هل بدأ الحديث جديا ولأول مرة بمصير بشار الأسد ؟ وهل سيكون مصيره شرطا لإعادة الإعمار في سوريا ؟
 

بدأ الحديث جديا في المنتديات العالمية عن حقبة إعادة إعمار سوريا بعد إنتهاء الحرب فيها.
وعند البدء بالحديث عن مرحلة الإعمار لا بد من التطرق أولا إلى  آلية الحكم ومستقبل النظام الحالي في سوريا فالإقتصاد مرتبط حكما بالسياسة وتوفير أرضية مناسبة للإستثمار قائمة على أساس الأمن والأمان ما يشكل بيئة جاذبة للإستثمار.
هذه العوامل حاليا غير متوفرة في سوريا والسبب الأساسي هو الحرب الدائرة حاليا والمرتبطة بشكل جوهري بمشكلة بشار الأسد وسيطرته على كرسي الحكم في سوريا بالتحالف مع الميليشيات الإيرانية والعراقية والأفغانية واللبنانية.
لكن يبدو أن الدول العظمى وبالتحديد أميركا وبريطانيا يتعاملون بواقعية مفرطة بالموضوع السوري ولو كان على حساب الإنسانية وحقوق الشعب السوري.
فهذه الدول تارة تقول أن لا مشكل ببقاء الأسد في المرحلة الإنتقالية وطورا تقول أن الأسد مشكلة أساسية في الأزمة السورية.
وجديد التصريحات البريطانية هو ما أدلى به وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون الذي قال :" لا إعمار في سوريا بوجود بشار الأسد ".
هذا التصريح لم يأت من فراغ بل يوضع في سياق التصعيد الأميركي ضد بشار الأسد فقد قالت المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة كيلي  هايلي منذ يومين أن " أميركا لن يهدأ بالها ما دام بشار  الأسد في السلطة".
فهل بدأ الحديث جديا  ولأول مرة بمصير بشار الأسد ؟ وهل سيكون مصيره شرطا لإعادة الإعمار في سوريا ؟
الأمور تتطور بسرعة أما المزايدات من قبل منظري محور الممانعة فهي لا تقدم شيئا كونهم يعلمون أن روسيا منهارة إقتصاديا ومثلها إيران ولا يمكنهما إعادة الإعمار لوحدهما، ولهم عبرة بما حصل في حرب تموز 2006 في لبنان عندما تولت السعودية ودول الخليج إعادة الإعمار والتعويض وبناء قرى بأكملها في الجنوب اللبناني فيما إكتفى الإيراني بتزفيت الطرقات وإعمار الحسينيات.