هل آن الأوان لتنقية علاقة لبنان مع بعض الدول العربية؟
 

أكدت مصادر وزارية لصحيفة "الحياة" أن عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت ستعيد تنشيط الإتصالات بين الرؤساء الثلاثة والأطراف الأساسية المعنية بالتوصل إلى صيغة عملية للنأي بالنفس، وتقول إن لرئيس المجلس النيابي نبيه بري دورًا في إيجاد المخارج للصيغة المطروحة في هذا الإطار والتي ستحظى بإجماع القوى السياسية.
وفي هذا السياق لفتت المصادر عينها إلى أن استجابة الحريري لرغبة الرئيس ميشال عون في التريث بتقديم استقالته يجب أن تترجم بإجماع الأطراف السياسية على دعم الصيغة التي تحقق عملياً النأي بلبنان عن الحرائق المشتعلة من حوله من جهة وتمهد لإعادة تصويب لبنان مسار علاقاته العربية، وخصوصًا تلك المتعلقة بدول الخليج العربي من جهة أخرى.
من جهة ثانية رأت المصادر أن هناك مشكلة أخذت تتفاعل سلبًا بين لبنان وعدد من الدول في الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وأكدت أن لا مصلحة للبنان في الدخول في اشتباك سياسي مع هذه الدول، لما يترتب عليه من أضرار اقتصادية، متسائلة ما المصلحة من قول البعض إن في مقدور لبنان البحث عن أسواق بديلة لتصريف منتجاته الزراعية والصناعية أو لإيجاد أسواق عمل لمئات الألوف من اللبنانيين الذين تستضيفهم دول الخليج العربي؟
كما اعتبرت المصادر أن هذه الدعوات "الحماسية" لا تخدم الإقتصاد اللبناني ولا تؤمن الأسواق البديلة، وهي أشبه بالهروب إلى الأمام، وأكدت أن تأمين الظروف الموضوعية لعودة الحريري عن استقالته لن يكون باتباع سياسة المكابرة أو المزايدات الشعبوية، وأن على من تضامن مع الحريري في تريثه، أن يتصرف بواقعية بعيدًا من الارتجال أو "تهبيط الحيطان".
من جهة أخرى تبدي المصادر اعتقادها أن الحريري تلقى منذ إعلانه استقالته ومن ثم موافقته على التريث في تقديمها، دعماً لبنانيًا لا مثيل له، لكن هذا الدعم يجب أن يوظف في إعادة تصحيح علاقات لبنان بعدد من الدول العربية لا في الذهاب بعيدًا وصولًا إلى المبالغة في هذا الدعم الذي قد لا يخدم إعادة تصويب هذه العلاقات.
وتضيف الصحيفة إن من يراهن على أن دعمه الحريري يمكّنه من أن يمون عليه في تسعير حملته على بعض الدول العربية، سيكتشف أنه أخطأ في العنوان، وأن رئيس الحكومة باقٍ على موقفه وينشد التفاهم مع هذه الدول، وأنه بالتالي يتوخى التأسيس لمرحلة جديدة عنوانها أنه آن الأوان لإعادة تنقية العلاقة بها من الشوائب التي أصابتها بسبب الإنقلاب على النأي بالنفس.