شدد المحلل والناشط السياسي، نديم قطيش، على «أن الصاروخ الباليستي الذي أطلق من اليمن مستهدفا منطقة الرياض، تعبير عن سياسة ينتهجها حزب الله اتخذت شكل الصاروخ، فهذا الصاروخ جزء من سياق تورط حزب الله في دعم ميليشيات الحوثي في استهداف أمن السعودية وأهلها».

وأكد في حديثه لـ«اليوم» ان الأزمة ليست باستقالة الرئيس سعد الحريري، لا بل في وجود ميليشيا خارج إطار الدولة والشرعية تمتلك سلاحا ورؤية عسكرية وإستراتيجية لدورها في المنطقة تحت سقف المشروع الإيراني، وهي مستمرة في سوريا والعراق والبحرين واليمن وفي أماكن أخرى.

ألا تعتقد أن استهداف الرياض بصاروخ باليستي أطلق من اليمن، كان «الشعرة التي قصمت ظهر البعير» لجهة تصرفات «حزب الله»؟
ـ الصاروخ تعبير عن سياسة ينتهجها «حزب الله»، فهو جزء من سياق تورط الميليشيا في هذه الحرب على المملكة، ووجود الحزب في اليمن ليس بهدف مساعدة يمنيين، ولكن للمساهمة في الانقسامات اليمنية وتحويلها الى مادة استهداف للسعودية، وبالتالي المشكلة ليست في الصاروخ بحد ذاته، لا بل المشكلة تكمن في السياسة العامة، التي جاءت في سياق هذا الصاروخ.

هل تعتقد أن استقالة الرئيس الحريري خدمت المحور الإيراني لاستهداف المملكة؟
ـ الاستقالة بشكلها وفي كل الظروف، التي أحاطت بها فتحت المجال لمَنْ يريد أن يفتعل المشكلة مع السعودية أن يقوم بذلك، كان هنالك مناخ غير طبيعي ودرامي بشكل الاستقالة وبما تلاها، جعل هؤلاء المتربصين يدخلون من هذه الاختلالات في شكل الاستقالة، لمحاولة اضعاف دور السعودية في لبنان، المسألة في غاية الخطورة، لذلك كان تركيزنا منذ اليوم الأول بأن عودة الرئيس الحريري حاجة إستراتيجية لانتظام العمل السياسي في لبنان ولحماية العلاقات السعودية - اللبنانية من هؤلاء المتربصين.

يقع على كاهل الحريري مهمة حل الإشكالية بين السعودية ولبنان، التي يسعى فريق إيران إلى إيجادها وتأجيجها؟
ـ لذلك كنا ولا نزال نقول إن عودة الحريري مسألة إستراتيجية، المشاكل التي حدثت الآن تطال بالعمق علاقة لبنان بالعالم العربي، وعلاقته بالمصلحة العربية المشتركة وتعريف لبنان واللبنانيين لمصالحهم بالعلاقة مع الآخر والأخطاء، التي حصلت في تلك الفترة وأدت إلى توتر العلاقات السعودية - اللبنانية بشكل غير مسبوق، هذا أمر يشكل حله ومعالجته الرئيس الحريري ضمانة إستراتيجية؛ ونحن ننتظر عودته لنكون معاً في هذه المعركة.

ما ردك على اعتبار الرئيس ميشال عون أن الأزمة تنتهي بذهاب الرئيس الحريري الى فرنسا، ألا تعتقد أن الأزمة هي مع سلاح «حزب الله» فقط؟
ـ استقالة الحريري ليست أزمة، بل هي تعبير عن أزمة حاولنا بكل الطرق التحايل عليها والتعايش معها من خلال التسوية، التي أتت بالرئيس ميشال عون رئيساً للجمهورية، وبالتالي الأزمة هي ما أدى الى الاستقالة وليس العكس، ما يحتاج الى معالجة ليس الاستقالة وطبيعة خروج الرئيس الحريري من السعودية الى فرنسا، فالأزمة تتجلى بوجود ميليشيا خارج إطار الدولة والشرعية تمتلك سلاحا ورؤية عسكرية وإستراتيجية لدورها في المنطقة تحت سقف المشروع الإيراني وهي مستمرة في سوريا والعراق والبحرين واليمن وفي أماكن أخرى.

ماذا يستلزم على لبنان الرسمي والشعبي أن يقوم به لاستعادة عروبته المختطفة؟
ـ تحدث الرئيس الحريري في مقابلته عن تسوية حقيقية ونهائية مع «حزب الله» حول مسألة السلاح، هذا يعني أننا لن نقبل بتسوية على «زغل» كما يقولون، ولن ينتظم العمل السياسي والوطني في لبنان في ظل وجود سلاح حزب الله، فالحزب حالة شاذة في بعده الإقليمي، أن الرئيس الحريري كان دقيقاً بإمكانية التفاهم مع الحزب حيال مقاومة العدو الإسرائيلي تحت سقف الشرعية اللبنانية، أما في البعد الإقليمي فالأمر غير مطروح حتى للحوار، هذا أمر يتوجب على «حزب الله» أن يتوقف عنه الآن إن كان يهتم لمصالح لبنان واللبنانيين، أما اذا كان أولويته هي مصلحة إيران ومشروعها، لا أعتقد أنه سيستجيب.