كذبة الربط بين الحريري وقضية إعتقال الأمراء بدأت تتراجع في إعلام حزب الله منذ يومين بسبب إستهلاكها وضعف حجتها
 

لم تنته حتى الآن حملة التشكيك بما حصل يوم السبت عند إعلان الرئيس سعد الحريري إستقالته من السعودية.
ومن حينها تم الترويج للعديد من الخبريات عن ظروف وملابسات ما حصل وذهبت مخيلة البعض إلى تأليف خبريات والإستعانة بصور قديمة للحريري وإستغلالها للقول بأن الحريري مجبر على ما أقدم عليه وهو تحت الإقامة الجبرية.
وإستند إعلام محور حزب الله في لبنان بتشكيكهم على حسابات وهمية في تويتر تم إنشاؤها بعد إعلان الحريري إستقالته وروجت لسيناريو كاذب هو نفسه ما ذكره الصحافي إبراهيم الأمين بالأمس في جريدة  الأخبار .
وإستعان المشككون خصوصا في اليوم الثاني بصور تظهر فيها ملامح الحزن والبكاء والإنزعاج على وجه الحريري وتبين بعد الفحص أنها صورة قديمة بدليل أن الحريري يظهر فيها من دون ذقن فيما هو اليوم صاحب لحية وبلوك جديد منذ عام ونصف تقريبا.
كذبة أخرى روج لها المشككون وهو السوار الأزرق في يد الحريري عند لقاءه بالملك سلمان وذهبت مخيلتهم إلى إعتباره قيد للإعتقال وإشارة على أنه مسجون ليتبين فيما بعد أنها ساعة يد ذكية يلبسها الحريري دائما وظهرت في يده أكثر من مرة في صور قديمة.
بالطبع سيحاول البعض القول أن هذه الأمور هي " ولدنات " فايسبوكية لكن لا، هناك وسائل إعلام لبنانية تدعي أنها تحترم عقول جمهورها وروجت لهذه الأكاذيب من دون القيام بأي جهد لفحص الصور وتكذيبها وهو أمر يسير جدا في عالم التكنولوجيا اليوم.

إقرأ أيضا : بالصورة : تعليق كافة الأنشطة السياسية والحزبية في الجامعة اللبنانية
كذلك حاولوا اللعب على التقارب في شكل وألوان الكنزة التي كان يرتديها الحريري في لقاءه مع الوزير ثامر السبهان والسفير اليعقوبي وبنوا على هذه المقارنة تحليل مفاده أن الصور أخذت في نفس اليوم ما يدل أن الحريري محتجز ليتبين فيما بعد أن الألوان تم التلاعب بها وشكل الكنزة مختلف تماما عما حاولوا الترويج له.
هذا الكم الهائل من الأكاذيب هو لوحده دليل على عدم صحة ما يروج لكن الحريري وفريقه بالمقابل أقدموا على العديد من الخطوات لتكذيب هذه الفبركات سنكتفي بسرد ثلاث أمور وهي كالتالي:
1- الإتصالات التي يجريها الحريري مع مقربين منه وإعلاميين وفي بعض الأحيان تصل مدة الإتصال إلى نصف ساعة على عكس ما روج إعلام حزب الله بأنه لا يتصل بأحد. وفي اليومين الأخيرين ذكر العديد من المسؤولين أنه أجرى إتصال بالحريري وأكد أن الأمور طبيعية كذلك أكد ذلك الإعلامي مارسيل غانم وبشهادة ضيوفه الذي أجرى إتصالا بالحريري في أول يوم  ونفى كل الإشاعات.
2- اللقاء الذي حصل بين سعد الحريري والملك سلمان كذلك اللقاء مع ولي العهد في الإمارات محمد بن زايد فمستحيل أن يلتقي ملك وأمير بمعتقل سياسي أو سجين وتغطية هذه الزيارة إعلاميا والإفتخار بها.
3- نشر صورة لقاء الحريري بالملك سلمان على غلاف الصفحة الأولى من جريدة عكاظ وهي عادة وعرف في عالم الصحف تدل وتشير إلى أهمية اللقاء والحدث وقيمة الضيف ، فهل يمكن أن يكون الحريري محتجزا وتنشر الصحف خبر لقاءه بهذا الأسلوب؟
بالطبع لا تقتصر الأمور التي تنفي مقولة إحتجاز الحريري على هذه الأحداث الثلاث بل تتعداها إلى العديد من المؤشرات.
فمثلا ، كذبة الربط بين الحريري وقضية إعتقال الأمراء بدأت تتراجع في إعلام حزب الله منذ يومين بسبب إستهلاكها وضعف حجتها وبالتالي سقطت.
فبدأ هذا الإعلام يطالب بضرورة خروج الحريري من أراضي السعودية للتأكيد على أنه ليس محتجزا وهذا ما فعله الحريري بالأمس ومع هذا إستمروا بالكذب، فبدأ إعلام الحزب الترويج لأكذوبة جديدة بعد سقوط تلك الأكاذيب وهي أن الحريري حتى لو عاد إلى بيروت وقال أنه مقتنع بالإستقالة فهو سيكون مجبر على ذلك !
يعني بإختصار ، إعلام حزب الله وتوابعه يتصرفون مع الحدث كما يقول المثل الشعبي :" عنزة ولو طارت "، هم يصدقون أي سيناريو إلا سيناريو أن الحريري ليس محتجزا في السعودية لسبب بسيط وهو أن السيد حسن نصر الله ألمح لذلك في خطابه الأخير.