها، بدءاً من الاجراءات الديبلوماسية ومروراً بالتدابير السياسية وصولاً الى العقوبات الاقتصادية والمالية، على غرار ما فعلته المملكة العربية السعودية والعراق في العام 1981 بوقف التعاملات النفطية مع الولايات المتحدة، وتدابير أخرى مما أجبرها فوراً على وقف إجراءات نقل سفارتها إلى القدس.

ومن ناحية ثانية، كشفت المصادر عن اتصالات رئاسية تجري لادراج موضوع استخراج النفط والغاز من المياه اللبنانية، على جدول أعمال جلسة الخميس، خصوصاً بعد انتهاء عملية التفاوض التي أجراها وزير الطاقة سيزار أبي خليل مع تونسوتيوم الشركات الثلاث الفرنسية والروسية والايطالية للتنقيب عن الغاز في البلوكين 4 و9 داخل المياه الإقليمية، بالنظر للاهتمام الرسمي بهذا الموضوع، والذي يتواكب مع اهتمام نيابي عبر عنه الرئيس نبيه برّي، الذي أكد بأن «الخطوة المقبلة لمجلس النواب سكون بالتركيز على القوانين المتعقلة باستخراج النفط من البحر والبر،» مشيراً بأن اللجان النيابية ستعاود غداً الثلاثاء درس سلسلة اقتراحات قوانين تقدمت بها كتلة التنمية والتحرير» وأبرزها: الموارد البترولية والصندوق السيادي اللبناني وشركة البترول الوطنية وإنشاء مديرية خاص