العمائم تمثل نفسها فقط
 

تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية خبر زيارة وفد من البحرين يضم 24 شخصا ينتمون لجمعية " هذه هي البحرين ".
وسرعان ما إنتشر خبر الزيارة كذلك فيديوهات ولقاءات لأعضاء الوفد وهم يتجولون في شوارع القدس ويجرون مقابلات مع قنوات إعلام إسرائيلية.
إلا أن أكثر ما إستفز مشاعر العديد من المتابعين للزيارة هو تواجد شخصية شيعية تحمل عمامة وهو فضل الجمري الذي تحدث لقناة إسرائيلية.
وبحسب أعضاء الوفد فإن الزيارة تهدف إلى تحقيق التعايش والتسامح بين الديانات.

إقرأ أيضا : ناس بسمنة وناس بزيت ... أسعد أبو خليل يهين الجيش اللبناني ولم يتحرك أحد
علما أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد علاقات ديبلوماسية بين البحرين وإسرائيل وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها بشكل علني وتزامنت مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأثارت مشاركة رجل دين يحمل عمامة شيعية الكثير من الجدل وتساءل متابعون عن رمزية هذه المشاركة والأثر الذي ستتركه في وعي كثيرين.
لكن لا بد من الإشارة أن مشاركة رجل دين لا يمثل دينا بعينه بل هو يمثل شخصه فقط والخيار السياسي الذي يتبناه والوفد البحريني الذي يرافقه.
فلطالما كان أصحاب العمامات عبر التاريخ على هوى السلطان وفي خدمة توجهات الحكام وعلى دين ملوكها إلا ما ندر وبالتالي من غير العادل بناء أحكام بسبب هذه المشاركة وإلصاق التهم بالتشيع أو الشيعة فالرجل لا يمثل إلا نفسه ومن أعطاه الإذن بالزيارة ولا يمثل خيارات دينية في هذا المجال خصوصا في لحظة تاريخية ومصيرية  يواجهها القدس .
وأكبر مثال تاريخي على هذا الأمر هو شاه إيران الذي كان تربطه علاقات ودية مع إسرائيل وكان في خدمته عمائم يمجدون هذه العلاقات.
فالعمائم تشارك في أعمال السلطان أحيانا وتحكم أحيانا وتنقاد أحيانا أخرى إلا أنها تبقى عمائم تمثل خيارات حكامها لا دينها.