وفد من حماس برئاسة صالح العاروري يزور طهران لإطلاع المسؤولين الإيرانيين على اتفاق المصالحة الأخير مع فتح
 

أثارت زيارة وفد من حركة حماس إلى طهران، ارتياب الكثيرين، لجهة توقيتها الذي يتزامن وتفعيل مسار المصالحة مع حركة فتح الذي ترعاه مصر.

وأبدت أوساط سياسية مصرية تململا إزاء هذه الخطوة الحمساوية خاصة وأن من أهداف القاهرة للانفتاح على حماس والسعي لمصالحتها مع فتح إبعاد الحركة الإسلامية عن إيران والمحور التركي القطري.

واعتبر سمير غطاس، رئيس مركز مقدسي للدراسات الاستراتيجية في تصريحات لـ”العرب” أن حماس تحاول أن تستمر في لعبتها القديمة من خلال قفزها على مجموعة من الأوتار المختلفة لضمان أكبر قدر من الدعم والتأييد المقدم لها، وزيارة وفدها إلى طهران تندرج في هذا الإطار”.

وشدد على أن التمادي في الذهاب إلى معسكر إيران لنيل رضاه سوف يؤثر في النهاية على مسار المصالحة، وعلى دور مصر المحوري فيها.

وكانت حماس وفتح وقعتا في 12 أكتوبر اتفاق مصالحة في القاهرة برعاية المخابرات المصرية. وبموجب هذا الاتفاق يفترض أن تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بحلول ديسمبر.

وسيسعى الطرفان أيضا إلى تشكيل حكومة وحدة بينما يمكن لحماس أن تنضم في نهاية المطاف إلى منظمة التحرير الفلسطينية- الشريك التفاوضي الرئيسي لإسرائيل في محادثات السلام.

وبدأ وفد من حركة حماس برئاسة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي زيارة الجمعة إلى طهران للقاء مسؤولين إيرانيين.

وقال مسؤول في الحركة طلب عدم ذكر اسمه إن الزيارة تهدف إلى “اطلاع المسؤولين الإيرانيين على اتفاق المصالحة الذي وقعته حماس مع حركة فتح والتطورات السياسية” مضيفا أن الوفد سيناقش أيضا “سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين حماس وإيران والتأكيد على مواصلة الدعم الإيراني المالي والسياسي وبالسلاح للحركة”.

وكان يحيى السنوار رئيس حماس في قطاع غزة أكد أن “إيران هي الداعم الأكبر بالسلاح والمال والتدريب لكتائب القسام” الجناح العسكري لحماس.

وفي لقاء مع مجموعة من الشباب عقده في غزة الخميس أعلن السنوار أن “لا أحد له القدرة” على إجبار الحركة على نزع سلاحها أو الاعتراف بإسرائيل، مضيفا “لا أحد في الكون يستطيع نزع سلاحنا” وذلك في رد على مطالبة واشنطن بذلك.

وأكد السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية المصري سابقا، أن زيارة وفد حماس لإيران ليس لها علاقة بالشروط الأميركية المعلنة لقبول المصالحة، وأن تلك الزيارة كانت مقررة قبل الموقف الأميركي الأخير، وهي لطمأنة الجانب الإيراني بأن العلاقات معه مستمرة، لمواصلة الدعم العسكري المقدم لها.

وأضاف في تصريحات لـ”العرب”، ما يطمئن القيادة المصرية أن حماس أضحت مضطرة للتصالح مع السلطة الفلسطينية، بعد تضييق الخناق عليها وتصاعد نبرة المعارضة لها داخل قطاع غزة.

ورأى أن الكرة في ملعب السلطة الفلسطينية والدول الداعمة لها لتقديم مساعدات مادية عاجلة لقطع الطريق على إيران، وتجميد العلاقة مع قطر.