ألأسطورة جمع أساطير وهي القصّة أو الحكاية وفيها مزيج من مبتدعات الخيال والتقاليد الشعبية 
وفي اللغة الاساطير أباطيل وأحاديث لا نظام لها , وفي المصطلح النبوي هي أحاديث خرافة , وفي المصطلح القرآني هي خرافات الاولين , الا أن المفكرين اختلفوا في تفسيرها , ذلك بسبب رؤيتهم لها , أو كونها ظاهرة معقدة تنتمي الى مرحلة من مراحل التفكير البشري البَدْوي , حيث اعتبرها بعضهم أنها طريقة أولية من التفكير مقابل الابهام الذي اعترى علاقة الانسان بالوجود, 
لكن البعض الآخر اعتبر أن الاسطورة قد عبّرت عن مرحلة من المراحل التي مرّ فيها الفكر البشري 
محاولا تعقُل الظواهر التي تحصل في الطبيعة , لهذا كان لا بدّ لدارس الفلسفة من أن يأخذ الاسطورة نقطة بداية له. 
برز التفكير الاسطوري عندما ظهرت تساؤلات عديدة حول العلاقة بين الانسان والطبيعة , بالاضافة الى محاولة أولية لتعقّل المثيرات الناتجة عن تفاعل الانسان مع محيطه الاجتماعي ومع الطبيعة بشكل خاص .وقد عبّرت الاسطورة عن تأملات الانسان البدائي وعن آلياته المعرفية وأسلوبه في التفسير والتعليل لكثير من الظواهر التي أحاطت به مثل( الرعود والبروق وحركة الكواكب وغيرها). 
يقول أحد المفكرين ان الاسطورة ليست وهما ولا كذبا انما هي تجربة انسانية وجودية , كان يعانيها الانسان في تاريخه البدائي , وهي ترمز أيضا الى واقع مقدّس يحاول الانسان من خلالها أو بواسطتها ادراك عالم الغيب. 
اما علاقة الاسطورة بالدين , فهي محاولة يقوم بها عادة المتدينون لتعقل وجود الهي غير انساني يفسّر الاسرار الوجودية التي عجزت عن كشف أسرارها الطقوس الدينية . والاسطورة تجسّد ممارسة طقوسية لأتباع الدين بشكل عام لأنها تؤمّن للانسان توافق وانسجام لحركته مع رغبات الاله , وهي من ناحية ثانية تمثل وسيلة لمساعدة الانسان على ادراك أسباب وغايات وحركات العالم المحيط به , بالاضافة الى مساعدته في التوصل الى تشكيل رؤية عقلانية لوجوده ولموقعه ودوره في هذا الوجود. 
هذا المستوى الفكري في العلاقة بين الدين والاسطورة التي اعتبرها الدين عنصرا غريبا من عناصر مكوناته لم تزل حاكمة على كثير من جوانب الخطاب الديني , وذلك بسبب الامعان بتغييب دور العقل من قبَل المؤسسة الدينية , وبفعل كثير من المحددات التي انتجها العقل الديني البشري. 
لهذه الاسباب أضحت العلاقة مع المقدّس واللامقدس متشابكة , حيث أصبح من الصعب التمييز بينهما حتى عند الفقهاء , باعتماد منهجية الاسطرة , من هنا اعتبر الدين أن الاسطورة هي خرافات الاولين ولم يقبل بها كآليّة معرفية. 
فهل ثمة امكانية لاستبعاد الاسطورة أو الاسطرة عن الثقافة الدينية وبالتالي تنقيّة العلاقة المعرفية مع المقدّس والتمييز بينه وبين غير المقدّس ؟. 
اذ أن الاشكالية الابرز والمطروحة على بساط البحث اليوم هي اشكالية الخلط بين ما هو ديني أي مقدّس وبين ما هو دنيوي أي غير مقدس , لأن هناك كثيرا من القضايا المعاصرة وخاصة ما تعلّق منها بالسلطة ومتفرعاتها يحتاج توضيحها الى التمييز بين البشري والالهي..