قال الرئيس نجيب ميقاتي أمام زواره في طرابلس اليوم: "حسنا فعلت الحكومة في دفع رواتب القطاع العام وفق السلسلة الجديدة وفصل هذا الموضوع المحق عن قضية قانون الضرائب الذي رده المجلس الدستوري".

وأضاف: "إنني استغرب حال الضياع التي تلت صدور قرار المجلس الدستوري وما صدر من مواقف متناقضة لعل اغربها التلويح بتجميد دفع السلسلة، وهذه هرطقة دستورية كبيرة، فالقانون لا يلغى الا بقانون، والسلسلة باتت حقا للموظفين لا يمكن انتزاعه منهم. كل ما على الحكومة ان تفعله الان هو الاخذ في الاعتبار مضمون قرار المجلس الدستوري والبحث عن سلة ضرائب لا تمس المواطن في معيشته اليومية، وهناك الكثير من الموارد يمكن اللجوء اليها، وهذا ما أكده دولة رئيس الحكومة سعد الحريري بعد الجلسة. وفي مطلق الاحوال، ورغم دقة الاوضاع المالية التي تعانيها الدولة وضرورة التنبه وعصر النفقات ووضع حد للهدر والفساد، لا يجوز تصوير الامور على غير حقيقتها والقول ان دفع السلسلة سيخرب الدولة. فليتم ضبط الانفاق حيث يلزم والبحث عن موارد مالية لا ترهق الناس، وليعط الموظف والعامل حقه الكامل، والاهم من كل ذلك هو العمل على ضبط فلتان الاسعار".

وردا على سؤال عن الاحكام التي صدرت في احداث عبرا قال: "إن إحقاق الحق والعدالة أمر لا نقاش فيه، خصوصا في ما يتعلق بالاعتداء على الجيش، حصن الوطن. وانطلاقا من قوله تعالى "وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" فإننا نطالب بالمساواة ليكون عدل في الرعية من خلال اصدار احكام مشددة بقضية تفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى. العدالة كل لا يتجزأ وتحت قوسها يتساوى الناس، فإذا تفاوتت الأحكام ارتفع الشعور بالظلم والقهر والتمييز. نعم للعدالة والمساواة ولا للتميز والتفريق والاستنساب، وليكن حكم القضاء في قضية تفجيري السلام والتقوى عادلا وقاسيا في حق المجرمين وسوقهم الى العدالة فتستريح ارواح الشهداء وتبرد قلوب ذويهم".

وسئل عما تردد عن طلاق انتخابي بينه وبين الوزير السابق فيصل كرامي وإتجاهه الى تشكيل لائحته الخاصة، فأجاب: "ما يجمعني بالوزير السابق فيصل كرامي علاقة صداقة وأخوة تتعدى الحسابات الانتخابية، ومخطئ كل من يحاول النيل من هذه العلاقات سواء بتحليلات صحافية او بتسريبات من هنا وهناك. أما في الموضوع الانتخابي فقلت وأكرر ان لا شيء نهائيا بعد على صعيد اللوائح والتحالفات، لاننا ندرس كل الاحتمالات التي تؤمن وصول فريق نيابي متجانس يعمل لخدمة مدينتنا وأهلنا، خصوصا ان القانون الجديد للانتخاب يفرض مقاربة انتخابية جديدة نعمل على بلورتها لضمان نجاح الفريق الذي سنتعاون معه".

أسواق طرابلس
وكان ميقاتي تفقد ظهر اليوم أسواق طرابلس القديمة واطلع على احوال أهلها واستمع الى مشاكلهم وهمومهم وحاجاتهم، وأكد خلال لقاءاته مع الأهالي "ان طرابلس واهلها في القلب والعقل دائما، وان كل الجهود التي تبذل اليوم تهدف الى خدمة المدينة والعمل على إنمائها وعلى تحسين واقعها الخدماتي والاجتماعي، بعيدا عن أية غايات سياسية".
وكان ميقاتي إستقبل صباح اليوم في مركز العزم في باب الرمل وفودا شعبية من مختلف المناطق عرضت له مطالبها".