هل يلتزم حزب الله بسياسة النأي بالنفس فعلياً؟ وهل اقترب موعد انسحابه من سوريا؟
 

بعد الوصول إلى مخرج تسوية جديدة لإيجاد حل للأزمة السياسية، أعلنت الحكومة اللبنانية أمس الثلاثاء التزامها بسياسة "النأي بالنفس" عن أي نزاعات أو صراعات أو حروب أو الشؤون الداخلية للدول العربية، واللافت أن حزب الله وافق على هذه التسوية، إلا أن ذلك لا ينفي وجود شكوك حول مدى التزامه بها، خصوصاً أن قواته لا تزال تنتشر في الميدان السوري.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى "أنه في حين لم يظهر أي موقف اعتراضي من الحزب حول مضمون البيان الوزاري الذي بات مُلزماً لأطراف الحكومة، التي تضم ممثلين اثنين عن الحزب في مكوناتها، يحاول حلفاء الحزب التفريق بين موقف الحكومة وموقف الأفرقاء السياسيين من أزمات المنطقة".
ورجحت الصحيفة، إحتمال أن يكون الحزب قد اقترب من الإنسحاب من سوريا والعراق، لافتةً إلى "أنه رغم إحالة المقربين من الحزب قضية تدخله في سوريا في وقت سابق إلى تبرير مفاده أن الحزب لم يكن وحيداً بين الأطراف اللبنانية التي تدخلت في الأزمة السورية، فإن تدخله كان خرقاً مفضوحاً للقرارات اللبنانية الرسمية المتعلقة بالنأي بالنفس، غير أن الظروف اللبنانية هذه المرة تبدلت، فقد أعلن نصرالله في وقت سابق أن الحرب ضد داعش في سوريا والعراق باتت على نهايتها، ما يعني أن الحزب يقترب من الإنسحاب من البلدين".
وبدوره أعرب مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية، العميد المتقاعد وهبة قاطيشا، للصحيفة، عن أمله في أن يلتزم الحزب "بالنأي الفعلي بالنفس عن تلك الأزمات"، مضيفاً أن "التجارب السابقة لا تشجع على الجزم بذلك"، لكنه في الوقت نفسه، أشار إلى أن "الظروف تغيرت الآن، ولم تعد الظروف لصالحه في المنطقة، وهو ما يدفعه للتقيد بالقرارات الرسمية اللبنانية، والرضوخ لها"، وقال: "أعطينا الحزب الآن فرصة لتأكيد التزامه بالقرار الحكومي اللبناني"، مضيفاً "لا نعرف حتى الآن إذا كان تأييد الحزب للقرار الحكومي لعبة لكسب الوقت، أو هو مقتنع بضرورة انسحابه من أزمات المنطقة"، مشدداً على أن الحزب الآن (تحت الإختبار)".