الحريري أثبت أنّه لا يزال الزعيم السنّي الأوّل في لبنان، فهل سيجد نفسه مضطراً في المرحلة المقبلة إلى البحث عن تسوية بشروط جديدة؟
 

بعد أن شارك رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في مراسيم إحتفال عيد الإستقلال أمس الأربعاء، وبعد خلوة عقدها مع رئيس الجمهورية ميشال عون، أدلى الحريري بتصريحه، وأعلن تريثه عن تقديم إستقالته تلبيةً لطلب عون، والإحتفاظ بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية مُبدياً تجاوباً مع هذا التمني".

وفي هذا السياق، تساءلت مصادر سياسية لبنانية نقلاً عن صحيفة "العرب"، "هل يستطيع رئيس الجمهورية الوفاء بوعود يمكن أن يكون قدّمها لرئيس الوزراء المستقيل؟" معتبرةً أن "الحريري ما كان ليُقدم على خطوته لولا ضمانات قدّمها له عون الذي يُعتبر حالياً بمثابة الحليف الأوّل لحزب الله".
وأضافت، "إن إعلان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عن "التريّث" في تقديم استقالته بمثابة تجميد مؤقت للأزمة العميقة التي يمرّ بها البلد، ودخوله في هدنة مع حزب الله من دون أن يصدر ما يشير إلى أن الحزب غيّر أيّا من مواقفه على الصعيدين الداخلي والعربي".
ولم تستبعد المصادر، "أن يكون هناك بحث عميق في موضوع الإستقالة والبيان الذي استند إليه الحريري لتبريرها في الأيّام القليلة المقبلة".
وخلصت إلى القول "إن الحريري، الذي أظهر أنّه لا يزال الزعيم السنّي الأوّل في لبنان، سيجد نفسه مضطراً في المرحلة المقبلة إلى البحث عن "تسوية" بشروط جديدة، أقلّها مع رئيس الجمهورية، وذلك كي يتمكن من القول إنّ استقالته التي أدّت إلى أزمة داخلية هدّدت الإستقرار السياسي في لبنان كان لها ما يبرّرها، وأدت إلى بعض النتائج التي ترتبت عنها" على حد قولها.